اليأس يدب إلى رجال الإنقاذ في درنة.. لا أحياء بالمناطق المنكوبة (خاص)
باتت فرق الإنقاذ العربية والدولية الموجودة في مدينة درنة الليبية المنكوبة بالفيضان على بعد ساعات قليلة من إعلان حالة اليأس من الوصول إلى أحياء.
وقال وائل هبيل أحد المتطوعين في فرق البحث الليبية، ويقوم بأعمال الترجمة بين الفرق الأجنبية والليبية، إن فرق الإنقاذ الأجنبية لم ترفع راية اليأس بعد، غير أن هذا الأمر بات قريباً.
وأضاف هبيل، في حديثه لـ"العين الإخبارية"، أن فرق الإنقاذ الموجودة في درنة حاليا لم تتمكن اليوم السبت من استخراج أي أحياء حتى الآن، كما لم يستخرج جثث موتى أيضاً.
أدوات البحث
وشرح هبيل آليات البحث وطريقة عمل الفرق الأجنبية والعربية التي تعمل بشكل منظم منذ قدومها إلى درنة.
يبدأ يوم البحث من الاستيقاظ في السابعة والنصف صباحا، بعدها تتحرك فرق الإنقاذ الأمريكية والإسبانية ومن دولة مالطا ودولة تركيا فضلا عن ليبيا والجزائر، كل في طريق مختلف عن الآخر في التاسعة صباحا.
وتواصل فرق الإنقاذ عمليات البحث، تقسم كل فرقة مع قائدها في منطقة وتتحرك كل فرقة في شكل مجموعات متسلحة بالأجهزة الحديثة والكلاب البوليسية، على مدار ساعات النهار كلها ومع بداية الظلام تعود الفرق للراحة.
وتستخدم فرق البحث الأجنبية 3 وسائل حديثة للكشف عن الأحياء بعد غياب نداءات الاستغاثة ممن هم تحت الأنقاض.
أول هذه الأجهزة جهاز ترددات للكشف عن الأحياء والأموات، وهو جهاز يتواصل مع النبض ويميز الموتى من الأحياء.
أما الجهاز الثاني بحسب "هبيل" فهو عبارة كاميرا حرارية تستخدمها الفرق، وهي تميز الأحياء فقط.
وبخصوص الوسيلة الثالثة فهي الكلاب البوليسية، والتي أثبتت جدارة أثناء عمليات البحث عن مفقودين.
ودعت منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة بشكل مشترك مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر إلى تحسين إجراءات الدفن.
وقال كازونوبو كوجيما، المسؤول الطبي عن السلامة البيولوجية والأمن البيولوجي في برنامج الطوارئ الصحية التابع لمنظمة الصحة في البيان المشترك "نحث السلطات في المناطق المنكوبة بالمأساة على عدم التسرع في عمليات الدفن الجماعي أو حرق الجثث بشكل جماعي".
ودعا البيان إلى تحسين إدارة عمليات الدفن لتكون في مقابر فردية محددة وموثقة بشكل جيد، قائلا إن عمليات الدفن المتسرعة يمكن أن تؤدي إلى مشكلات نفسية طويلة الأمد لذوي الضحايا، بالإضافة إلى مشاكل اجتماعية وقانونية.
وأضاف البيان أن جثث ضحايا الكوارث الطبيعية لا تشكل "على الإطلاق تقريبا" أي تهديد صحي، وأن الاستثناء هو وجود الجثث عند مصادر المياه العذبة أو بالقرب منها بسبب احتمال تسرب فضلات إليها.