تفاؤل مصري بعودة الطيران الروسي للقاهرة.. وترقب لـ"الشارتر"
الناقلة الروسية "إيروفلوت" تنفذ اليوم أولى رحلات الطيران إلى مصر، وذلك بعد انقطاع دام أكثر من عامين.
تصل، اليوم الأربعاء، أولى رحلات شركة إيروفلوت الروسية إلى مطار القاهرة الدولي، وذلك بعد قرار استئناف الرحلات بين القاهرة وموسكو، وذلك بعد انقطاع دام أكثر من عامين، في مؤشر على قرب عودة السياح الروس إلى المنتجعات المصرية.
وتنطلق الرحلة ذات الرقم 400 في تمام الساعة 20:55 بتوقيت روسيا المحلي من مطار شيريميتييفو الدولي بموسكو متجهة إلى مطار القاهرة الدولي، وتستغرق الرحلة 4 ساعات و35 دقيقة.
وأفادت "إيروفلوت" بأن هذه الرحلة ستقل قرابة 120 مسافرا، مشيرة إلى أنه مع استئناف الرحلات بين العاصمتين الروسية والمصرية تم حجز 3.75 ألف مقعد حتى نهاية فصل الصيف (27 أكتوبر/تشرين الأول المقبل) للرحلات من موسكو إلى القاهرة، و3.7 ألف مقعد للرحلات من القاهرة إلى موسكو.
وتسير الشركة الروسية 3 رحلات إلى القاهرة في التوقيت نفسه أيام السبت والإثنين والأربعاء.
كانت شركة مصر للطيران قد أعلنت بدء أولى رحلاتها إلى موسكو غدا الخميس في الساعة التاسعة و25 دقيقة من مبنى الركاب رقم 2 وتعود الرحلة في الساعة السابعة و10 دقائق مساء في مبني الركاب 3.
ومع استئناف رحلات الطيران بين البلدين، يعود السياح الروس، الذين كانوا يشكلون نحو ثلث السياح الأجانب، إلى مصر؛ ما يعد بشرة خير للقطاع السياحي المصري، وخاصة للمنتجعات الواقعة على البحر الأحمر.
وقوبل إعلان عودة حركة الطيران الروسي رسميا إلى القاهرة اليوم، بعد توقف دام نحو 30 شهرا، باستحسان واسع بين مسؤولين وخبراء معنيين بالسياحة في مصر، الذين اعتبروها، في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية"، بمثابة "خطوة أولية على الطريق الصحيح"، آملين في اتفاق مصري - روسي مماثل قريبا يعيد حركة الطيران مباشرة إلى الوجهات السياحية على البحر الأحمر، واستعادة السياحة الروسية في مصر إلى سابق عهدها.
ووصف النائب محمد عبد المقصود، وكيل لجنة السياحة بمجلس النواب المصري، عودة الطيران الروسي إلى القاهرة بأنها خطوة إيجابية، مضيفا بأنها خطوة على الطريق الصحيح، بالنظر إلى فترة التوقف الكبيرة التي أثرت على حركة السياحة في مصر.
واستبعد النائب أن ينعكس القرار إيجابيا بشكل فوري على قطاع السياحة، مؤكدا أن التأثير، بعودة الطيران الروسي للعاصمة القاهرة فقط، سيكون محدودا على حركة السياحة لأن عدد المسافرين قليل، إضافة إلى التكاليف الباهظة والرحلة الشاقة إذا ما أراد السائح الروسي الذهاب إلى منتجعات البحر الأحمر السياحية (شرم الشيخ والغردقة)، لكنه استدرك قائلا: "يمكن البناء على تلك الخطوة".
وتابع: "السياح يحتاجون إلى رحلات مباشرة لأن الانتقال من القاهرة إلى المنتجعات البحرية طويل وغير مريح، وأن المستفيدين من هذه الرحلات سيكونون الأشخاص الذي يحبون مصر والروس الذين يعيشون هناك".
وأوضح عبد المقصود أنه يأمل في التعاون مع روسيا بهدف إيجاد اتفاق جديد يعيد طائرات "الشارتر" من موسكو إلى المنتجعات السياحة مباشرة، خلال الأشهر القليلة المقبلة، في ظل تحسن الظروف الأمنية في مصر، وذلك بشهادة خبراء الأمن الروس أولا، وجميع المسؤولين الغربيين الذين تابعوا تحديث الإجراءات الأمنية في المطارات المصرية مؤخرا.
بدوره، أكد أحمد حمدي، نائب رئيس هيئة تنشيط السياحة المصرية، أن عودة الطيران الروسي بين موسكو والقاهرة، يعد بداية جيدة لاستعادة حركة الطيران بالكامل في فترة قريبة، مؤكدا أن الهيئة ستعمل خلال الفترة المقبلة على عودة حركة السياحة الروسية إلى مصر لسابق عهدها.
وأضاف حمدي أن قطاع السياحة المصري مهتم بعودة الطيران العارض (الشارتر)، باعتباره الناقل الأساسي للسياحة، وعودة الطيران المباشر بين كل المدن الروسية والمناطق السياحية المصرية، في شرم الشيخ والغردقة، والأقصر وأسوان، والجونة وغيرها من المناطق.
ونوه حمدي إلى أن وزارة السياحة ممثلة في هيئة تنشيط السياحة تمتلك خطة ترويجية شاملة جاهزة للانطلاق في السوق الروسية، مشيرا إلى مشاركة هيئة تنشيط السياحة في عدد من المعارض بالسوق الروسية، وجود كم كبير من الحجوزات والرغبات المؤجلة من السائح الروسي لزيارة مقصدهم السياحي بمصر.
ويمثل قطاع السياحة ركيزة أساسية لاقتصاد مصر، ومصدر رزق لملايين المواطنين، وموردا رئيسيا للعملة الصعبة. وبلغ عدد السائحين الروس في مصر نحو 2.8 مليون سائح في أول 10 أشهر من عام 2015، مقابل 3.1 مليون سائح في عام 2014 بأكمله.
وتوقع مستثمرون أن تستقبل مصر ما يقرب من 2 مليون سائح روسي حال استئناف الرحلات الشارتر لباقي المدن السياحية هذا العام وزيادة إيرادات الدخل القومي من السياحة، وهو ما ينتظر قراره.
وكانت روسيا ومصر قد وقّعتا منتصف ديسمبر/كانون الأول الماضي على بروتوكول استئناف الرحلات الجوية بين البلدين، والذي تضمن استئناف الرحلات أولا إلى مطار القاهرة الدولي، بعدها إلى مطارات المنتجعات السياحية مثل شرم الشيخ، والغردقة.
يذكر أن روسيا كانت قد علّقت حركة النقل الجوي مع مصر لدواعٍ أمنية يوم 31 من أكتوبر/تشرين الأول 2015، إثر تحطم طائرة ركاب روسية كانت في رحلة من مطار شرم الشيخ إلى سان بطرسبورج، ما أسفر عن مقتل 217 راكبا وأفراد طاقمها الـ7.