خبير بيئي دولي: عودة أمريكا لاتفاقية باريس تعالج آثار النكسة المناخية
"ستتحول النكسة المناخية إلى انتصار".. بهذه العبارة وصف خبير بيئي دولي عودة أمريكا المنتظرة لاتفاقية باريس للمناخ.
وبينما كان الخروج من الاتفاقية على رأس أولويات الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب، أعلن الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن في بيان أصدره في 12 ديسمبر/كانون الأول قبل توليه مهام منصبه عودة الولايات المتحدة إلى اتفاق باريس في اليوم الأول من رئاسته، معلنا في نفس البيان دعوة قادة الاقتصادات الكبرى إلى عقد قمة مناخية خلال أول 100 يوم من توليه مهام منصبه.
وعلق الدكتور مجدي علام، مستشار برنامج المناخ العالميGEF، وأمين عام اتحاد خبراء البيئة العرب، على هذا التوجه الرئاسي قائلا: "الولايات المتحدة الأمريكية في مقدمة الدول الصناعية الكبرى (20 دولة)، التي من المفترض أن تتحمل مسؤوليتها تجاه البيئة عالميا، باعتبارها مساهما رئيسيا في الانبعاثات الكربونية المسببة للاحترار العالمي، لذلك كان انسحابها انتكاسة مناخية، وستكون عودتها انتصارا للمناخ".
ويتوقع "علام" أن تتماشى السياسات البيئية الأمريكية مع هذه العودة، من حيث قيادة الولايات المتحدة الأمريكية التوجه العالمي نحو تحويل الكثير من أنشطة القطاع الصناعي إلى أنشطة صديقة للبيئة، وفي مقدمة ذلك التقليل من الوقود الأحفوري، والذي يتسبب في انبعاثات أكاسيد الكربون والنيتروجين، والتي يكون لها تأثير سلبي على طبقة الأوزون، ومياه البحار التي تجعلها أكاسيد الكربون والنيتروجين حامضية.
وقال: "نأمل أن تؤدي العودة الأمريكية إلى استرداد جزء كبير من طبقة الأوزون والتقليل من مشكلة تحمض المياه، والتي تضر الكائنات البحرية وتتسبب في نفوقها".
وعلى عكس ما قد يعتقد البعض، يشدد "علام" على أن التحسن البيئي يظهر بشكل سريع، بشرط اتخاذ إجراءات ملموسة وواضحة، مثل تلك التي اتخذت في قمة الأرض الأخيرة في البرازيل لحماية الغابات، وبدأت تؤتي ثمارها من حيث استرداد غابات الأمازون لبعض من أجزائها التي فقدت.
ويرى الخبير البيئي أن الرؤية المتفائلة لتأثير العودة الأمريكية تم بلورتها ليس فقط بسب قيمة أمريكا كدولة رائدة صناعيا، ولكن أيضا بسبب تأثيرها على الدول الأخرى، وقال: "بعد الانسحاب الأمريكي تراجع الالتزام الأوروبي ببنود الاتفاقية، كما أن دولا مثل الصين وروسيا تراجع التزامها، وأعتقد أن العودة الأمريكية ستمنح زخما للاتفاقية".