"حرس إيران" يعترف بفساد جنرلاته وسط موجة سخرية
اعترفت مليشيات الحرس الثوري الإيراني، مساء الأحد، بصحة التسجيل الصوتي المسرب عن حدوث عمليات فساد تورط فيها كبار العسكريين.
وقالت وكالة "أنباء فارس نيوز"، الذراع الإعلامية الأقوى للحرس الثوري الإيراني، بشأن ما تم تسريبه الخميس الماضي عبر وسائل إعلام إيرانية معارضة بالخارج، إن "التسجيل الصوتي المسرب صحيح ويعود إلى اللواء محمد علي جعفري القائد السابق للحرس الثوري".
ونقلت الوكالة عن مصادر مطلعة قولها "صحة الملف الصوتي"، مضيفة "كما يتضح من محتوى الملف، يقدم الجنرال صادق ذو القدر، النائب الاقتصادي للحرس الثوري الإيراني، تقريرا عن الانتهاك في مسلسل يسمى بشركة ياس القابضة إلى قائد الحرس الثوري السابق".
وقالت المصادر :"يبدو أن هذا الملف تم تسريبه قبل عامين وأعيد نشره مؤخرًا على نطاق أوسع"، مشيرة إلى أن "في جزء من هذا الملف الصوتي، أبلغ النائب الاقتصادي للحرس الثوري الإيراني آنذاك عن انتهاك أحد المديرين الاقتصاديين".
وتكتفي المصادر بقول اللواء جعفري وهو يخاطب الجنرال ذو القدر "إذا شعرت أن هناك من انتهك هذه القضية فسأتابع حتى النهاية، حتى لو لم يكن ذلك في مصلحته الشخصية، يجب أن يحاسب على عدم التحكم والإشراف على الأموال المهدرة".
موجة سخرية
وواصل ناشطون وسياسيون ينتمون للتيار الإصلاحي في إيران توجيه انتقادات لاذعة للمؤسسة العسكرية بسبب حجم الفساد الموجود فيها.
وقالت الصحفية الإيرانية البارز "صبا آذر بيك" في تغريدة عبر حسابه على "تويتر"، "إذا وصل هذا الملف إلى المرشد الأعلى فستكون نهاية قاليباف"، في إشارة إلى رئيس البرلمان الحالي والقائد السابق في الحرس الثوري محمد باقر قاليباف.
وأضافت الصحفية الإيرانية :"كما سيكون أيضاً نهاية عدة أشخاص آخرين مذكورين في هذا الملف".
بدوره، علق النائب السابق والقيادي في التيار الإصلاحي محمود صادقي في تغريدة عبر حسابه على "تويتر"، "الفساد في الملف الصوتي هو مثال آخر على الفساد البنيوي".
وأضاف صادقي أن إحالة القضية إلى محكمة عسكرية واعتبار الأحكام سرية، ونتيجة لذلك أصبح الكشف عن أبعادها ذريعة لصراع على السلطة، يشير إلى ضعف في المعركة الحاسمة ضد الفساد".
من جانبه، كتب الناشط الإصلاحي عباس عبدي أيضًا ساخرًا: "اعتقدت أنه لن يذهب أحد إلى المسجد أثناء صلاة الفجر، لكن يبدو أن بعض الناس ما زالوا يذهبون، رغم أن لديهم أشياء أخرى يفعلونها هناك".
وآثارت مواقف التيار الإصلاحي خصومهم المتشددون، حيث رد محمد سعيد أسديان، مستشار رئيس البرلمان الإيراني "الإصلاحيون محبطون، وهم يحاولون تعويض الضرر الذي لحق بهم أمام الرأي العام".
وكانت إذاعة "فردا" الإيرانية المعارضة، بثت مساء الخميس الماضي، تسجيل صوتي مُسرب يتعلق بخطاب ألقاه كبار قادة الحرس الثوري الإيراني قبل 4 سنوات، اتهم فيه قاليباف وقائد فيلق القدس السابق قاسم سليماني بالفساد.
ويتضمن التسجيل الذي مدته 50 دقيقة محادثة بين القائد العام السابق للحرس الثوري محمد علي جعفري ونائبه للشؤون الاقتصادية صادق ذو القدر قبل 4 سنوات.
وفي التسجيل، ظهرت أسماء مثل قاليباف الذي كان في حينها رئيس بلدية طهران، وكذلك نائب منسق الحرس الثوري الجنرال جمال الدين أبرومند، ورئيس جهاز المخابرات بالحرس حسين طيب.
وتتناول المحادثة قضية الفساد التي تورطت بها شخصية في شركة "ياس القابضة" التابعة لمؤسسة الحرس الثوري التعاونية وهناك حديث عن دوره في ملف الفساد.
ويقول الجنرال ذو القدر "إنه حاول استخدام نفوذ قاليباف لإغلاق قضية الفساد في ياس القابضة، بينما دعم رئيس جهاز استخبارات الحرس الثوري حسين طائب، قاليباف".
من ناحية أخرى، يذكر جعفري أن قاسم سليماني كان غير مرتاح للتحقيق مع نائب منسق الحرس الثوري آنذاك، الجنرال جمال أبرومند، والأشخاص الواردة أسماؤهم في ملف الفساد، وأنه تحدث إلى المرشد علي خامنئي.
وأضاف ذو القدر "أن خامنئي أصدر تعليماته بأن الغرض من أنشطة ياس القابضة هو تقديم الدعم المالي لفيلق القدس، وأنه يجب تخصيص 90٪ من الموارد المالية لهذه الشركة للفيلق".
.وكانت شركة مجموعة ياس للتنمية الاقتصادية، تعمل كمنظمة أم للمؤسسة التعاونية للحرس الثوري، كما أشارت تقارير قوية بأن الملكية المذكورة لعبت بالفعل دور خزينة فيلق القدس في وسائل الإعلام في البلاد.
aXA6IDE4LjExNy4xNTguMTI0IA== جزيرة ام اند امز