عودة سفير الإمارات لإيران.. 7 مكاسب تدعم أمن واستقرار المنطقة
فوائد ومكاسب عديدة متوقعة من إعلان دولة الإمارات إعادة سفيرها إلى إيران، تصب في مجملها في صالح ازدهار البلدين ودعم أمن واستقرار المنطقة.
بعد 7 سنوات من إعلانها تخفيض مستوى التمثيل الدبلوماسي مع إيران وسحب سفيرها بطهران، أعلنت دولة الإمارات، الأحد، إعادة سفيرها سيف محمد الزعابي إلى طهران خلال الأيام القادمة.
توجيهات القيادة
خطوة هامة تترجم على أرض الواقع توجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات ورؤيته الحكيمة لدعم الأمن والاستقرار بالمنطقة والعالم.
تلك الرؤية ظهرت جلية خلال الكلمة التي ألقاها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان 13 يوليو/تموز الماضي والتي تعد أول خطاب شامل يتناول رؤيته لسياسة دولة الإمارات الداخلية والخارجية منذ توليه مقاليد الحكم في 14 مايو/أيار الماضي.
وأكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في خطابه على "ستظل سياسة دولة الإمارات داعمة للسلام والاستقرار في منطقتنا والعالم.. وعوناً للشقيق والصديق.. وداعية إلى الحكمة والتعاون من أجل خير البشرية وتقدمها".
كما أكد الاستمرار "في نهج دولة الإمارات الراسخ في تعزيز جسور الشراكة والحوار والعلاقات الفاعلة والمتوازنة القائمة على الثقة والمصداقية والاحترام المتبادل مع دول العالم لتحقيق الاستقرار والازدهار للجميع".
وقال الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أن دولة الإمارات "تمد يد الصداقة إلى كل دول المنطقة والعالم التي تشاركنا قيم التعايش والاحترام المتبادل لتحقيق التقدم والازدهار لنا ولهم".
مبادئ الخمسين
أيضا تعد تلك الخطوة تطبيقا عمليا لمبادئ الخمسين التي اعتمدتها دولة الإمارات في أكتوبر/تشرين الأول الماضي لتكون خارطة استراتيجية تحدد توجهات البلاد في مختلف المجالات للخمسين عاما القادمة، والتي تكرس قيم التسامح والحوار والسلام وتؤكد أن "تطوير علاقات سياسية واقتصادية وشعبية مستقرة وإيجابية يعتبر إحدى أهم أولويات السياسة الخارجية للدولة".
وأكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في وقت سابق أن "المبادئ العشرة لدولة الإمارات خلال الخمسين عاماً القادمة.. تشكل مرجعاً لجميع مؤسساتها لتعزيز أركان الاتحاد وبناء اقتصاد مستدام، وتسخير جميع الموارد لمجتمع أكثر ازدهاراً، وتطوير علاقات إقليمية ودولية لتحقيق مصالح الدولة العليا ودعم أسس السلام والاستقرار في العالم".
وينص المبدأ الثالث من المبادئ العشرة على أن "السياسة الخارجية لدولة الإمارات هي أداة لخدمة الأهداف الوطنية العليا، وعلى رأسها المصالح الاقتصادية لدولة الإمارات، هدف السياسة هو خدمة الاقتصاد، وهدف الاقتصاد هو توفير أفضل حياة لشعب الاتحاد".
كما ينص المبدأ الخامس على أن "حسن الجوار أساس للاستقرار، المحيط الجغرافي والشعبي والثقافي الذي تعيش ضمنه الدولة يعتبر خط الدفاع الأول عن أمنها وسلامتها ومستقبل التنمية فيها، وتطوير علاقات سياسية واقتصادية وشعبية مستقرة وإيجابية مع هذا المحيط يعتبر إحدى أهم أولويات السياسة الخارجية للدولة".
وكذلك المبدأ الثامن الذي ينص على أن "منظومة القيم في دولة الإمارات ستبقى قائمة على الانفتاح والتسامح (....) وستبقى الدولة داعمةً عبر سياستها الخارجية لكل المبادرات والتعهدات والمنظمات العالمية الداعية للسلم والانفتاح والأخوّة الإنسانية".
وأيضا المبدأ العاشر الذي ينص على "الدعوة للسلم والسلام والمفاوضات والحوار لحل كافة الخلافات هو الأساس في السياسة الخارجية لدولة الإمارات، والسعي مع الشركاء الإقليميين والأصدقاء العالميين لترسيخ السلام والاستقرار الإقليمي والعالمي يعتبر محركاً أساسياً للسياسة الخارجية".
