نهيان بن مبارك في "المجتمعات المسلمة": أبوظبي عاصمة التسامح
جاء ذلك في كلمة وزير التسامح في دولة الإمارات العربية المتحدة بالجلسة الافتتاحية للمؤتمر العالمي للمجتمعات المسلمة في أبوظبي
قال الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح في دولة الإمارات العربية المتحدة، إن تجربة الإمارات تشير بكل وضوح إلى أن التسامح بين الأفراد والجماعات، في سبيل خدمة الوطن والعالم يتطلب توافر عوامل متعددة، أهمها وجود قيادة وطنية واعية وحكيمة، وشعب واعٍ حريص على كل عوامل السلام، بالإضافة لمؤسسات التعليم والإعلام التي تقوم بدورها دون تعصب أو انحياز، إلى جانب دور باقي مؤسسات المجتمع في مكافحة التعصب والتطرف، والتمسك بالقيم الإنسانية التي يشترك فيها جميع السكان في هذا العالم الواحد .
وأضاف في كلمته بالجلسة الافتتاحية للمؤتمر العالمي للمجتمعات المسلمة، الذي تستضيفه العاصمة الإماراتية أبوظبي، خلال يومي 8 و9 مايو الجاري: "نحن في الإمارات ننطلق في ذلك كله من تعاليم الإسلام الحنيف، ومن تراثنا الوطني الخالد، ومن العزم والتصميم على أن تكون الإنجازات الهائلة التي تحققها الدولة قوة دفع إيجابية في تحقيق السلام والرخاء".
وتمنى الشيخ نهيان بن مبارك التوفيق للمشاركين في المؤتمر بعرض توصيات تسهم في تحقيق الخير والسلام في هذا العالم الذي تتداخل فيه المصالح والغايات، والذي أصبح فيه الواقع قرية عالمية صغيرة.
وحيَّا مبادرة إنشاء المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة في أبوظبي عاصمة التسامح والسلام، داعيا الله النجاح والتوفيق لهذا المجلس ليكون دافعا لإدراك الفرص المواتية في المجتمعات المسلمة، والتعرف على التحديات التي تواجهها واستخدام التفكير الخلّاق لإيجاد استراتيجيات ملائمة في مواجهة المخاطر والتحديات، مضيفا: "نأمل أن يكون عمل المركز انعكاسا لحقيقة واقعة، هي أن المسلمين يعيشون الآن في كل دول العالم ويمثلون الغالبية في 50 دولة، وأقليّة عددية في الدول الأخرى.
وتابع أن المجتمعات البشرية قد أصبحت جميعها تتسم بالتنوع والتعددية في خصاص السكان، وأصبح التعامل مع ظاهرة التنوع والتعددية في خصائص السكان أحد أهم التحديات في هذا العصر.
أضاف: "نلاحظ آثار ونتائج الفشل في التعامل مع هذه الظاهرة من صراعات وتهجير قسري للسكان؛ وانتشار الأفكار المتطرفة والهدامة ومحاولات فرضها على السكان بالقوة والعنف، ونرى في العالم حولنا مع الأسف أن العلاقات غير السوية بين الجماعات داخل المجتمع الواحد تمثل تهديدا خطيرا للنظام العام؛ ولقدرة المجتمع على استيعاب وتمكين جميع فئات السكان فيه".
واستكمل: "نلاحظ من جانب آخر أن المجتمعات الناجحة هي مجتمعات متقدمة ينتشر فيها الأمان والسلام، والانتماء والولاء والنظرة الواثقة نحو المستقبل، وإنني آمل بإذن الله أن يكون المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة على قدر الآمال كافة، ويقوم بإجراء البحوث والدراسات للمجتمعات المسلمة، وما قد تعانيه بعض هذه المجتمعات من فقر وأمية واضطهاد".
وواصل: "نريد أن يسهم المجلس في تحقيق انتماء المسلمين في بلدانهم ويعزز هويتهم الإسلامية، ويجعل منهم مصدر خير وعطاء، ونأمل أن يكون أيضا الشباب المسلم في اهتمامات المركز، حيث إن هذا الشباب تؤثر فيهم التكنولوجيا وتجعلهم أهدافا للأفكار المتطرفة والهدامة.
وأعرب الشيخ نهيان بن مبارك عن تمنياته أن يسهم المركز أيضا في التخلص من الصور النمطية السلبية عن الإسلام والمسلمين، وتنمية العلاقات مع أتباع الأديان الأخرى، وأن يكون منبرا مهما في التعريف بالإسلام على مستوى العالم، وأن يكون أداة فعالة في بناء التحالفات الوطنية والدولية من أجل توفير حياة كريمة للمجتمعات.
وأشار إلى أن انعقاد هذا المؤتمر هنا في أبوظبي عاصمة الإمارات، هو انعكاس صادق لمسيرة الدولة، وتعبير واضح عن ارتباط الإمارات بمسيرة الأمة الإسلامية، ودعم قدرات هذه الأمة الخالدة، مضيفا: "نحن دولة قوية وتتسم بالوفاق بين جميع سكانها، وتحرص على تحقيق التواصل والمحبة بين الناس، والعمل الصادق والمشترك بين الجميع لما فيه منفعة الجميع".
وتابع: "نحتفل الآن في الإمارات بعام زايد الخير، هذا القائد العظيم الذي حقق الكثير للوطن والعالم، نتذكر هذا العام بالشكر والعرفان لمؤسس دولة الإمارات المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الذي كان حكيم العرب والمسلمين، والذي أسس دولة ناجحة تتجنب الصراعات وتسعى دائما لتكون وطنا يعيش فيه الجميع دون تفرقة أو تمييز، ونحمد الله أن الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، يرى أن التسامح والتعيش السلمي بين جميع السكان وسيلة أكيدة لتحقيق السلام والتنمية والتقدم، وكذلك أيضا الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.
وقبيل انطلاق المؤتمر، صافح الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، كبار الشخصيات التي حضرت المؤتمر.