قآاني في بغداد قبيل نتائج الانتخابات العراقية.. ماذا تريد إيران؟
في توقيت يحمل الكثير من الدلالات، وصل قائد فيلق القدس الإيراني إسماعيل قآاني إلى بغداد، في زيارة سرية تثير التساؤلات.
لكن مصادر مطلعة قالت إنها تستهدف تحقيق لقاءات مع قادة كتل وتحالفات شيعية شاركت في الانتخابات البرلمانية التي جرت أمس الأحد.
وعلى بُعيد ساعات معدودة من انعقاد مؤتمر لمفوضية الانتخابات العراقية لإعلان نتائج الاقتراع العام، تأتي الزيارة المفاجئة والسادسة للمسؤول الإيراني منذ تسلم منصبه خلفاً لقاسم سليماني الذي قُتل في غارة أمريكية مطلع العام الماضي.
وعادة ما تغلف "السرية المطبقة"، في زيارات بغداد، من قبل كبار المسؤولين الإيرانيين في أجهزة الحرس الثوري والتي تترافق في طبيعتها مع أحداث ومتغيرات حساسة في المشهد العراقي.
وتحدثت مصادر مطلعة لـ"العين الإخبارية"، أن زيارة قآاني تأتي "بهدف الدخول على خط نتائج الانتخابات والتأثير في طبيعة توجه الكتل والقوى الفائزة في بوصلة التحالفات المقبلة".
وذكرت المصادر التي فضلت عدم ذكر هويتها أن "قائد فيلق القدس الإيراني سيلتقي في العاصمة بغداد، قيادات سياسية من تحالف الفتح ودولة القانون وبعض الأسماء الهامة لدى الفصائل المسلحة".
مخاوف تتصاعد على وقع زيارات تتواتر
وكان قآاني قد أجرى آخر زيارة للعراق، الشهر الماضي، حين ظهر بملابس مدنية بين جموع المعزين بوفاة مرجع ديني في مدينة النجف.
وعشية انعقاد الحوار الاستراتيجي الأخير بين بغداد وواشنطن الذي جاءت مخرجاته بانسحاب القوات الأمريكية من العراق، وصل قآاني إلى بغداد، في زيارة جاءت على وقع "سرية تامة"، التقى خلالها قيادات وقوى سياسية عراقية مقربة من إيران.
وتركت طهران آثارها في المشهد السياسي العراقي منذ عام 2003، واتهمت بالتدخل في نتائج الانتخابات التي أجريت خلال السنوات الماضية.
وتصاعدت حدة الاتهامات لها بعد وصول عادل عبد المهدي إلى رئاسة الوزراء عام 2018، قبل أن ينتفض الشارع ويرغمه على تقديم استقالته وإنهاء عمل كابينته الحكومية في عامها الأول
ويخشى مراقبون من امتداد يد طهران إلى انتخابات 2021، خصوصاً عقب ابتعاث طهران لقآاني مع انتهاء الانتخابات التشريعية في العراق.
وجاءت الانتخابات التشريعية استجابة لمطالب شعبية غاضبة اجتاحت أغلب مدن البلاد في خريف 2019، رفعت مطالب إنهاء سطوة المليشيات الموالية لإيران، وإيقاف الفساد المستشري في العراق.
ويضغط الشارع الاحتجاجي عبر مظاهرات بين الحين والآخر بمحاسبة الجناة المتورطين في قتل 600 متظاهر، الذين سقطوا جراء انتخابات أكتوبر/تشرين الأول.
ويطارد ما بات يعرف بـ"التشرينيين" (في إشارة لمظاهرات تشرين)، دماء زملائهم بتوجيه أصابع الاتهام إلى مليشيات عراقية مقربة من طهران.
وبحسب النتائج الأولية التي سُربت عبر مكاتب المفوضية، أظهرت قوى تشرينية مشاركة في الانتخابات التشريعية تقدماً في حظوظها بعد أن ذهبت التقديرات بحصولها على 4 مقاعد نيابية.
في المقابل ، يعتلى المزاج العراقي العام رغبة بقطع الطريق أمام القوى والأحزاب السياسية المقربة من إيران خشية وصولها إلى سدة القرار السياسي مجدداً وتكرار ما حصل من مجازر دموية ترافقت مع احتجاجات أكتوبر.
وكان قائد فيلق القدس الإيراني، قد أجرى زيارة إلى بغداد، خلال العام الجاري، تزامنت مع اعتقال قيادي كبير في مليشيات الحشد من قبل قوة أمنية مكلفة وبشكل شخصي من قبل رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي.
ويرى مراقبون ومتابعون للشأن السياسي أن انتخابات أكتوبر التي جرت أمس، سوف تمثل انقلاباً بوجه توازنات إيران وتفرعاتها الممتدة داخل العراق.
يُذكر أن قآاني تسلم منصب قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، عقب مقتل قاسم سليماني بغارة أمريكية قرب مطار بغداد، مطلع 2020.
aXA6IDMuMTYuMTM1LjIyNiA= جزيرة ام اند امز