اختبار لـ"وحدة الجمهوريين".. كيف يُجرى انتخاب رئيس مجلس النواب؟
ينطلق الكونغرس الأمريكي الـ118 بأولى جلساته، اليوم الثلاثاء، ومعه عهد جديد من سيطرة الجمهوريين على مجلس النواب.
عهد ظهرت معه بوادر معركة مرتقبة على القيادة ستحدد حامل مطرقة مجلس النواب، حيث يحظى النائب كيفن مكارثي بدعم أغلبية الجمهوريين ليصبح زعيم الحزب الجمهوري.
لكن مكارثي لم يؤمّن بعد ما يكفي من الأصوات، ليصبح رئيس مجلس النواب المقبل خلفا للديمقراطية نانسي بيلوسي، بحسب شبكة "سي إن إن" الأمريكية.
وما يقف بين مكارثي والمنصب الذي لطالما سعى إليه مجموعة من المشرعين المحافظين، والذين لا يثقون فيه ولم يقنعهم، أو أولئك الذين يبذلون جهود ضغط بالنيابة عنه، ومن بينهم الرئيس السابق دونالد ترامب، بأنه سيقف بشكل مناسب في وجه الديمقراطيين والرئيس جو بايدن.
وسيحظى الجمهوريون بأغلبية ضئيلة فقط –222 جمهوريا مقارنة بـ212 ديمقراطيا– مما يعني أنه لا يمكن لمكارثي تحمل حدوث عدة انقسامات إذا أراد تأمين الـ218 صوتا التي يحتاج إليها لتولي رئاسة مجلس النواب.
ولا يمكن للكونغرس العمل حقا حتى وجود رئيس لمجلس النواب، فيما سيجتمع الأعضاء في الصباح لإنهاء أعمال المجلس الـ117، ثم في الظهيرة بالتوقيت الشرقي، سيؤشر كاتب مجلس النواب ببدء الكونغرس الجديد وسيدعو للنصاب القانوني.
وسيكون أول عمل رئيسي انتخاب رئيس مجلس النواب؛ إذ سيضع الديمقراطيون اسم النائب حكيم جيفريز للترشيح، بينما سيدفع الجمهوريون بـ"مكارثي".
وبعد ذلك، سيبدأ كاتب المجلس في استدعاء الأسماء، وسيذكر كل عضو اسم الشخص الذي سيصوت له، وفي حال عدم تمكن أحد من تحقق الأغلبية، سيكون هناك اقتراع ثانٍ.
وحال الحاجة لاقتراع آخر، ليس واضحا ما إذا كان الكونغرس سيعلق الجلسة أو ما إذا الأعضاء سيواصلون التصويت.
وذكرت شبكة "سي إن إن" الأمريكية أنه إذا لم يفز أحد بالأغلبية فسيواصل المشرعون الانتخاب حتى يفوز شخص ما بها.
ولن يبدأ مجلس النواب الجديد "الكونغرس" حتى تعيين رئيسه، وهذا ما يتحدث عنه الأمريكيون عند الإشارة إلى معركة القاعة، عندما يتطلب أعضاء مجلس النواب عدة عمليات اقتراع، أو تصويت، لانتخاب رئيس المجلس.
وفيما يزيد على الـ200 عام منذ اجتماع أول كونغرس في 1789، شهد المجلس 14 معركة. وجرت جميع عمليات الاقتراع المتعددة ما عدا واحدة قبل الحرب الأهلية مع تطور نظام الحزبين، وحينها كانت تلك المعارك روتينية.
وبحسب "سي إن إن"، كانت هناك استثناءات لتصويت الأغلبية؛ وفي عام 1849، انعقد مجلس النواب لفترة طويلة دون أن يتمكن من انتخاب رئيس له -19 يوما- لدرجة أن الأعضاء صوتوا لانتخاب رئيسهم بالأكثرية بدلا من الأغلبية.
ولا يتطلب الأمر دائما الـ218 صوتا، فمن الجدير بالذكر أن مكارثي لا يحتاج عمليا إلى الـ218 صوتا ليصبح رئيس المجلس.
واعتبرت الشبكة الأمريكية أن المطلوب الحصول على أغلبية الحضور والتصويت لتأمين رئاسة المجلس، وعادة ما تكون 218 مشرعا، لكن إذا فوت عدد كاف من الأعضاء التصويت، يمكن أن يقل العدد المطلوب.
وتم انتخاب رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي بـ216 صوتا في عام 2021، في حين فاز رئيس المجلس السابق جون بوينر بإعادة انتخابه بالمنصب بـ216 صوتا في عام 2015 بعد تغلبه على انتفاضة محافظة مثل التي يتعامل معها مكارثي الآن.
وفي نفس السياق، ذكرت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية أن الكونغرس الجديد سيفتتح أعماله في حين يصارع مكارثي من أجل بقائه السياسي، مع احتمال أن يصبح أول مرشح لمنصب رئيس المجلس خلال مئة عام يفشل في الفوز بالدعم الأول من زملائه.
وبينما ينتظر مكارثي أن يحل محل نانسي بيلوسي، يتجه نحو التصويت دون ضمانات على تحقيق النجاح، إذ يواجه الجمهوري من ولاية كاليفورنيا منتقدين أشداء داخل صفوف حزبه. وبالرغم من المحاولات لإقناعهم والفوز بدعمهم، باءت جهوده بالفشل.
ورأت "أسوشيتد برس" أن المواجهة التي ستبدأ في الظهيرة قد تتحول إلى معركة مستمرة بقاعة المجلس، وهو مشهد يقسم الحزب الجمهوري، ويضعف قيادته، ويستهلك الأيام الأولى للكونغرس.