ما سر تواجد أحد قادة الحرس الثوري في قطر؟
تقارير عدة كشفت عن تواجد عناصر تابعة لمليشيا الحرس الثوري بقوة داخل المؤسسات القطرية، حيث تمارس صلاحياتها بشكل سري داخل الدوحة.
كشفت وسائل إعلام إيرانية عن وصول وفد عسكري إيراني إلى قطر، الإثنين، للمشاركة في مؤتمر قادة القوات البحرية بمنطقة غرب آسيا، في زيارة تستغرق 3 أيام، في ظل العلاقات الوطيدة التي تجمع الدوحة وطهران منذ اندلاع أزمة الإمارة الخليجية مع دول الرباعي العربي الداعية لمكافحة الإرهاب، يونيو/حزيران الماضي.
وأفادت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إيرنا"، أن علي رضا تنكسيري، نائب قائد الوحدة البحرية بالحرس الثوري الإيراني سيترأس وفد طهران، خلال المشاركة بمؤتمر ومعرض الدوحة الدولي للدفاع البحري "ديمدكس 2018"، المقام برعاية أمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني، وذلك على الرغم من أن هدف المؤتمر بالأساس التقاء قادة الجيوش النظامية وليس المليشيات.
وأشارت الوكالة إلى أنه ،من المقرر أن يتفقد تنكسيري أجنحة المعرض الدولي السادس المقام بمركز قطر الوطني للمؤتمرات، ويعقد مرة كل عامين، حيث تعرض فيه أحدث الابتكارات في مجالي الدفاع والأمن البحري، في الوقت الذي كانت إيران غائبة عن هذا المؤتمر خلال دورته الماضية عام 2016.
تصدير ثورة الملالي
وتكشف تصريحات أدلى بها تنكسيري، الثلاثاء الماضي، عن دعمه لفكرة "تصدير الثورة" بحسب أدبيات النظام الإيراني، والتي يحاول من خلالها الملالي الهيمنة على مقدرات الدول التي يسعى لبسط نفوذه داخلها، والتدخل في شؤونها.
ودعا القائد بميلشيا الحرس الثوري المتواجد بالدوحة حاليا، خلال كلمة له في محافظة هرمزجان، جنوب شرق البلاد، عناصر الجيش الإيراني العمل على نشر ما وصفها بـ"قيم الثورة"، والحفاظ عليها للأجيال القادمة من "الغزو الأجنبي"، على حد قوله.
الأمر اللافت، أن المشاركة الإيرانية العسكرية في هذا المؤتمر القطري البارز، تأتي بعد لقاء وفد قطري عسكري رفيع المستوى ترأسه قائد قوات خفر السواحل القطرية علي المناعي مع نظيره الإيراني قاسم رضائي، في طهران، نهاية يناير/كانون الثاني.
دورات قطرية- إيرانية
وأكد قاسم رضائي قائد خفر السواحل بالوحدات الخاصة الإيرانية "ناجا" في لقائه مع نظيره القطري، بحسب الموقع الرسمي للقوات المسلحة الإيرانية، استعداد بلاده عقد دورات ومسابقات مشتركة مع الدوحة تأكيدًا على "الشراكة" بين البلدين، بحجة تدريب قوات الدوحة لأي مواجهة محتملة في سواحلها، على حد قوله.
ورحب المناعي باقتراح نظيره الإيراني، بشأن عقد مسابقات مشتركة، معتبراً أن "الهدف من هذه الدورات والمسابقات ليس إظهار الفوز أو الهزيمة، وإنّما تعزيز التعاون العسكري مع طهران، والتأكيد على يقظة الإيرانيين والقطريين أمام المساس بالمياه الإقليمية المشتركة".
وكشف رضائي، بحسب الموقع الرسمي للقوات المسلحة الإيرانية، عن تطور العلاقات العسكرية بين إيران وقطر بشكل ملحوظ مؤخرًا، معتبراً أن لقاءه مع نظيره القطري دليل على تعزيزها لاسيما في تأمين الحدود والمياه الإقليمية للبلدين.
وكشفت تقارير عدة، عن تواجد عناصر تابعة لمليشيا الحرس الثوري بقوة داخل المؤسسات القطرية منذ اندلاع الأزمة الخليجية، وتمارس تلك العناصر صلاحياتها بشكل سري داخل البلاد، وسط تعنت الدوحة في قبول المطالب العربية، الرامية إلى تغيير نهجها المعادي للجوارين الخليجي والعربي، والكف عن دعم الإرهاب.