عضو بفريق التمريض يروي تفاصيل "اللحظات الصادمة" في درنة: "72 ساعة بلا نوم" (خاص)
خاضت فرق الدعم الطبي الموفدة إلى مدينة درنة المنكوبة بالفيضان في ليبيا أياماً عصيبة، شاركت فيها في نقل جثث الموتى وإسعاف المصابين.
واختص أشرف العبيدي، رئيس قسم تمريض العيادات التخصصية بمستشفى الهواري العام في بنغازي، وأحد أعضاء الطاقم الطبي الموجود في مدينة درنة "العين الإخبارية" بالحديث عن تفاصيل أيامه الخمسة داخل المدينة المنكوبة، بينها 72 ساعة بلا نوم.
بدأ أشرف حديثه قائلا: "لم نكن نتوقع أن تكون الأحداث في ليلة العاصفة بهذا الشكل، لهذا كنا في مستشفى بنغازي التي تبعد عن درنة 330 كيلومترا، نمارس حياتنا اليومية بشكل طبيعي قبل أن يردنا ما يفيد بأن كارثة محققة قد وقعت في مدينة درنة".
ويضيف العبيدي "مع تواتر الأخبار الكارثية تم تشكيل فريق طبي من 23 مسعفاً وطبيباً قد وصلوا إلى مدينة درنة مع ساعات النهار الأولى ليوم الإثنين، وهو اليوم الذي تلى انتهاء العاصفة المدمرة".
أشار إلى أن الوصول إلى درنة في تلك الطرق الوعرة المتهالكة كان يبدو مستحيلاً، غير أن فرق الإنقاذ كانت عاقدة العزم على مواصلة السعي للوصول إلى جوف المدينة معلنين شعار (من أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا).
وأكمل: "فور الوصول خضنا مباشرة سباقا مع الزمن، فالكل وضع نصب عينه هدفاً واحداً إنقاذ أحياء أو إسعاف مرضى وكخلية نحل منتظمة انخرط كل في تخصصه نسعف المصابين ونطمئنهم قدر استطاعتنا".
يؤكد العبيدي أن الفرق الطبية في درنة لم تعرف أوقات فراغ أو راحة، فمن بعد العاصفة الجميع منشغلون في عمليات أو مشاركة في إنقاذ، أو تجهيز لعمليات أو إسعاف جرحى.
يتابع: "أنا أسعفت نحو 17 مواطناً ومواطنة، كانوا جميعاً في حال إعياء شديد، وجراحهم متفاوتة بين خطرة ومتوسطة وخطرة جداً".
وعن حالتهم النفسية، يؤكد أن الكل في ذهول وحزن وألم عميق.
تراوحت إصابات الجرحى بين كسور وكدمات ومشكلات في التنفس وحالات ذهول بين المرضى والمصابين.
النوم لم يعرف الطريق إلى أعين الفرق المرابطة في درنة لمدة 72 ساعة كاملة كان لا تزال فرق الإنقاذ حينها تستخرج الأحياء، في الوقت الذي يعمل فيه المسعفون بكامل طاقتهم للإسعاف المبكر، قبل الدلوف إلى العمليات أو توجيههم إلى مستشفيات خارج درنة.
وعن عمليات الدفن الجماعية فقد شاهدها العبيدي وشارك في مراسمها، قائلاً: "في الأيام الأولى كنا ندفن أكثر من 300 جثة في مقابر جماعية".
أما المشاهد الإنسانية الأكثر تأثيراً خلال أيامه في درنة فيقول العبيدي الذي عاد مؤخراً إلى بنغازي، كان لسيدة فقدت ابنتها ونجت هي من الموت كونها كانت تبيت في منزل آخر بعيدا عن الفيضان، كانت السيدة صامدة راضية بقضاء الله وقدره، وتبحث بين الجثث عن جثة ابنتها التي لم تجدها أبداً وهي تدعو للقتلى بالرحمة.
aXA6IDMuMTcuNzYuMTc0IA== جزيرة ام اند امز