ثورة في علاج قصور القلب.. علاج جيني يحقق نتائج غير مسبوقة
أظهرت دراسة جديدة نشرت في" مجلة الطب التجديدي"، أن علاجا جينيا جديدا قادر على عكس تأثيرات فشل القلب واستعادة وظيفة القلب في التجارب قبل السريرية التي أجريت على نموذج حيواني كبير.
وساعد هذا العلاج في زيادة كمية الدم التي يضخها القلب وحقق تحسنا ملحوظا في البقاء على قيد الحياة، فيما وصفته الدراسة بـ"التحسن غير المسبوق في وظيفة القلب".
يعد قصور القلب حاليا حالة غير قابلة للشفاء، وفي غياب زراعة القلب، تهدف العلاجات الحالية إلى تقليل الضغط على القلب وإبطاء تقدم المرض القاتل، ولكن إذا أظهر العلاج الجيني نفس النتائج في التجارب السريرية المستقبلية، فقد يساعد في شفاء قلوب الأشخاص الذين يعانون من قصور القلب، والذين يمثلون واحدا من كل أربعة أشخاص في العالم.
علاج جيني يعيد الأمل
وركز الباحثون في هذه الدراسة على استعادة بروتين حيوي في القلب يُدعى "كاردياك بريدجينغ إنتجريتور 1" (cBIN1)، الذي يتواجد بمستويات أقل في مرضى قصور القلب، وباستخدام فيروس غير ضار شائع في العلاجات الجينية، تم نقل نسخة إضافية من الجين (cBIN1) إلى خلايا القلب في الخنازير التي تعاني من فشل القلب.
وعلى الرغم من أن فشل القلب في هذا النموذج يؤدي عادة إلى الوفاة خلال بضعة أشهر، نجت جميع الخنازير الأربعة التي تلقت العلاج الجيني لمدة ستة أشهر، وهو الحد الزمني للدراسة، ولم يقتصر الأمر على إبطاء تقدم فشل القلب فقط، بل أظهرت الدراسة تحسنا ملحوظا في بعض المقاييس الرئيسية لوظيفة القلب، مما يشير إلى أن القلب بدأ في إصلاح نفسه.
تحسن غير مسبوق في وظيفة القلب
وعلاج الجين "cBIN1" لم يحقق فقط تحسنا طفيفا، بل أعاد للقلب قدرة ضخ الدم إلى مستويات قريبة من الطبيعية، وبفضل هذا العلاج، تراجعت أعراض التمدد والتضخم التي تصاحب فشل القلب، مما جعل القلوب المعالجة أقرب إلى الشكل الطبيعي للقلب السليم.
وفقًا للباحثين، فإن قدرة الجين "cBIN1" على تحسين وظيفة القلب تكمن في دوره كمركز تنسيق للبروتينات المهمة لوظيفة عضلة القلب، ويعيد هذا البروتين تنظيم الخلايا القلبية، مما يساعد في استعادة الوظائف الحيوية لها.
آفاق مستقبلية
ويعمل الفريق البحثي بالتعاون مع شركاء صناعيين على تكييف العلاج الجيني لاستخدامه في البشر، مع خطط للحصول على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) لإجراء تجربة سريرية بشرية في خريف 2025.
وعلى الرغم من أن العلاج يمر بمراحل من الفحوصات السمية والضوابط الأخرى، إلا أن الباحثين متفائلون بنجاح العلاج في المستقبل.
وتقول الدكتورة تينغتينغ هونغ، الباحثة المشاركة في الدراسة، "عندما نرى بيانات من الحيوانات الكبيرة التي تشبه بشكل كبير فيثيولوجيا الإنسان، يجعلنا نعتقد أن هذا المرض البشري، ربما يمكننا أن نجد له علاجا".
aXA6IDMuMTQ5LjI5LjIyNCA= جزيرة ام اند امز