الحرس الثوري الإيراني يتوعد بقمع احتجاجات "البنزين"

الاحتجاجات الإيرانية التي تضرب أكثر من 50 مدينة بسبب رفع سعر البنزين أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف المتظاهرين.

توعّد الحرس الثوري الإيراني، الإثنين، بقمع المحتجين المناهضين للحكومة "إذا لم تتوقف المظاهرات" التي تشهدها البلاد، احتجاجا على رفع أسعار البنزين.

وقال الحرس، في بيان نقلته وسائل الإعلام الرسمية: "إذا تطلب الأمر فسنتخذ إجراء حاسما وثوريا ضد أي تحركات مستمرة لزعزعة السلام والأمن".

وذكرت وكالة "رويترز" أن تحذير الحرس الثوري بدا كأنه يلمح إلى حملة تلوح في الأفق ضد الاحتجاجات التي اندلعت على مستوى البلاد ردا على إعلان رسمي يوم الجمعة بتحديد حصص لصرف البنزين ورفع سعره.

• ألمانيا تحث إيران على احترام حق التظاهر
• بعد العراق ولبنان.. إيران تشتعل

ودخلت المظاهرات في إيران، الإثنين، يومها الرابع؛ احتجاجا على رفع أسعار البنزين بنسبة 300%، وامتدت إلى 65 مدينة في 25 محافظة بجميع أنحاء البلاد.

الاحتجاجات العارمة التي وصفتها المعارضة الإيرانية بأنها "انتفاضة شعب" شهدت، مساء السبت، مواجهات دامية بين المحتجين وقوات الأمن التي حاولت تفريقهم.

وتداول مستخدمو مواقع التواصل في إيران العديد من الصور والمقاطع التي تظهر مئات الإيرانيين في كل من أصفهان والأهواز وأرومية، وهم يقفون في طوابير طويلة في المحطات، بينما تنتشر أعداد كبيرة من قوات الأمن ووحدات مكافحة الشغب.

ويقول الإيرانيون إن متوسط دخلهم الذي لا يتجاوز نحو 200 دولار لا يستطيع تحمل أعباء زيادة أسعار البنزين، إلى جانب ارتفاع أسعار المواد الغذائية.

وأسفرت الاحتجاجات، التي تضرب أكثر من 50 مدينة إيرانية، عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف المتظاهرين، كما اعتقلت السلطات الإيرانية، الأحد، 40 متظاهرا في مدينة يزد، بعد ضوء أخضر من المرشد علي خامنئي لقمع احتجاجات الوقود المندلعة في البلاد.

ودعت برلين، في وقت سابق الإثنين، السلطات الإيرانية إلى احترام المظاهرات "المشروعة"، وقالت أولريك ديمر المتحدثة باسم المستشارة أنجيلا ميركل "إنه أمر مشروع ويستحق احترامنا أن يعبر الناس بشجاعة عن مظالمهم الاقتصادية والسياسية كما يحدث حاليا في إيران".

وأضافت في مؤتمر صحفي: "على الحكومة الإيرانية الاستجابة للاحتجاجات الحالية بإبداء الاستعداد للدخول في حوار"، مشيرة إلى أن ألمانيا تتابع الأحداث "بقلق"، مطالبة الحكومة في طهران "باحترام حرية التجمع والتعبير".

من جانب آخر، ذكرت وزارة الخارجية الفرنسية، في بيان لها، أنها "تتابع عن كثب" الأحداث في إيران"، مؤكدة ضرورة "احترام حرية التعبير وحق الاحتجاج السلمي".