الجنوب الليبي يلجأ للقضاء ضد فساد حكومة "السراج"
تقدم ممثلو حراك "ثورة الفقراء" في الجنوب الليبي بمذكرات للنائب العام ضد الفساد والإهمال المتعمد من حكومة فايز السراج.
ونظم العشرات من أبناء مدن الجنوب الليبي وقفة احتجاجية أمام المجلس الأعلى للقضاء الليبي بالعاصمة طرابلس، تنديدا بالفساد وسرقة المال العام والإهمال المتزايد للجنوب من قبل حكومة فايز السراج.
ودعا المتظاهرون القضاء الليبي -إحدى الجهات التي لم تعانِ من الانقسام المؤسساتي- لاتخاذ إجراءاته بمحاسبة كل من تورط في نهب المال العام.
والتقى ممثلو الحراك مع النائب العام إبراهيم مسعود ومدير مكتب التحقيقات الصديق الصور، وتم من خلال الاجتماع تقديم مذكرة مفصلة للنائب العام تضمنت قضايا الفساد الإداري والمالي والجريمة والتهريب ومشاكل الجنوب بالتفصيل.
كما قدم المتظاهرون مستندات في قضايا الفساد التي طالبوا بالتحقيق فيها والتي تضرر المواطن منها في ربوع الجنوب.
وتتخذ النيابة العامة الليبية مؤخرا خطوات توصف بالجادة في مواجهة فساد حكومة فايز السراج المتزايد، وحولت عددا كبيرا من المسؤولين بينهم وزراء ووكلاء وزارة للتحقيق، كما بدأت بالتحقيق في عدد من القضايا المحولة لها من الرقابة الإدارية وديوان المحاسبة أحدها متهم بها السراج نفسه.
وتسعى حكومة السراج لزعزعة الاستقرار في الجنوب –المصدر الرئيسي للنفط والمياه الجوفية والثروات- الذي يعاني من إهمال متزايد بهدف تشتيت الجهات الأمنية في الجنوب.
كما تسعى أنقرة للتوجه إلى الجنوب الليبي للاستيلاء على ثرواته لفشلها في التوجه شرقا نحو محور سرت الجفرة، عقب إعلان الخط الأحمر الدولي على لسان الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي يونيو الماضي، وتوقيع اتفاق وقف إطلاق النار ونجاحات اجتماعات لجنة (5+5) العسكرية الليبية، التي يرفضها أردوغان.
ولجأت أنقرة مؤخرا بحسب موقع أفريقيا إنتلجنس القريب من دوائر الاستخبارات الأوروبية، لهيئة الإغاثة الإنسانية التركية (IHH) المشبوهة، لمحاولة الانتشار في الجنوب الليبي من البوابة الإنسانية والمصالحات القبلية.
تجدر الإشارة إلى أن أجزاء واسعة من الجنوب الليبي أصبحت تحت سيطرة الجيش الوطني الليبي في فبراير 2019، بعدما أطلق هناك عملية عسكرية واسعة النطاق، وإلى جانب العمل الميداني، والتقى القائد العام للقوات المسلحة المشير خليفة حفتر، بقادة القبائل في المنطقة مرارا، وعرض تقديم المساعدات المالية والمادية لهم.
ولكن أجزاء واسعة أخرى من الإقليم ظلت تحت سيطرة حكومة فايز السراج والميليشيات الموالية لها.
ويؤدي الجنوب الليبي دورا رئيسيا في التوازن العسكري والاقتصادي في البلاد، وهذا ما يفسر سعي السراج إلى استعادة السيطرة على المنطقة، بمساعدة تركيا.
ويقول موقع "أفريكا إنتلجنس" إن “المنظمة الخيرية التركية تنفذ الأجندة الخارجية لأردوغان، وتعمل في ليبيا منذ 2011، حيث شرعت في البداية بتوزيع الغذاء في منطقتي طرابلس وصبراتة”.
يشار إلى أن الجيش الليبي يقوم بدور اجتماعي كبير في الصلح بين القبائل الليبية المتحاربة في أنحاء البلاد خاصة الجنوب إضافة إلى الأدوار الأمنية ودعم الاستقرار في البلاد، وكانت عملية الجيش الليبي ضد داعش في حي عبدالكافي في سبها مثال على ذلك حيث ضمت العملية ضباطا من كافة مكونات الجنوب التبو والطوارق وقبائل القذاذفة وأولاد سليمان للمرة الأولى منذ 2011.
وفي الآونة الأخيرة، تمكن الجيش الليبي من التعامل مع خلايا تابعة لتنظيم داعش الإرهابي وموالية لتركيا في مناطق من سبها وغدوة إلى أم الأرانب ومرزق، بحسب المتحدث باسم الجيش الليبي اللواء أحمد المسماري.
وتعمل قوات الجيش على تأمين احتياجات الجنوب من الوقود ومواد التموين، لحل الأزمة التي تفاقمت مؤخرا خاصة الانقطاعات المستمرة للتيار الكهربائي، وانتشار السوق السوداء والمهربين.