عودة نجم بعد 80 عاما من الاختفاء.. دراما سماوية ينتظرها عشاق الفلك
يبدو أن مراقبي النحوم حول العالم سيكونون على موعد قريب مع عرض مذهل، حيث يتوقع علماء الفلك ثورانا وشيكا لنظام مستعر عظم متكرر يعرف باسم T Coronae Borealis (T CrB)، وهو يقع على بعد حوالي 3000 سنة ضوئية.
وستضيء هذه الظاهرة الكونية، المتوقع حدوثها في وقت ما من هذا العام، سماء الليل، حيث بتألق نجم جديد قبل أن يتلاشى في عرض عابر.
ويقع نظام (T CrB) داخل كوكبة كورونا بورياليس، هو نظام نجمي ثنائي يتكون من نجمين متشابكين في رقصة الجاذبية، وهو الحدث الذي يلقي ديفيد ويلسون، عالم الفيزياء الفلكية والباحث المشارك في مختبر فيزياء الغلاف الجوي والفضاء (LASP) في جامعة كاليفورنيا في بولدر، الضوء على الآليات المعقدة التي تقف خلفه، في بيان صحفي أصدرته الجامعة.
ويوضح ويلسون: "الكثير من الناس على دراية بمفهوم المستعر الأعظم، وهو نجم ينفجر في نهاية حياته، وعلى النقيض من ذلك، فإن كلمة "مستعر أعظم" في هذه الحالة تعني نجمًا جديدًا، وقد عرف الناس عن هذه المستعرات منذ آلاف السنين، وكانوا يرون نجما جديدا في السماء لم يكن موجودا من قبل، ثم يتلاشى بعد ذلك".
وتبدأ هذه الظاهرة بقزم أبيض، وهو بقايا نواة النجم، مقترنًا بنجم مرافق، عادةً ما يكون عملاقًا أحمر، ومع توسع النجم المرافق، تؤدي قوى الجاذبية إلى نقل المواد الغنية بالهيدروجين إلى القزم الأبيض، مما يشكل قرصا حوله، وفي نهاية المطاف، يخضع الهيدروجين المتراكم للاندماج النووي، مما يؤدي إلى انفجار يعرف باسم "المستعر الأعظم".
ويقول ويلسون إن: "المستعرات شائعة إلى حد ما، ونحن نكتشف واحدة كل بضع سنوات، ومن المحتمل أن يتكرر معظمها، ولكن على نطاق ملايين السنين، الأمر المثير للاهتمام في أنظمة مثل (T CrB)، تحدث بسرعة كافية".
وفي الواقع، فإن الانفجارات المتكررة لنظام ( T CrB)، التي تحدث مرة كل 80 عاما تقريبا، توفر لعلماء الفلك فرصة نادرة لمشاهدة تطور النجوم خلال حياة الإنسان. ويلاحظ ويلسون: "من الغريب أن نواجه حدثًا على مستوى حياة الإنسان، حيث قد يتذكره شخص ما".
وتم تم توقع الثوران الوشيك لنظام ( T CrB ) بناء على الملاحظات التاريخية، ويقول ويلسون: "لقد انفجر آخر مرة عام 1946 وقبل ذلك في عام 1866، وفعل نفس الشيء في المرتين، فبل عشر سنوات من الانفجار، أصبح أكثر سطوعا إلى حد ما، ثم قبل الانفجار مباشرة، وانخفض سطوعه".
ومع استمرار العد التنازلي لهذا المشهد السماوي، يشجع ويلسون مراقبي النجوم على التعرف على رقعة السماء التي تضم نظام ( T CrB)، والتي تقع في الشمال الشرقي، وينصح قائلاً: "إن أفضل ما يمكنك فعله إذا كنت تريد رؤيته هو التعرف على رقعة السماء حيث يوجد، وإذا تعرفت على هذه الرقعة من السماء، فسوف ترى متى ستتغير".
ومع تزايد الترقب، ينتظر علماء الفلك والمتحمسون على حد سواء بفارغ الصبر الدراما السماوية القادمة، التي من المقرر أن تتكشف على خلفية الكون.
aXA6IDE4LjE5MS4xOTUuMTA1IA== جزيرة ام اند امز