مخيمات العودة في غزة.. الدبكة على "حدود" الموت
مخيم العودة المقام شرق خان يونس جنوب قطاع غزة يتحول ليلا إلى مزار سياحي يستقطب آلاف الفلسطينيين.. فكيف تكون الأجواء هناك؟
بالأغاني التراثية وأهازيج العودة والدحية والدبكة (رقصتين شعبيتين)، تشتعل مع حلول ساعات المساء خيمة التراث في مخيم العودة المقام شرق خان يونس جنوب قطاع غزة، الذي يتحول ليلا إلى مزار سياحي يستقطب آلاف الفلسطينيين.
ويقود الحاج طيب أبو دياب فريق الدحية مع مجموعة من كبار السن والشبان الذين ارتدوا الملابس التراثية الفلسطينية، وسط تفاعل كبير من الحضور.
وقال أبودياب لـ"العين الإخبارية" إنه يحرص على الحضور اليومي إلى المخيم لمشاركة أصدقائه جلسات السمر واسترجاع حكايات البلاد، وترديد الأهازيج والدحية الشعبية التراثية التي تحظى بإقبال وتفاعل كبير من المشاركين.
تحدي الخوف
في الطريق ليلا إلى ساحة الاعتصام في مخيم العودة المقام على بُعد 250 مترا من الشريط الحدودي مع إسرائيل، تبدو الحركة محدودة؛ فهذه منطقة خطرة.
ولكن ما إن تصل إلى المكان حتى تفاجأ بأعداد الموجودين في المكان، ونمطية الحياة التي بدأت تتشكل فيه بين ساعات النهار والليل.
ووفق تقدير القائمين على المخيم؛ فإن ما يتراوح بين 3 و4 آلاف يوجدون في ساعات الليل من بعد صلاة العشاء حتى منتصف الليل، قبل أن يغادروا وتبقى أعداد محدودة، ليبدأ التوافد من جديد في ساعات الصباح.
نمط حياة جديد
وفيما كانت خيمة التراث تصدح بالأغاني والدبكة، كان العشرات من الشبان يتجمعون في زاوية أخرى من المخيم مقابل شاشة عرض كبيرة لمشاهدة مباراة كرة قدم.
وقال الشاب ساري عودة لـ"العين الإخبارية" إنه بات يحب الحضور الليلي للمخيم، هنا تجد كل ما تريد، في السابق كنت أذهب للمقاهي لمشاهدة المباريات الدولية، أما الآن فأحضر للمخيم لمشاهدتها في الهواء الطلق برفقة أصدقائي.
وأقيم المخيم في 29 مارس/آذار الماضي، ضمن 5 مخيمات أقيمت شرق قطاع غزة، لتدشين فعاليات مسيرة العودة الكبرى في ذكرى يوم الأرض، واستمرت الفعاليات منذ ذلك اليوم بشكل يومي.
وفي الجزء الغربي من المخيم تبدو الأمور مختلفة؛ فعشرات جلسات السمر والشواء تعكس نمطية حياة مختلفة بدأت تتشكل في المكان.
وينهمك الشاب العشريني عادل النجار في إشعال النيران تحت منصب حديدي، ويجهز رفيقه محمود في تجهيز شبكة الشواء بعدما قررا برفقة 5 أصدقاء السهر وتناول الطعام في البر تحت ضوء القمر.
مواجهات النهار
نمطية هذه الحياة في الليل، تبدو مختلفة عن واقع المخيم في ساعات النهار؛ حيث يتجمع عشرات الشبان خارجه، ويقتربون من السياج الحدودي لتبدأ المواجهات مع الاحتلال الذي يستهدف المتظاهرين بالرصاص.
ووفق إحصاءات حقوقية، فقد استشهد 5 فلسطينيين، وأصيب 393 آخرون في المواجهات التي اندلعت بمحيط المخيم منذ بدايته.
ويقول عماد إسليم المتحدث باسم المخيم، إن "ما يميز المخيم هو مساحة الحرية والتنوع الموجودة؛ فكل يمارس ما يحب، فهناك حلقات التراث والدبكة، وهناك من يأتي للسمر وحتى جلسات الشواء، أو مشاهدة المباريات، وآخرون يعقدون جلسات للنقاش، بالإضافة للبرامج الرسمية من لقاءات ومؤتمرات تتركز في ساعات النهار".
aXA6IDE4LjIyNC41OS4xMzgg جزيرة ام اند امز