تصفير الخلافات
كذلك تجسد تلك الخطوة دبلوماسية بناء الجسور الإماراتية الساعية لتعزيز الاستقرار والازدهار في المنطقة، عبر مد جسور الصداقة والتعاون والتسامح بين الشعوب وبناء علاقات متوازنة مع الدول الشقيقة والصديقة كافة.
تأتي تلك الخطوة أيضا بعد شهور من عودة العلاقات الإماراتية التركية إلى زخمها، بعد سنوات من التوتر، وفتح صفحة جديدة في تاريخ العلاقات بين بلدين هامين في المنطقة، تصب في صالح دعم الأمن والاستقرار وتحقيق الرخاء والازدهار.
مكاسب عديدة
تطبيق تلك المبادئ والسياسات والتوجيهات على أرض الواقع، يعني تحقيق مكاسب بالجملة للبلدين والمنطقة، من أبرزها:
1. ستسهم عودة سفير الإمارات إلى طهران في دفع العلاقات الثنائية إلى الأمام بالتنسيق والتعاون مع المسؤولين في إيران بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين الجارين والمنطقة، وهو ما ينعكس بشكل رئيسي على تعزيز العلاقات الاقتصادية وتطوير علاقات سياسية واقتصادية وشعبية مستقرة وإيجابية.
2. سيسهم مناخ حسن الجوار في استقطاب المزيد من الاستثمارات للإمارات سواء من إيران أو مختلف دول العالم.
3. ستسهم عودة سفير الإمارات إلى إيران في فتح قنوات جديدة لحث إيران على حل قضية الجزر الإماراتية الـثلاث المحتلة من إيران "طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى" منذ عام 1971، إما عبر المفاوضات المباشرة الجادة بين البلدين أو اللجوء إلى محكمة العدل الدولية للفصل في النزاع وفق مبادىء ميثاق الأمم المتحدة وأحكام القانون الدولي، مع الإقرار بصعوبة حلحلة القضية في ظل تمسك طهران بموقفها.
4. تحسين العلاقات بين البلدين سيسهم في خفض أجواء التوتر في المنطقة وحل القضايات العالقة عبر الطرق الدبلوماسية، الأمر الذي سيسهم في دعم أمن واستقرار المنطقة.
5. تعزيز التعاون الإقليمي في مواجهة التحديات البيئية والمناخية المشتركة.
6. تشكل تلك الخطوة دافعا لدعم المباحثات الجارية بين السعودية وإيران لاستعادة العلاقات الدبلوماسية بينهما.
7. تقريب وجهات النظر في القضايا المتباينة، وترجيح الحلول الدبلوماسية السلمية لأزمات المنطقة، وعلى رأسها الأزمة اليمنية، مع الإقرار أيضا أن هذا الأمر لن يكون يسيرا.
عودة السفير
وفي 4 يناير/كانون الثاني 2016، قررت دولة الإمارات العربية المتحدة -تضامنا مع السعودية إثر اعتداءات على سفارة الرياض في طهران وقنصليتها في مشهد- تخفيض مستوى التمثيل الدبلوماسي مع إيران إلى مستوى قائم بالأعمال وتخفيض عدد الدبلوماسيين الإيرانيين في الإمارات.
وأعلنت دولة الإمارات استدعاء سيف الزعابي سفيرها في طهران تطبيقا لهذا القرار.
وأكدت أن المبادئ الحاكمة للعلاقات الإيجابية والطبيعية بين الدول أساسها الاحترام المتبادل للسيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية.
وبعد نحو 7 سنوات من هذا التاريخ، أعلنت وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية، الأحد، عودة سيف محمد الزعابي سفير دولة الإمارات إلى طهران خلال الأيام المقبلة.
وقالت الخارجية الإماراتية في بيان لها إن ذلك القرار يأتي "في إطار حرص القيادة الرشيدة لدولة الإمارات على تعزيز علاقاتها مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وتنفيذاً لقرارها السابق في رفع مستوى التمثيل الدبلوماسي إلى درجة سفير، والاتصال الهاتفي الذي جرى بتاريخ 26 يوليو 2022 بين الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي والدكتور حسين أمير عبداللهيان وزير خارجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية في هذا الشأن".
وأكدت الخارجية الإماراتية أن السفير الزعابي سيعود لممارسة مهامه الدبلوماسية في سفارة دولة الإمارات لدى الجمهورية الإسلامية الإيرانية خلال الأيام المقبلة، وذلك للمساهمة في دفع العلاقات الثنائية إلى الأمام بالتنسيق والتعاون مع المسؤولين الإيرانيين بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين الجارين والمنطقة.
تأتي الخطوة متزامنة أيضا مع جولات مباحثات بين الرياض وطهران تجرى منذ عدة شهور، لبحث قضايا عالقة بين الجانبين لتمهيد الأجواء لاستعادة العلاقات الدبلوماسية بينهما.