باحثون: كورونا انتشر من داخل مستشفى صيني
الرقم يشمل 17 مريضا دخلوا المستشفى للعلاج من مرض آخر، فضلاً عن 40 من موظفي الرعاية الصحية بالمستشفى.
توصل باحثون أمريكيون إلى أن 41% من أوائل المصابين بفيروس كورونا الجديد، وتتراوح أعمارهم بين 22 و92 عاماً، التقطوا العدوى داخل مستشفى تشونجنان التابعة لجامعة ووهان، خلال الفترة بين 1 – 28 يناير/كانون الثاني.
وفي تقرير جديد نشرته مجلة الجمعية الطبية الأمريكية JAM، تم دراسة أول 138 شخصا أصيب بالفيروس عند بداية ظهوره في مدينة ووهان بالصين، لمعرفة كيفية انتشاره، ومراحل تقدم الأعراض المرضية المرتبطة به.
ويشمل هذا الرقم 17 مريضاً كان قد دخل المستشفى للعلاج من مرض آخر، فضلاً عن 40 من موظفي الرعاية الصحية بالمستشفى.
وأوضح القائمون على التقرير أن بداية تفشي الفيروس في المستشفى ربما كان بسبب أحد المرضى الحاملين لفيروس كورونا الجديد، والذي تم إدخاله إلى قسم الجراحة اشتباهاً في إصابته بمرض آخر في البطن، ما أدى إلى تفشي العدوى في المستشفى بسبب عدم اتخاذ التدابير اللازمة.
ووجد الباحثون أن كبار السن والمصابين بأمراض صحية أخرى مثل السكري والقلب أو السرطان من المصابين بكورونا الجديد، كانوا أكثر عرضة للتعب الشديد مقارنة بالأصغر سناً، والأكثر صحة، بالإضافة إلى أن 54% من الأشخاص الذين التقطوا العدوى في المستشفى كانوا رجالاً.
وبلغ معدل الوفيات في الفئة التي شملها التقرير 4.3%، وهي نسبة مرتفعة مقارنة بالتقديرات القادمة من مناطق أخرى في الصين، لكن السبب غير معروف، وربما تتغير الأرقام والإحصاءات مع جمع مزيد من المعلومات.
وقال الدكتور ويليام شافنر، خبير الأمراض المعدية بجامعة فاندربيلت الأمريكية، إن بيانات المرضى تظهر أن المرض يسبب الالتهاب الرئوي، وأن الرئتين والقلب والكبد والكليتين والأجهزة التي تتحكم في تجلط الدم تتأثر جميعاً بكورونا الجديد، رغم أنه لم يتضح بعد ما إذا كان الفيروس نفسه يصيب أعضاء أخرى غير الرئتين.
من جانبها قالت شبكة "سي إن إن" الأمريكية إن العدوى تنتقل بين مزودي الرعاية الصحية، بسبب إجراءات مثل "تنظير القصبات الهوائية"؛ وهو الإجراء الطبي الذي يقوم فيه الطبيب بإدخال أنبوب بلاستيكي رفيع إلى رئتي المريض، والذي ينشر العدوى بصورة كبيرة جداً.
ولذلك يعد الأطباء والعاملين في مجال الرعاية الصحية عرضة لخطر كبير؛ إذ لا يخضع إلى الفحوصات إلا الأشخاص الذين ظهرت عليهم أعراض أو يشعرون بتعب شديد.
وربما تساعد جهود الصين الاستثنائية لوقف انتشار الفيروس في تحسين قدرتها والعالم على وضع حد للأضرار التي يسببها الفيروس، لكن يجب أيضاً حماية العاملين في مجال الرعاية الصحية، وأي شخص آخر يقوم برعاية مريض، وذلك من خلال سلسلة من الضوابط التي ينبغي على أي مستشفى اتباعها لمنع انتشار العدوى داخلها.
وتتضمن هذه الضوابط الابتعاد عن "المصدر"، ويشمل ذلك تشجيع المرضى ولو بدرجة قليلة على عدم التعرض للآخرين، وضرورة وضع الأقنعة الطبية، وتقليل زيارات المستشفيات، والتأكد من عدم عمل المرضى من الموظفين.
كذلك لا بد من تقليل عدد الإجراءات الخطيرة، مثل تنظير القصبات الهوائية وطرد البلغم، والحرص على إجرائها داخل غرف العزل والحجر الصحي فقط.
وهناك ضوابط هندسية؛ تتضمن وضع حواجز في مناطق الفرز، والتأكد من عدم إعادة تدوير الهواء الملوث، وتنظيف الأسطح بدقة، وتطبيق احتياطات إضافية مع الحالات المشتبه بها.
أيضاً هناك ضوابط إدارية، وتشمل سؤال جميع المرضى ما إذا ظهرت لديهم أعراض، وقياس درجة حرارتهم، بالإضافة إلى طلب وضع الأقنعة الطبية من الأشخاص الذين يسعلون، أو لديهم حمى، وعزلهم عن الآخرين على الأقل ببضعة أقدام حتى يتم فحصهم بعناية.
ومن المهم على وجه خاص ضرورة تحديد المصابين بالعدوى بسرعة، وتطبيق جميع إجراءات السيطرة على انتشار العدوى بصرامة شديد، في جميع منشآت الرعاية الصحية.
وكذلك هناك ضوابط شخصية، وتتضمن غسل اليدين، والحفاظ على صحة الجهاز التنفسي، والحرص على استخدام الأقنعة الطبية بين العاملين في الرعاية الصحية، وأي شخص مسؤول عن رعاية مريض، وفي أماكن الرعاية الصحية.
والحرص على توفير أجهزة الحماية التنفسية التي يمكن تطهيرها وإعادة استخدامها بأمان، ويشمل ذلك أجهزة تنقية الهواء الشخصية وأجهزة التنفس المرنة.
aXA6IDE4LjIxOC43NS41OCA=
جزيرة ام اند امز