سقوط مدوٍ للإخوان في معاقلهم غرب ليبيا
أصيب تنظيم الإخوان الإرهابي بخيبة فادحة في معاقلهم بالغرب الليبي، في الانتخابات البلدية بالبلديات الأربع التي جرت الخميس.
وذكرت مصادر حقوقية ليبية أن قوائم مرشحي الإخوان في بلديات حي الأندلس وسواني بن آدم في طرابلس الكبرى، وفي قصر الأخيار وزليتن غرب ليبيا، لاقت عزوفا كبيرا من الناخبين، في مقابل قوائم أخرى تدعم قيام دولة المؤسسات والجيش والشرطة والسلم الأهلي المجتمعي.
وأكدت المصادر، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، تقدم قائمة البوصلة في بلدية زليتن من المستقلين في مقابل قائمة النخلة التابعة لتنظيم الإخوان في نفس البلدية.
وأوضحت المصادر، فضلت عدم ذكر اسمها لخطورة الوضع الأمني غربي ليبيا، أن الإخوان عملوا على تشتيت الأصوات في البلدية لأقل عدد مع استعطاف الناس لهم، من ناحية أنها قائمة تخدم وتركز على الجانب التطوعي منذ سنوات واستخدام مرشحين في قوائم أخرى لتشتيت أصوات قبيلة العمائم وقبيلة الفواتير في جنوب المدينة، إلا أن المحاولة باءت بالفشل.
وأقر عبدالعظيم العاتي أحد أعضاء قائمة النخلة الإخوانية عبر حسابه على فيسبوك بتقدم قائمة البصلة في النهاية وقبول نتائج الانتخابات رغم تقارب الأصوات بين القائمتين.
وأردفت المصادر أن البلديات الأخرى شهدت تراجعا مماثلا، وأن المليشيات هددت عددا من الناشطين في بلدية حي الأندلس لكي لا يروجوا ضد قوائم الإخوان.
وأشارت إلى أن إحدى المليشيات أغلقت مراكز الاقتراع في وجوه الناخبين، مع توقعات بتزوير النتائج داخلها، بعد العزوف الكبير عن مرشحي الإخوان من قبل الناخبين.
"لا للإخوان"
يقول جمال شلوف، رئيس مؤسسة سلفيوم للأبحاث والدراسات في ليبيا، إن تيارات الإسلام السياسي بجميع فروعها في ليبيا سقطت بدوي عال في انتخابات البلديات الأربعة غربي ليبيا أمس الخميس.
وتساءل شلوف، في منشور عبر صفحته الرسمية على فيسبوك، عن سبب فرض بعثة الأمم المتحدة للإسلامويين شريكا في الحوار السياسي منذ 2015، ومقاسما للسلطة ثم مستأثرا بها، والممثل بالنسبة الأكبر في منتدى حوار تونس السياسي، رغم رفض الشارع الليبي لهم.
وأردف: "هل سمعت البعثة دوي سقوطهم، وأدركت أنهم ملفوظون شعبيا، وهل أدرك الجميع إصرار هؤلاء الملفوظين على الحلول الوفاقية التي تضمن استمرارهم في السلطة، واستمرار نهبهم الممنهج للمال والثروات، وأنهم المعرقل الفعلي لأي عملية انتخابية قادمة، لأنها ببساطة تعني نهاية وجودهم في السلطة".
عسكرة الانتخابات
وشهدت الانتخابات البلدية في غربي ليبيا انتهاكات متعددة مثل السماح لعسكريي المليشيات بالاقتراع، وهو ما يخالف القوانين المعمول بها محليا ودوليا.
وشارك محمد قنونو، المتحدث الرسمي باسم المليشيات، في تأدية صوته في الانتخابات البلدية بزليتن.
ولاقت مشاركة قنونو سخرية كبيرة من قبل الليبيين، خاصة أنه ارتدى الزي العسكري للمشاة وغطاء الرأس الخاص بسلاح الجو وعصاة التشريفات، التي تكون مع زي التشريفات، ونظارة سوداء داخل مقر الاقتراع دون الالتزام بالإجراءات الاحترازية لفيروس كورونا، ويعطي التحية العسكرية للمدنيين في المقر.
وعلق عدد من النشطاء على مشاركة قنونو بأنه لا يصح للعسكريين المشاركة في الانتخابات، لا كمترشح أو ناخب، سواء كانت انتخابات بلدية أم تشريعية أم رئاسية أم استفتاء.
وأكدوا أن وجوده داحل مركز الاقتراع في حد ذاته ممنوع قانونا وفقا للإعلان الدستوري المؤقت والتشريعات والقوانين في ليبيا.
ونظمت اللجنة المركزية لانتخابات المجالس البلدية في ليبيا الخميس، انتخابات خلال العام الجديد 2021، في بلديات حي الأندلس وسواني بن آدم في طرابلس الكبرى، وفي قصر خيار وزلتين، غربي ليبيا.
وبحسب اللجنة المركزية لانتحابات المجلس البلدية فإن نسبة المشاركة في التصويت حتى ساعة إقفال صناديق الاقتراع 35% في قصر الأخيار، 80% منهم من الرجال، وفي حي الأندلس 22% نحو 73% منهم رجال، وفي زليتن 42% نحو 82% من الرجال، وفي السواني 41% بينهم 69% رجال، ولم تعلن بعد عن النتائج النهائية للانتخابات، ويمكن للمترشحين الطعن على النتائج فيما بعد.