لتصنيف "الحرس" الإيراني إرهابيا.. جسر افتراضي للغضب قبل اجتماع أوروبي
فيما دخلت احتجاجات إيران شهرها الخامس دون أن تخمد جذوتها، رغم "قمعها"، انطلقت دعوات تطالب بوضع الحرس الثوري على لائحة الإرهاب بأوروبا.
واحتجاجا على وفاة الشابة مهسا أميني على يد ما يعرف بـ"شرطة الأخلاق" في 16 سبتمبر/أيلول الماضي، انطلقت احتجاجات "غاضبة" طافت مدنًا عدة، وتسببت في مقتل واعتقال المئات، وسط فشل من النظام الإيراني في قمعها.
ومع دخول الاحتجاجات شهرها الخامس، يستعد إيرانيو أوروبا اليوم الإثنين، لإظهار دعمهم لمحتجي الداخل، عبر تجمع أعلنوا عنه، أمام البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ شرقي فرنسا؛ لمطالبة الممثلين الأوروبيين بإعلان الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية.
وأعلنت خمس شخصيات إيرانية بارزة في الخارج تأييدها لتلك الدعوة، مطالبة الاتحاد الأوروبي بوضع الحرس على لائحة الإرهاب، بعد "جرائمه" بحق الإيرانيين لأكثر من أربعة عقود.
بيان مشترك
ونشر ولي العهد الإيراني السابق الأمير رضا بهلوي، والصحفية مسيح علي نجاد، وجلشيفته فراهاني، ونازنين بنيادي، وعلي كريمي، نداء مشتركًا على حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي مساء الأحد، طالبوا فيه المجتمع بوضع الحرس الثوري في قائمة الجماعات الإرهابية.
ونص النداء المشترك على: "لأكثر من أربعة عقود، كان الحرس الثوري الإيراني يرهب ويقمع ويقتل داخل إيران وخارجها. إن طلبنا من المجتمع الدولي واضح وهو وضع الحرس الثوري على قائمة الإرهاب".
الدعوات لذلك التجمع الاحتجاجي لم تنطلق من قبل إيرانيي أوروبا فحسب، بل بمبادرة من مجموعات وجمعيات أوروبية على الشبكات الاجتماعية؛ ففي فرنسا دعت بعض الجمعيات اليسارية مثل "حركة الصداقة مع الأمم ومناهضة العنصرية" (MRAP) أو "الحركة الشعبية" التي تنتمي إلى حزب اليسار الفرنسي، إلى المشاركة في المسيرة.
وفي سياق متصل، أعلن حامد إسماعيليون المتحدث باسم جمعية عائلات ضحايا الطائرة الأوكرانية، دعمه لطلب الإيرانيين من المجتمع الدولي "الاعتراف بالحرس الثوري الإيراني كإرهابي".
وكتب إسماعيلون في تغريدته عبر حسابه في "تويتر": "الحرس الثوري منظمة إرهابية ويجب أن تكون معروفة بنفس الاسم في المجتمع الدولي".
تأييد بريطاني
من جانبه، أكد حزب العمال البريطاني، أنه يجب إعلان الحرس الثوري الإيراني رسميًا جماعة إرهابية.
وقال وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي ووزيرة الدولة الظل في حزب العمال المعارض إيفيت كوبر، في بيان لهما: "الحرس الثوري الإيراني يتصرف كمنظمة إرهابية ويجب وصفه على هذا النحو".
ونظمت مجموعة من الإيرانيين الذين يعيشون في مدينة تورنتو الكندية مسيرة وتجمعًا يوم الأحد، طالبوا فيه حكومة كندا ودول أخرى بتسمية الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية، كما طالب المتظاهرون الحكومات الغربية بطرد السفراء الإيرانيين واستدعاء سفرائهم من طهران.
كما شهدت أستراليا مسيرة احتجاجية للإيرانيين أمام البرلمان في سيدني للمطالبة بوضع الحرس على لائحة الإرهاب.
دعم فرنسي
ودعا يانيك جادو، النائب الفرنسي في البرلمان الأوروبي، من خلال نشر صور تجمع الإيرانيين على "تويتر"، إلى زيادة الضغط على الحكومة الإيرانية ووضع الحرس الثوري في قائمة الجماعات الإرهابية.
بدورها، قالت كلارا آن بونغر عضوة البرلمان الألماني: "إن وضع الحرس الثوري على قائمة الإرهاب سيكون خطوة مهمة للغاية وكان ينبغي القيام به منذ فترة طويلة".
مناشدات الداخل
وفي الداخل الإيراني، أعلنت منظمة شباب أحياء طهران الداعمة للاحتجاجات، الإثنين، عن تأييدها هذه الخطوة، مؤكدة أن الوقت قد حان لاتخاذ الاتحاد الأوروبي هذا القرار.
وقالت المنظمة، في بيان إن "الوقت قد حان لاتخاذ الاتحاد الأوروبي قراره، إما أن يكون مع الحرس الثوري، الذي سقطت طبيعته الفاضحة والإرهابية على السطح، أو مع شعب إيران".
وأضاف البيان، أن وضع اسم الحرس الثوري الإيراني في قائمة المنظمات الإرهابية من قبل الاتحاد الأوروبي سيظهر أن "الشعب الإيراني أصبح رهائن لمنظمة إرهابية ويجب مساعدتهم في هذه المعركة الوطنية والتحريرية"، مشيرًا إلى أن "هؤلاء ليسوا من الحرس الثوري الإيراني، إنهم جيش الشيطان الأسود".
من جانبه، قال سعيد بشير تاس المحلل السياسي الإيراني في مقابلة صحفية، إن "مؤسسي الحرس الثوري كلهم إرهابيون وهذه المجموعة هي أكبر جماعة إرهابية في تاريخ العالم".
aXA6IDMuMTM4LjEyMS43OSA= جزيرة ام اند امز