5 تقارير دولية متفائلة بأسعار النفط في 2017.. و"فيتش" متشائمة
5 تقارير عالمية تبدي حالة من التفاؤل حول أسعار النفط خلال 2017، وتقرير واحد يخرج عن هذا التفاؤل متوقعاً انخفاض أسعار النفط.
أبدت خمسة تقارير عالمية حالة من التفاؤل حول أسعار النفط في أسواق العالم خلال 2017، والذي من المتوقع أن يتحرك معززا بعاملي نمو الطلب المتوقع بنحو 1,2 مليون برميل، وتخفيض سقف الإنتاج اليومي بحوالي 1,8 مليون برميل موزعة بين الدول المنتجة خارج وداخل أوبك.
وتباين التفاؤل بين تحرك الأسعار إلى مستوى 70 دولاراً للبرميل، فيما قل التفاؤل عن ذلك لاستقرار السعر عند حدود 50 إلى 55 دولارا، طيلة شهور النصف الأول من العام المقبل، مع دخول مرحلة تحرك سعري في النصف الثاني من 2017، وهو ما سيحتاج إلى تمديد اتفاق خفض الإنتاج لستة أشهر أخرى.
وخرج تقرير واحد عن هذا التفاؤل متوقعاً انخفاض أسعار النفط عن هذا إلى مستوى 45 دولاراً، لأسباب ترجع إلى تخوفات تنفيذ الاتفاق، وتباطؤ في الاقتصاد العالمي.
" بنك أوف أميركا ميريل لينش" توقع أن يصل سعر برميل النفط خلال 2017 إلى 70 دولاراً، في ضوء الالتزام بتطبيق الاتفاق على تخفيض إنتاج البترول من دول أوبك وخارجها اعتبارا من يناير المقبل، ومع نمو الطلب على النفط الخام وثبات الإنتاج عن مستويات التخفيض المتفق عليها.
وأشار البنك في تقرير له إلى أن الطلب على النفط سيرتفع خلال العام المقبل بواقع 1,2 مليون برميل يوميا، وهو ما يعطي فرصا أكبر لتحريك الأسعار، والتي سيتم دعمها بالتخفيض المتفق عليه بين دول "أوبك" بواقع 1,2 مليون برميل يوميا للدول الأعضاء في "أوبك" و600 ألف برميل للمنتجين المستقلين خارج المنظمة الدولية.
وفي تقرير البنك، رفع توقعاته لمعدل سعر خام برنت في عام 2017 إلى 61 دولاراً لخام برنت، ولخام غرب تكساس الوسيط حوالي 59 دولاراً، مع توقعات بأن يصل السعر إلى 70 دولاراً، مع ذروة الموسم الأمريكي، فيما يرى أن الطلب العالمي على النفط سيرتفع بنحو 1,2 مليون برميل يومياً العام المقبل 2017، فيما سيظل المعروض شبه ثابت، ما سيعطي دعماً للأسعار.
وافاد "ميريل لينش" أن المعروض من الدول غير الأعضاء في أوبك سينكمش بواقع 910 آلاف برميل يومياً في 2016، وبنحو 30 ألف برميل يومياً إضافية العام المقبل 2017، وذلك مقارنةً بزيادة سنوية بمعدل 710 آلاف برميل يومياً على مدى السنوات الـ 20 الماضية.
وأشار التقرير إلى أن السعودية والإمارات والكويت وقطر يتحملوا مجتمعين نحو 750 ألف برميل من تخفيض إنتاج النفط يوميا في النصف الأول من 2017، فيما أن ليبيا ونيجيريا ستقدم تخفيضا في الإنتاج بـ 390 ألف برميل يوميا خلال نفس الفترة.
وفي تقرير لمجموعة بنك قطر الوطني، توقع أن ترتفع أسعار النفط خلال عام 2017، لتسجل ما بين 55 و60 دولارا للبرميل، اعتمادا على الالتزام بتنفيذ اتفاق "أوبك"، سواء بين أعضاء المنظمة أو المنتجين من خارجها، موضحا أن التزام أطراف الاتفاق على خفض الإنتاج بـ 1,2 مليون برميل يوميا من داخل "أوبك" و600 ألف برميل من خارجها، من أهم عوامل دعم سعر النفط..
وبين أن انتعاش أسعار النفط العالمية أمرا متوقعاً بشدة، مع قيام الأسواق بعملية إعادة توازن في توافق مع خفض الإنتاج من جانب دول منظمة "أوبك" ومع النمو القوي في الطلب، علاوة على تفاقم المخاطر السياسية، وإجراء انتخابات مهمة في أوروبا.
ونوه التقرير إلى أن الأسواق الناشئة ستستفيد من ارتفاع أسعار النفط، بينما سيشكل ذلك عبئا على النمو في الولايات المتحدة ومنطقة اليورو، بوصفهما مستوردان رئيسان للنفط.
