تركيا تدرب إرهابيين لإشعال حرب جديدة في ليبيا
كشف مصدر عسكري ليبي لـ"العين الإخبارية" عن قيام تركيا بإجراء تدريبات جديدة لإرهابيين بمليشيا حكومة الوفاق داخل معسكر السكت بمصراتة.
وأوضح المصدر أن قوات تركية تقوم بتدريب عناصر المليشيات على معدات وآليات حديثة ومتطورة وصلت إلى ليبيا من أنقرة.
وأشار إلى أن المعسكر يحتشد به الكثير من المرتزقة السوريين بالإضافة لمليشيات السراج.
بدورهم، أكد خبراء ليبيون أن تركيا تسعي لإشعال فتيل الأزمة من جديد في بلادهم وقيادة المليشيات للتقدم باتجاه محور سرت الجفرة.
وقال الخبراء لـ"العين الإخبارية"، إن تركيا تسعى للحرب من جديد هربا من استحقاقات الاتفاق اللجنة العسكرية المشتركة (5+5) و الذي سيطال وجود قواتها.
ولفتوا إلى أن طائرات مسيرة تقلع بكثافة خلال اليومين الماضين من قاعدة مصراته للاستطلاع في محور بوقرين.
إشعال فتيل الحرب
ناصف الفرجاني المحلل السياسي الليبي أكد كذلكل أن تركيا تسعى لإشعال فتيل الحرب مرة أخرى، هربا من استحقاقات اتفاق وقف إطلاق النار الذي سيطول وجودها العسكري وكذلك المليشيات التابعة لها والمرتزقة.
وأضاف الفرجاني لـ"العين الإخبارية" أن التعنت التركي يزداد بقوة ووضوح وتحدي لأهداف بعضها يتعلق بليبيا والبعض الآخر يرتبط بأوروبا والبحر المتوسط.
ونبه إلى أن المجتمع الدولي متقاعس عن إلزام تركيا باستحقاقات اتفاق اللجنة العسكرية المشتركة ( 5+5).
وسجلت أنقرة عدة تجاوزات بعد توقيع اتفاق جنيف ومنها عمليات التدريب التي تعرضها بشكل متعمد في وسائل الإعلام التركية ومنها تدريب عناصر ليبية بحرية وتدريب مقاتلين في الوطية وفي المعسكر المجاور للقاعدة الجوية مصراته.
الخطة الاستعمارية
الدبلوماسي الليبي السابق رمضان البحباح أوضح بدوره أن تدريب المليشيات هي جزء من الخطة الاستعمارية لإجهاض أي مؤسسة عسكرية أو أمنية تحافظ على الشعب ومكتسباته.
وأضاف أن ذلك يعد عملا تخريبيا لتفتيت الدول بشكل ممنهج لاستنزاف ثروات الشعوب لأطول فترة زمنية ممكنة وخلق حالة من اليأس والخوف بين الناس وكذلك مناخ طارد للقدرات والكفاءات وتفريغ الدول من أهم عنصر من عناصر استمرارها حتى تنهار بشكل نهائي يصعب عودتها من جديد وهو ما عرف بحروب الجيل الرابع.
وأوضح أن الحرب في ليبيا لم تنته طالما أن الدولة ومصيرها في يد الخارج، وتنتظر التفاهم بين الدول الكبرى على نهاية الأزمة.
هجوم على سرت والجفرة
وشدد رضوان الفيتوري المحلل السياسي على أن تركيا تتمادى وتصول وتجول في ليبيا بسبب غض المجتمع الدولي عنها، مشيرًا إلى أن الإمدادات العسكرية التركية تدخل إلى العاصمة طرابلس لإشعال الحرب مرة أخرى وسط صمت مجلس الأمن والأمم المتحدة.
ولفت رضوان في تصريحات لـ"العين الإخبارية" إلى أن تدفق السلاح والمرتزقة مستمر خلال الأيام الماضية إلى ليبيا، مشيرا إلى أنه يجب على المجتمع الدولي دعم الجيش الليبي لأنه الوحيد القادر على حل الأزمة.
وأوضح أن الجيش أعطى المبادرات الدولية الوقت الكافي لحل الأزمة وإيقاف الاستعمار التركي للبلاد ولكنه لم يحدث، مشيرا إلى أن الشعب الليبي الأن يعول على لجنة (5+5) في توحيد البلاد.
ورأي الفيتوري أن تركيا تحرك ميليشياتها في مصراته وطرابلس وتعد العدة بغرف عمليات مركزية لشن هجوم على محور سرت الجفرة واحتلاله خلال الأيام القادمة، مشيرا إلى أن الجيش الوطني الليبي استفاد من الدروس السابقة وبدأ الاستعداد بمناورات عسكرية أخرها "مناورة ونيس بوخمادة" أمس.
وتستمر تركيا في مساعيها لإفشال اتفاق وقف إطلاق النار الموقع بين الفرقاء الليبيين بجنيف في 23 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، عن طريق خرقها بنود الاتفاق التي ترتكز على عدم تدريب العناصر الليبية على يد الأتراك، بالإضافة لسحب المرتزقة والضباط الأتراك من القواعد الليبية.
وتواصل تركيا دعم حكومة الوفاق المنتهية ولايتها في طرابلس والتنظيمات الإرهابية والمليشيات المسلحة التابعة لها بالمال والسلاح والمرتزقة السوريين، على الرغم من قرار مجلس الأمن الدولي بحظر توريد السلاح إلى ليبيا منذ 2011.