سباق الجمهوريين نحو البيت الأبيض.. العبودية تهدد هايلي بـ«نقطة حرجة»
بدأ العد التنازلي لانطلاق الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري فيما لا يزال دونالد ترامب يهيمن على السباق بجاذبيته السياسية.
في المقابل، بدأ الوقت ينفد أمام منافسيه للإجابة عن السؤال الحاسم: هل يستطيع أي منهم هزيمة الملياردير المثير للجدل؟
وذكرت شبكة «سي إن إن» الإخبارية الأمريكية، أن الأيام الأخيرة التي تسبق بدء التصويت تؤكد مجددا قوة الرئيس السابق الذي تجاوز منذ زمن القواعد التقليدية للحملات الانتخابية، في ظل أزمات كانت كفيلة بإسقاط أي مرشح عادي وليس ترامب.
وأوضحت الشبكة، في تحليل لها، أن المنافسة وصلت نقطة حرجة حيث يمكن لأي تعليق غير مناسب أو خطأ صغير غير مقصود من أي مرشح أن يصرف الانتباه عن جوهر حملته ويسمح لمنافسيه بفتح النار عليه.
هايلي و"العبودية"
وينطبق هذا الأمر على الحاكمة السابقة لولاية ساوث كارولاينا والسفيرة السابقة لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي التي أعادت إشعال الجدل حول أكثر الفصول إثارة في سجلها السياسي وهو "العبودية".
وفي الوقت الذي تفضل فيه أن تكون العناوين الرئيسية حول زيارتها إلى نيوهامبشاير وتقدمها في استطلاعات الرأي بالولاية، قدمت هايلي إجابة ملتبسة أمس ردا على سؤال حول سبب اندلاع الحرب الأهلية لم تذكر فيها العبودية، لكنها تطرقت إلى حقوق الدول وحرية الأفراد.
وبدت تصريحات هايلي محاولة لإعطاء الجمهور المحافظ بالانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري نوع الإجابة التي قد يفضل سماعها.
وتهدد عودة «الحرب الأهلية» للنقاش بصرف الانتباه عن الزخم السياسي الذي تتمتع به هايلي في لحظة حرجة من الحملة الانتخابية، كما يمنح منافسيها فرصة انتقادها.
وعلى الفور، نشر حساب داعم لحاكم فلوريدا رون ديسانتس على منصة «إكس» لقطات من تصريحاتها.
كما هاجم كبار الديمقراطيين هايلي بما في ذلك الحساب الرسمي لحملة الرئيس جو بايدن الذي كتب: «كان الأمر يتعلق بالعبودية».
ويمكن لرد الفعل العنيف على تصريحاتها أن يؤثر في الانتخابات العامة، ومن المؤكد أن منتقديها سيستغلون إجابتها لتوجيه انتقادات مستمرة بأنها تخبر كل جمهور بما يريد سماعه وأنها ليست كما وصفت نفسها «متحدثة صريحة».
ومن المحتمل ألا تؤثر عاصفة الانتقادات في ضرر فوري لهايلي بالانتخابات التمهيدية الجمهورية، لكن أي ضرر لحملتها سيصب في صالح ترامب وقد تثار القضية مرة أخرى مع وصول قطار الانتخابات إلى ولايتها ساوث كارولاينا.
وتحظى هايلي بزخم كبير في نيوهامبشاير بعد تقدمها التدريجي في استطلاعات الرأي وحماس المانحين لها في ظل أدائها القوي بالمناظرات الجمهورية ولو كانت الأمور تسير بشكل تقليدي كان يمكن أن تكون المرشحة الأكثر مصداقية ضد ترامب.
لابد من مفاجأة
لكن في ظل الشعبية الاستثنائية لترامب، يتعين على هايلي أو أي مرشح آخر تحقيق مفاجأة كبيرة لهزيمة الرئيس السابق وليس فقط التنافس على المركز الثاني.
وتفرض هذه الشعبية ضغوطا على المرشحين في ما يتعلق بانتقاد ترامب، وحتى الآن تتحاشى هايلي انتقاده مباشرة لتجنب غضب الناخبين الأساسيين في الحزب.
وتخطط هايلي للظهور المتكرر مع حاكم ولاية نيو هامبشاير الجمهوري كريس سونونو، الذي أيدها وزعم منذ فترة طويلة أن ولايته ستعيد تشكيل السباق الجمهوري وستكون البداية لنهاية ترامب.
في المقابل، يكثف ديسانتس جهوده خلال الفترة القادمة في أيوا وسيظهر اليوم مع حاكم الولاية كيم رينولدز الذي منحه التأييد الأهم بمشواره، في حين يقضي ترامب موسم العطلات في إثارة الجدل بتصريحاته المثيرة وسط معاركه القضائية.
ويؤثر تعدد المرشحين الجمهوريين على فرص ظهور منافس قوي لترامب، ويتمسك حاكم ولاية نيوجيرسي السابق كريس كريستي ورجل الأعمال فيفيك راماسوامي بالبقاء في السباق.
ورغم مطالبته بالانسحاب، أطلق كريستي اليوم حملة إعلانية فيما نفى راماسوامي التقارير التي اعتبرت وقف حملته الإعلانية تعني نهاية جهوده الانتخابية.