رئيس ألبانيا السابق: تقبُّل ثقافة الآخر هو السبيل للتأقلم والاحتواء
رجب ميداني وضع رؤاه حول سبل التأقلم بين المسلمين ومجتمعاتهم وكيفية احتوائهم، وذلك خلال كلمته أمام المؤتمر العالمي للمجتمعات المسلمة
أكد رجب ميداني، رئيس ألبانيا السابق، أن الطريقة الناجحة لاستيعاب المجتمعات المسلمة في دول العالم هي التكامل وقبول كل طرف ثقافة الطرف الآخر، للتأقلم فيما بينهم.
جاء ذلك خلال الكلمة التي ألقاها ميداني أمام المؤتمر العالمي للمجتمعات المسلمة الذي انطلق اليوم الثلاثاء في أبوظبي، تحت شعار "الفرص والتحديات"، بحضور أكثر من 600 مشارك من علماء دين وباحثين وشخصيات رسمية وثقافية وسياسية يمثلون أكثر من 150 دولة.
وقال ميداني: "كان من الشائع أن تسود ثقافة واحدة على الجميع، إلا أن الهجرة التي حدثت عبر الأزمنة المتعاقبة غيرت تلك الهيمنة، وأثبتت أن النموذج المتعدد الثقافات هو القابل والشامل لاحتواء الثقافات المختلفة".
وطالب بوجود سياسة وتوجه جديد للتنوع يضم نموذجا متعدد الثقافات، لافتاً إلى أن "هناك التزمات يجب علينا أن نتبعها، من بينها احترام الأقليات وإيجاد قوانين تحمي هذه الأقليات بغض النظر عن ديانتهم وتنبي رؤية مجتمعية متماسكة ودعم ثقافة الحوار والتواصل".
ويعد المؤتمر العالمي للمجتمعات المسلمة، الذي يقام تحت رعاية الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح الإماراتي، ويستمر يومين، منصة عالمية للتواصل بين قيادات المجتمعات المسلمة، في كل من كمبوديا وسريلانكا وروسيا وبريطانيا ودوّل البلقان وغيرها، ومجموعة من النواب المسلمين من جنوب أفريقيا، ونيجيريا وإريتريا والبرلمان الأوروبي ومن دول آسيا والأمريكتَين.
ويهدف المؤتمر إلى مد جسور التعاون بين قيادات المجتمعات المسلمة حول العالم، وتفعيل دورها الحضاري والحفاظ على أمنها الفكري والروحي، وتحقيق العيش السليم المشترك، من خلال أكثر من 60 بحثاً للتعاون وتفعيل المواثيق الدولية، خصوصا تلك المتعلقة بالحقوق المدنية للأقليات، الأمر الذي يسهم في تحقيق الأمن العالمي.
ويتصدر تفعيل الدبلوماسية الدينية أجندة المؤتمر، لدورها الكبير في فض النزاعات والحروب والفتن، ومواجهة تيارات العنف والكراهية بما يعزز الحوار بين الشعوب.
وترتكز رؤية المؤتمر على تحقيق المشهد الحضاري للمجتمعات المسلمة، من خلال التفاعل الإيجابي مع باقي مكونات مجتمعاتها، وتعزيز منظومة المواطنة والاعتزاز بالانتماء الوطني.
وكانت اللجنة المنظمة للمؤتمر العالمي للمجتمعات المسلمة، برئاسة الدكتور علي راشد النعيمي، أعلنت في 16 أبريل/ نيسان الماضي، من خلال مؤتمر صحفي عن إطلاق المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة، ومقره العاصمة الإماراتية أبوظبي، ليمثل الغطاء القانوني والشرعي للمسلمين في مختلف أرجاء العالم.