"إيران تدعم قطر".. قائد بالحرس الثوري يعترف بمؤامرة طهران و"الحمدين"
الظروف المهيأة التي يعنيها تنكسيري، تتمثل في وحدة الهدف بين نظام "الحمدين" والمشروع التوسعي لنظام المرشد الإيراني
لم تكن الأحاديث التي تناقلها القطريون الحادبون على سيادة بلادهم عن وجود الحرس الثوري في الدوحة ضرباً من التنجيم، فها هو العميد علي رضا تنكسيري، نائب قائد القوة البحرية للحرس الثوري الإيراني يعلنها بشكل رسمي أن بلاده تدعم قطر "حكومةً"، قبل أن يستدرك ليقول و"شعباً".
استدراك الجنرال ذو الخلفية المليشاوية لم يكن سوى محاولة منه لإضفاء طابع دبلوماسي على دعم طهران للدوحة، وهو الجانب المفقود، فأنى لمليشيا عسكرية أن تستبدل لغة الرصاص والدماء بقاموس الدبلوماسية ومفرداته المتوازنة والمنمقمة؟ لذلك كان متوقعاً من العميد تنكسيري أن يمضي أكثر في الإقرار بطبيعة مشروع بلاده التوسعي في المنطقة، خلال تصريحاته التي كان كل منها يفضح الذي يليه.
بيد أن ما لم يكشفه العميد الإيراني الذي نقلت وكالة الأنباء الرسمية "ارنا" اليوم الأربعاء تصريحاته من الدوحة، هو ضد من تدعم طهران النظام القطري؟، وما إذا كان نظامه سيتخذ من الإمارة الصغيرة محطة جديدة لمشروعه التوسعي المفضوح؟
آثر تنكسيري أن يجعل كل هذه الأسئلة معلقة دون أجوبة في مرواغة وتسويف ظل ملازماً لنظام ولاية الفقيه في إيران، ليدع الباب موارباً كذلك أمام السؤال الرئيسي الذي لازال يتردد في أروقة الدوحة حول أسباب وجوده المتدثر بالمشاركة في معرض مؤتمر ومعرض الدوحة الدولي للدفاع البحري "ديمدكس 2018"'.
يغمز قائد بحرية الحرس الثوري، من قناة الصداقة والتعاون الزائفة، مشيراً إلى أن كل الظروف باتت مهيأة لتنمية التعاون مع قطر، معرباً عن سعيه إلى مزيد من التواصل لتعزيز العلاقات بين البلدين، وهي الرسالة التي أراد منها القول بأنه كلما بعدت الشقة بين الدوحة المختطفة من قبل تنظيم "الحمدين" وأشقائها العرب باتت الظروف مواتية أكثر لتسلل الإيرانيين إليها.
وفي ذلك هوَّن من شأن عدم مشاركة دول المقاطعة في معرض "ديمدكس 2018"، معتبرا أن تواجد إيران يعوضه.
ويبدو أن الظروف المهيأة التي يعنيها تنكسيري، تتمثل في وحدة الهدف بين مشروع "الحمدين" الحاكم في الدوحة وحلفائه من جماعة الإخوان الإرهابية، والمشروع التوسعي لنظام المرشد الإيراني، فكلا المشروعين التخريبيين يلتقيان في مفهوم اللادولة ومرادفاته من التنظيرات الماضوية "الدولة الإسلامية العابرة للحدود، وولاية الفقيه"، وغيرها من الأوهام التي سفك في سبيلها الحليفان "الدوحة وطهران" دماء آلاف الأبرياء من المحيط إلى الخليج.
ويبدو من حديث جنرال الحرس الثوري، أن التحالف بين "محور الشر"، تعدى المستوى النظري إلى مرحلة أكثر خطورة تضع أمن منطقة الخليج العربي بأكملها في خطر، فتنكسيري يتحدث عن تهديدات مبطنة مفادها أنهم يعملون مع الدوحة في مجالات الدفاع الساحلي وخفر السواحل والمشاركة في المناورات العسكرية.