ولفت إلى أن إنتاج الدول من خارج أوبك في انخفاض حاد، كما انخفض إنتاج النفط الخام في الولايات المتحدة بأكثر من 1,1 مليون برميل في اليوم منذ أن بلغ ذروته في أبريل 2015، وهذا الانخفاض قابله ارتفاع أكبر بلغ مستويات قياسية في إنتاج النفط من دول الأوبك، إذ بلغ الإنتاج في الكويت والإمارات أعلى مستوياتهما على الإطلاق، مبينا أن إنتاج السعودية اقترب من مستواه القياسي واستمر نمو الإنتاج في العراق، ووصل إنتاج إيران إلى ذروته لفترة ما بعد رفع العقوبات.
واتفقت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) في 30 نوفمبر/ تشرين الأول على خفض الإنتاج بواقع 1.2 مليون برميل يوميا إلى 32.5 مليون برميل يوميا في الأشهر الـ 6 الأولي من 2017 إلى جانب خفض آخر بواقع 558 ألف برميل يوميا من منتجين مستقلين مثل روسيا وعمان والمكسيك.
وأوضح تقرير مجموعة بنك قطر الوطني بأن إعلان باتفاق أعضائها من حيث المبدأ على خفض الإنتاج إلى نطاق بين 32.5 و33.0 مليون برميل في اليوم، قد أنعشت أسواق النفط فتجاوز سعر خام برنت حاجز 50 دولاراً للبرميل وارتفع حاليا بأكثر من 10% منذ الإعلان عن الاتفاق.
وكانت أسعار النفط قد اتجهت إلى الصعود خلال الأيام الأخيرة، حيث اتجه خام مزيج برنت وخام غرب تكساس الأمريكي إلى الارتفاع، حيث سجل خام برنت 56.20 دولاراً، فيما صعد خام غرب تكساس الوسيط إلى 53.22 دولار.
من جهته ذكر مركز الروابط للدراسات والبحوث الاستراتيجية بالعراق في تقريره حول ملامح الاقتصاد العالمي للعام 2017 أن العام المقبل يحمل أخبار سارة لأسواق النفط حيث تشير التوقعات إلى انتعاش أسعار النفط، وهذا أيضا يعتمد على التزام الدول المنتجة بهذا الاتفاق، ورغم أن التكهن بالمستقبل أمر ليس باليسير إلا أن المؤشرات جيدة وتعزز من حالة التفاؤل في أسعار النفط، ولو نسبيا.
وإلى ذلك فقد بين تقرير "حالة العالم في 2017" الصادر عن "المنتدى الاستراتيجي العربي" أن أسعار النفط في السوق الدولية ستتراوح بين 50 و55 دولاراً للبرميل خلال النصف الأول من العام المقبل، ثم سيتحرك السعر نحو الارتفاع في النصف الثاني حتى حدود الـ 60 دولارا للبرميل وذلك بفضل اتفاق دول منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" الأخير على خفض المستوى الإنتاجي للمنظمة إلى نحو 33 مليون برميل يوميا.
ولفت التقرير إلى إنه في ظل هذا السيناريو سيعاود النفط الصخري الأمريكي تحقيق نمو متواضع بحلول منتصف العام المقبل لكنه سيحقق مزيدا من النمو في حال تجاوزت أسعار النفط حاجز 60 دولارا للبرميل وسيكون لهذه العقبة تداعيات كبيرة على الدول المنتجة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التي تحتاج لأسعار نفط أعلى بغية تحقيق توازن في موازناتها.
التقرير الذي أعدته "مجموعة يورو آسيا" للمنتدى الاستراتيجي العربي، لفت إلى أن جزءاً كبيرا من قدرة الدول على تحمل خفض إنفاقها سيتوقف على احتياطاتها النقدية وقدرتها على توفير الأموال التي كلما زادت قيمتها قلت احتمالية اللجوء إلى خفض الإنفاق.
وفي تقريرها الشهري ذكرت وكالة الطاقة الدولية أن الطلب العالمي على النفط سيرتفع بوتيرة أقوى من المتوقع في عامي 2016 و2017 رغم أنه من المبكر جدا تقييم أثر الخفض المشترك للإمدادات من قبل أكبر منتجي النفط في العالم، وهو ما يراه خبراء محفزاً للأسعار، حيث جاءت التوقعات بنمو الطلب على النفط نتيجة تغير في على تقديرات استهلاك الصين وروسيا.
وقالت وكالة الطاقة الدولية "إذا التزمت أوبك وشركاؤها من خارج المنظمة بتعهداتهم فإن المخزونات العالمية قد تبدأ في الانخفاض في النصف الأول من 2017، ومن المهم أن نترك لاتفاق التخفيض للتنفيذ قبل إعادة تقييم توقعات للسوق، ولاشك أن النجاح يعني تعزيز الأسعار واستقرار الإيرادات بعد سنوات صعبة مرت من 2014 إلى 2016".
أما وكالة "فيتش" للتصنيف الائتماني، فقد خرجت عن هذا التفاؤل حيث توقعت استمرار انخفاض أسعار النفط عن 45 دولاراً للبرميل في 2017، مما يؤثر بالسلب على الأوضاع المالية لدول الخليج، نتيجة اعتماد 70% من الناتج المحلي الإجمالي لها على العوائد النفطية، موضحة أن هبوط النفط لفترة طويلة، يقلل من قدرة الصناديق السيادية الخليجية بشأن دعم القطاع المصرفي، ما أدى إلى التأثير على التصنيف الائتماني للبنوك في العديد من الدول الخليجية.