«تمرد» في مجلس الشيوخ.. أجندة ترامب على موعد مع «عقبات»
على رأس إدارة موحدة ووسط هيمنة جمهورية على الكونغرس، يعود الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب إلى البيت الأبيض الشهر المقبل.
ورغم سيطرة ترامب على السلطتين التنفيذية والتشريعية إلا أن عددا من أعضاء مجلس الشيوخ الأكثر اعتدالا لا يزال لديهم القدرة على إحباط الأجندة التشريعية للرئيس المنتخب، وربما أيضا رفض تعيين عدد من مرشحيه الأكثر إثارة للجدل للمناصب الكبرى، وفقا لما ذكرته صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية.
وفي ضوء نتائج انتخابات التجديد النصفي 2024، يتمتع الجمهوريون بأغلبية ضئيلة في مجلس الشيوخ (53 مقعدا) مقابل 47 مقعدا للديمقراطيين ولدى الحزب الجمهوري 220 مقعدا في مجلس النواب مقابل 215 مقعدا للديمقراطيين.
وقال كيفن مادن، الشريك الأول في مجموعة "بينتا" الاستشارية "لا تزال الهوامش متقاربة إلى حد كبير.. هناك حواجز مؤسسية ستلعب دورًا".
والأسبوع الماضي، ظهرت هذه الحواجز عندما سحب النائب السابق المثير للجدل مات غيتز ترشيحه لمنصب وزير العدل بعد اجتماعات مغلقة مع أعضاء مجلس الشيوخ، على إثر اتهامه بسوء السلوك الجنسي.
وضمت المجموعة التي اعترضت على ترشيح غيتز 4 شخصيات جمهورية رئيسية هي زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ المنتهية ولايته ميتش ماكونيل والسيناتور سوزان كولينز والسيناتور ليزا موركوفسكي والسيناتور المنتخب جون كيرتس.
عملية شاقة
وفي ظل الأغلبية الجمهورية الضئيلة، ستتجه الأنظار إلى الشخصيات الأربعة إلى جانب عدد من أعضاء مجلس الشيوخ الآخرين، مع استعداد إدارة ترامب لعملية شاقة لتأكيد تعيين بعض المرشحين إضافة إلى المعارك التشريعية مثل تمويل الحكومة وخطط التخفيضات الضريبية الشاملة.
وتثور التساؤلات حاليا بشكل إمكانية 3 ترشيحات على الصمود في مجلس الشيوخ هم: تولسي غابارد، المرشحة لمنصب مدير الاستخبارات الوطنية، وبيت هيغسيث المرشح لمنصب وزير الدفاع، وروبرت إف كينيدي جونيور المرشح لمنصب وزير الصحة والخدمات الإنسانية.
وسبق أن أعربت غابارد، عن آراء مؤيدة لروسيا وتعرضت لانتقادات بسبب مدحها للزعيم السوري بشار الأسد، بينما واجه هيغسيث أسئلة حول مزاعم الاعتداء الجنسي في حين يواجه كينيدي انتقادات سواء من اليمين الذي لا يفضل تعليقاته المؤيدة للإجهاض أو من الوسط الذين يشعرون بالقلق بسبب تشكيكه في اللقاحات.
والأسبوع الماضي، قالت السيناتور سوزان كولينز إن كينيدي وغيره من المعينين في مجال الصحة بما في ذلك الطبيب الشهير محمد أوز الذي اختاره ترامب لإدارة مراكز الرعاية الصحية والخدمات الطبية، يجب أن يواجهوا "تحقيقات مكثفة" قبل إجراء أي تصويت.
وكولينز وهي سيناتور معتدلة مثلت ولاية مين لمدة ثلاثة عقود تقريبًا كانت من الشخصيات التي عارضت ترامب أحيانًا ففي ولايته الأولى كانت واحدة من 7 جمهوريين صوتوا ضد جهوده لإلغاء قانون الرعاية الصحية المعروف باسم "أوباما كير" كما كانت السيناتورة الجمهورية الوحيدة التي صوتت ضد ترشيح ترامب للقاضية المحافظة إيمي كوني باريت للمحكمة العليا مثلها مثل السيناتورة المعتدلة ليزا ميركوفسكي.
أما جون كورتس فكان عضوا في الكونغرس المنتهية ولايته قبل أن يفوز بمقعد في مجلس الشيوخ خلفا للجمهوري ميت رومني.
وقد يكون كورتس أقل الشخصيات الأربعة شهرة لكن يُنظر إليه على أنه معتدل حيث تبنى قضايا ليبرالية مثل مكافحة تغير المناخ كما رفض تأييد ترامب في الانتخابات التمهيدية لعام 2024.
مواجهة ترامب
ويتوقع الكثيرون أن ميتش ماكونيل لن يتردد في مواجهة ترامب حيث أدى تخليه عن زعامة الجمهوريين في مجلس الشيوخ القادم إلى تخليه أيضا عن مخاوفه بشأن إعادة انتخابه.
ولدى ماكونيل علاقة معقدة مع الرئيس المنتخب حيث رفض جهود ترامب لإلغاء فوزه في عام 2020 وألقى باللوم عليه في التحريض على أعمال الشغب في 6 يناير/كانون الثاني 2021 لكنه في النهاية أيد محاولاته للوصول إلى البيت الأبيض.
وهناك خلافات أيضا بين الرجلين حول عدد من القضايا خاصة في السياسة الخارجية حيث يُنظر إلى ماكونيل على أنه أحد الصقور المعادية لروسيا كما أنه مؤيد قوي لحلف شمال الأطلسي (ناتو( وللمعايير المؤسسية لمجلس الشيوخ.
ومن بين الأسماء الأخرى المطروحة كعقبات محتملة أمام ترامب هناك السيناتور بيل كاسيدي الذي كان إلى جانب كولينز وميركوفسكي أحد 7 جمهوريين صوتوا لإدانة ترامب بالتحريض على التمرد في محاكمة عزله الثانية وهناك أيضا السيناتور تود يونج الذي رفض تأييد أحدث محاولة لترامب للوصول إلى البيت الأبيض.
قبضة قوية
ومع ذلك، يمكن أن تؤدي العديد من التعيينات المقبلة في مجلس الشيوخ القادم إلى ترجيح كفة أجندة ترامب فحتى الآن لم يعين حاكم ولاية أوهايو المعتدل مايك ديواين شخصًا ليحل محل جيه دي فانس الذي سيستقيل من منصبه ليصبح نائبًا للرئيس.
ويتعين على رون دي سانتيس حاكم فلوريدا ومنافس ترامب السابق في الانتخابات التمهيدية الجمهورية اختيار شخص يحل محل السيناتور ماركو روبيو، الذي اختاره ترامب لمنصب وزير الخارجية وتضم الأسماء المرشحة للمنصب لارار ترامب زوجة إريك ابن الرئيس المنتخب لكن دي سانتيس قد يختار شخصية أقل ولاءً لتيار "ماغا" اليميني المحافظ.
وفي كل الأحوال يرى العديد من الخبراء أن قلة فقط من الجمهوريين سيكونون مستعدين لمحاربة ترامب نظرًا لقبضته القوية على الحزب وميله إلى الانتقام من منتقديه.
وقال جيم مانلي، المساعد السابق لزعماء مجلس الشيوخ الديمقراطيين "لقد رأينا محاولات مبدئية لتنمية الشجاعة عندما رفض عدد قليل من الجمهوريين تعيين غيتز.. لكنني لست متأكدًا من عدد المرات الأخرى التي سيحدث فيها ذلك".
aXA6IDMuMTQyLjIxMi4xMTkg جزيرة ام اند امز