قاآني في العراق.. زيارة خامسة لقائد فيلق القدس
أجرى قائد فيلق القدس إسماعيل قاآني، الأحد خامس زيارة يكشف عنها للعراق منذ توليه منصبه أوائل العام الماضي.
وأظهرت صور بثتها وسائل إعلام محلية عراقية، قائد فيلق القدس الإيراني بين جموع المعزين في رحيل المرجع الديني محمد الطبطبائي في مدينة النجف.
قالت وسائل إعلام إيرانية رسمية، إن قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري وصل اليوم الأحد إلى مدينة النجف وسط العراق.
ونشرت وكالة أنباء "تسنيم" صورة لقائد فيلق القدس وهو يصافح رئيس تحالف الفتح في البرلمان وقائد مليشيات منظمة بدر هادي العامري.
ويعكس نشاط قاآني في العراق الأهمية التي توليها طهران لبقاء نفوذها في دوائر صنع القرار في البلد الجار.
وعين قاآني في منصبه خلفا للجنرال قاسم سليماني الذي قتل في العراق مطلع العام الماضي.
وغالبا ما تتسم زيارات قاآني للعراق بالسرية وتتزامن مع أحداث صاخبة.
وبحسب مراقبين، تعد تلك الزيارة لمسؤول إيراني رفيع يدير ملفات صراع إقليمية في المنطقة، تأكيداً لرغبة إيران في تعزيز حضورها في العراق والذي دأبت عليه منذ أبريل/نيسان 2003.
وكان قاآني قد أجرى زيارة سرية إلى العراق في يوليو/تموز الماضي، غداة قرار انسحاب القوات الأميركية من العراق على ضوء مخرجات نتائج الجولة الاستراتيجية الأخيرة بين واشنطن وبغداد.
وحينها التقى قاآني، قادة مليشيات مسلحة قريبة من طهران وقوى سياسية، عدت بأنها رسائل ضبط من إيران موجهة لتلك الفصائل تحمل استراتيجيات جديدة تحكم قواعد الصراع مع مصالح واشنطن في العراق.
وتشكل مثل تلك الزيارات مثار جدل وقلق لدى العديد من الأوساط السياسية والعامة، لكونها باتت تمثل نذر تعقد الصراع وتثوير الساحة العراقية.
وشكلت تدخلات طهران في العراق أحد الدوافع الرئيسة في الانتفاضة الاحتجاجية العارمة أواخر عام 2019، والتي أطاحت برئيس الوزراء السابق عادل عبد المهدي.
وعمدت إيران منذ سنوات، على اعتماد صناعة الأذرع المسلحة في العراق خصوصا والمنطقة على وجه العموم اعتماداً على مبادئ إدارة الصراع مع خصومها من أراض أجنبية.
ورغم قاآني لا يحظى بالكارزما والتأثير الكبير لخلفه قاسم سليماني على قادة المليشيات المسلحة والقدرة العالية على ضبطها، إلا أنه يحظى بدعم وتأييد كبيرين من قبل المرشد علي خامنئي.
ويعد وصول رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، إلى رئاسة الوزراء خلفاً لعبد المهدي المقرب لإيران، أحد أهم المتغيرات التي تعترض المصالح الإيرانية في العراق.
واستطاع الكاظمي، من تحييد العراق عن محاور الصراع والعودة بالعراق إلى الفضاء العربي والخليجي، وسط ممانعة من قوى "اللا دولة"، والمليشيات المسلحة ذات الولاء الإيراني، وفق مراقبين.
وجاءت القمة الإقليمية التي عقدت في بغداد مطلع الأسبوع الماضي، صفعة كبيرة لإيران وبداية انتهاء عصرها في العراق عقب الحضور العربي الخليجي الذي ظهر طاغياً على طاولة المؤتمر.