عودة بن كيران تفجر موجة استقالات بـ"العدالة والتنمية" المغربي
موجة استقالات جديدة تضرب حزب العدالة والتنمية المغربي، مباشرة بعد عودة عبد الإله بن كيران إلى زعامة الحزب الإخواني في المغرب.
ولم يمض على عودة بن كيران إلى زعامة الحزب بضع ساعات، حتى تزايدت الخلافات التي كان مُستعرة أصلاً داخل الحزب، والرافضة لخيارات القيادة.
وقالت مصادر من الحزب- رفضت الكشف عن اسمها - لـ"العين الإخبارية"، إن الاستقالات شملت قيادات بارزة، وذلك احتجاجاً على إقصائه للعديد من أعضاء الحزب الذين يوصفون بـ"الكفاءات" من عضوية الأمانة العامة.
وغابت عن لائحة أعضاء الأمانة العامة الأسماء البارزة للحزب، والتي عُرفت بوجودها القوي وثقلها داخل الساحة السياسية والإعلامية، في المقابل، حضرت أسماء غير ذات كفاءة وتجربة بحسب معارضين لخيارات القيادة.
وعلقت المصادر ذاتها على الموضوع قائلة "تجديد الدماء، وتشجيع الشباب، أمران أساسيان لاستمرار كُل حزب، لكن ليس على حساب الكفاءة".
وأضافت مصادر "العين الإخبارية"، أن عبد الإله بن كيران يريد من اختياراته هذه التحكم الكامل في الأمانة العامة، وتسييرها بما يُرضي هواه، غاضاً الطرف عن النقاشات الداخلية ومطالب القواعد.
وطالت موجة الاستقالات أشد المدافعين عنه، بل حتى ابنته سمية بن كيران، التي اشتهرت دائما بمهاجمة مُخالفي والدها ومُنتقديه.
وأعلنت سمية عبر حسابها على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، رفضها لاختيارات والدها على مستوى الأمانة العامة، واصفة إياها بـ"غير الصائبة".
وكتبت "مع حبي وتقديري لوالدي، أعتقد أن العديد من اختيارات الأمانة العامة غير صائبة، أعتقد أني سأعجل بقرار الاستقالة الذي طالما أخرته”.
ومساء أمس السبت، انتخب المؤتمر الاستثنائي لحزب العدالة والتنمية، عبد الإله ابن كيران، أميناً عاماً للحزب، وذلك في أعقاب الاستقالة الجماعية للأمانة العامة السابقة بقيادة سعد الدين العثماني، بسبب السقطة المدوية للحزب في الانتخابات الأخيرة.
ولم يجد حزب العدالة والتنمية الإخواني سوى عبد الإله بن كيران الذي سبق له وأن قاد الحزب لولايتين اثنتين، قبل أن يُنتخب سعد الدين العثماني مكانه.
وبانتخاب بن كيران مرة أخرى على رأس الحزب، يضرب التنظيم الإخواني عرض الحائط بقواعد التداول على القيادة، خاصة وأنه يحصرها في أشخاص معدودة أسماؤهم على رؤوس الأصابع.
وأغفلت قيادة الحزب العديد من الأصوات المُنادية بتشبيب الأحزاب وقياداتها، بل أصرت على تنصيب رجل أبان عن فشله في تدبير الشأن العام، خاصة وأن فترته على رأس الحُكومة عرفت العديد من القرارات التي تضر المعيش اليومي للمواطنين.
واشتهر بن كيران بتسببه في ما عرف بـ"البلوكاج الحُكومي"، والذي تسبب عام 2016 في فراغ سياسي دام 6 أشهر، قبل أن يتدخل الملك ويُنهي حالة الجمود بإعفاء الرجل من مهمة تشكيل الحُكومة، وفقاً لصلاحياته الدستورية.
وعبد الإله بن كيران، هو أحد مؤسسي حزب العدالة والتنمية، كما أنه قيادي ومؤسس لحركة التوحيد والإصلاح، وهي الجناح الدعوي للحزب، كما سبق له وأن شغل منصب رئيسها.
وبهذه الخُطوة، يُؤكد الحزب بشكل واضح، تشبثه بالأجندات الإخوانية، وإصراره على الخلط بين السياسة والدعوة، مع استغلال واضح للدين في الخطاب السياسي.