عام على حكومة الثورة.. تركة الإخوان تبدد أحلام السودانيين
بعد مضي عام على حكومة الثورة لا تبدو أحلام السودانيين قد تحققت خاصة فيما يتعلق بالرخاء المعيشي.
في مثل هذا اليوم 8 سبتمبر/أيلول من العام الماضي، كان السودانيون على موعد مع كتابة تاريخ جديد للحكم في بلادهم بعد أن أدت أول حكومة عقب المعزول عمر البشير، اليمين الدستورية، لتغطي شلالات الفرح جنبات العاصمة الخرطوم وبقية المدن الأخرى.
لكن بعد مضي عام على حكومة الثورة، لا تبدو أحلام السودانيين قد تحققت خاصة فيما يتعلق بالرخاء المعيشي، ويعود ذلك وفق محللين إلى التركة الثقيلة من التردي الاقتصادي التي أورثها نظام الإخوان الإرهابي البائد للسلطة الجديدة بالبلاد.
وبخلاف التوقعات وحالة الترقب في السودان برخاء معيشي عقب تسلم حكومة الثورة مقاليد الأمور، تراجع الوضع الاقتصادي بصورة أقلقت المراقبون، والتي تجلت في استمرار طوابير الخبز والوقود، بجانب غلاء فاحش في أسعار السلع الاستهلاكية، وارتفاع معدل التضخم وانخفاض قيمة العملة الوطنية.
وأظهر الشارع السوداني تفهما لحقيقة وقوف الإخوان ضد أي تقدم اقتصادي في البلاد، فضلا عن التركة الثقيلة التي أورثوها حكومة الثورة، الشيء الذي أدى لفشل مظاهرات الحركة الإسلامية السياسية تحت غطاء تراجع الأوضاع المعيشية.
ويرى المحللون أنه لا ينبغي وسم حكومة الفترة الانتقالية بالفشل نظرا للتحديات الكبيرة التي واجهت طريقها، فهي وجدت دولة منهارة في كل مناحي الحياة يصعب علاجها في بضعة أشهر، فهناك تقدم ملموس قد حدث في عدد من القطاعات.
وردت الحكومة الانتقالية الكرامة الإنسانية للسودانيين وبسطت الحريات، وألغت التشريعات المقيدة لها، ومضت خطوات بعيدة في تفكيك نظام الإخوان البائد، فضلا عن إحداثها تقدما كبيرا في عملية السلام.
نجاح خارجي
المحلل السياسي السوداني شوقي عبدالعظيم يرى أن حكومة الدكتور عبدالله حمدوك حققت نجاحات كبيرة على مختلف الأصعدة خلال فترة العام التي اعقبت تشكيلها، وأبرز هذه الإنجازات الاختراق الكبير الذي حدث في الملف الخارجي وكسر عزلة البلاد بالتطبيع مع الفاعلين الدوليين.
وأضاف عبدالعظيم لـ"العين الإخبارية" أن الحكومة حققت أيضاً تقدما كبيرا في عملية السلام ومسألة رفع اسم السودان من القائمة الأمريكية للدول الراعية للإرهاب، وهما أهم ملفين وضعتهما في سلم أولوياتها.
وتابع: "من المجحف محاكمة الحكومة الانتقالية بالتراجع الاقتصادي لأن مستوى تدمير 3 عقود لا يمكن إصلاحه في بضع شهور، وقد اتخذت العديد من السياسات والبرامج الاصلاحية وستظهر نتائجها بمرور الوقت".
وبحسب المحلل السياسي السوداني فإن نظام الإخوان البائد لم يكتف بهذا التدمير وإنما قام بخلق اقتصاد موازي يصعب مقاومته، بجانب تسببه في إشعال الصراعات بأطراف البلاد وهو ما حال دون أن تأتي المعالجة الحكومية لأزمة المعاش أكلها.
وقال: "نلوم الحكومة على عدم هيكلة الخدمة المدنية التي كانت مستباحة من قبل نظام الإخوان، بجانب عدم ترتيب الحاضنة السياسية وإنهاء خلافاتها، فهذه المسائل تهدد الفترة الانتقالية".
وقف تدهور الاقتصاد
أما المحلل السياسي السوداني أحمد حمدان فبقدر تأكيده تفهم الشارع السوداني لحجم التعقيدات والتحديات التي حالت دون تحقيق تطلعاته في الرخاء المعيشي، إلا أنه يطالب حمدوك باتخاذ خطوات قوية لوقف التدهور الاقتصادي عبر سياسات وإجراءات حاسمة في مواجهة ممارسات الإخوان وخطط أخرى لاستجلاب الدعم المالي.
حمدان قال لـ"العين الإخبارية" إن الحكومة الانتقالية تمكنت من تحقيق معظم شعارات ثورة ديسمبر/كانون الأول المجيدة، بالاقتراب من تحقيق السلام ومحاصرة عناصر النظام البائد عبر لجنة التفكيك والمحاكمات القضائية واتاحة الحريات وغيرها من الإشراقات.
ونهاية الأسبوع الماضي، اعتبر رئيس حزب الأمة القومي في السودان الإمام الصادق المهدي أن الإخفاق الاقتصادي في بلاده كان نتيجة للتخلف الدولي عن تقديم الدعم اللازم لبلاده.
وقال إن من أسباب التدهور الاقتصادي التركة الثقيلة التي خلفها نظام الإخوان المعزول، فضلا عن نشاط عناصره حاليا في ممارسة الضغط على الحكومة الانقالية بغرض الانقضاض عليها.
وبالسنبة للمهدي فإن المفاجئة التي حدثت في التغيير السياسي أدت إلى تكوين ارتجالي لإدارة السلطة بحيث لم تكن الأطراف متأهبة ومستعدة لذلك، الشيء الذي انعكس سلبا على أداء الحكومة.
aXA6IDE4LjExNy4xNjguNzEg جزيرة ام اند امز