المسلمون في أمريكا.. أرقام وحقائق
من هم المسلمون الأمريكيون؟ وكيف يعيشون حياتهم؟ وما هي توجهاتهم السياسة ورضاهم عن معيشتهم؟
يتضح من دراسة لواحد من أهم مراكز الأبحاث في الولايات المتحدة الأمريكية، أن معظم المسلمين في هذا البلد (58٪) ينحدرون من أجزاء أخرى من العالم.
ويعود وجود هؤلاء المسلمين في أمريكا إلى حد كبير إلى قانون الهجرة والجنسية لعام 1965 الذي خفّض الحواجز أمام الهجرة من آسيا وأفريقيا ومناطق أخرى خارج أوروبا.
وقال مركز "بيو" للأبحاث في دراسة أرسل نسخة منها لـ"العين الإخبارية": "لكن حصة المولودين في الولايات المتحدة من السكان المسلمين الأمريكيين هي أيضا كبيرة (42 ٪). وتتكون من أحفاد المهاجرين المسلمين، ومعتنقي الإسلام (كثير منهم من السود) وأحفادهم".
ويتضح أن 42% من هؤلاء المسلمين قد ولدوا في الولايات المتحدة، و20 % في جنوب آسيا، و14% في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، و13% في الأجزاء الأخرى من آسيا والباسفيك، و5% في جنوب أفريقيا، و2% في أوروبا وذات النسبة في الأمريكيتين الجنوبية والوسطى.
كما يشير المركز إلى أن 9% من المهاجرين المسلمين قدِموا من باكستان، و6% من إيران، و4% من الهند وذات النسبة من أفغانستان.
وكشف مركز "بيو"، الذي يتخذ من واشنطن العاصمة مقرا له، النقاب عن أوجه تشابه مهمة بين المسلمين المهاجرين والمسلمين المولودين في الولايات المتحدة.
وفي هذا الصدد، أوضح أنه "على سبيل المثال، ينخرط المهاجرون والمسلمون المولودون في الولايات المتحدة في ممارسات دينية على نفس المستوى".
لكنه استدرك" في نفس الوقت، هناك أيضا اختلافات مهمة، إذ يميل المهاجرون إلى تأمين موطئ قدم اجتماعي اقتصادي أقوى من المسلمين المولودين في الولايات المتحدة، ويعبرون عادة عن آراء أكثر إيجابية حول مكانهم في أمريكا".
ينحدرون من 75 بلدا
ويرى المركز أن" كلا من المهاجرين والمسلمين المولودين في الولايات المتحدة متنوعون عرقياً ، وإن كان بطرق مختلفة"، وأضاف مفسرا: " نسبة كبيرة من المسلمين المولودين في الخارج هم من الآسيويين، في حين أن العديد من المولودين في الولايات المتحدة هم من السود أو من ذوي الأصول الإسبانية".
وتابع: "كما أن قسما كبيرا من المسلمين المولودين في الخارج والمواليد في الولايات المتحدة، هم من البيض، وهي فئة تضم أيضًا أشخاصًا يعرفون على أنهم عرب".
ويلفت مركز "بيو" إلى أن"حوالي نصف المهاجرين المسلمين في الولايات المتحدة (56٪) منذ عام 2000 قدِموا من مجموعة واسعة من البلدان، ولا توجد منطقة واحدة أو بلد منشأ يمثل غالبية منهم.
واستطرد: "في المجمل، ذكر المسلمون الأمريكيون في دراسة مركز بيو للأبحاث لعام 2017 أسماء 75 بلدًا مختلفًا قدِموا منها، وينعكس هذا في تنوعهم العرقي والإثني: لا تشكل مجموعة عرقية أو عرقية واحدة أغلبية بين المهاجرين المسلمين، حيث يعرّف 45٪ منهم بأنهم من البيض ونسبة مماثلة (41٪) تعرف باسم آسيا".
وفي هذا الصدد، يشير المركز إلى أن 41% من المسلمين الأمريكيين من البيض، و20% من السود، و28% آسيويين، و8% من أصول إسبانية (HISPANIC)، و3 % متنوعة.
ويُبين أيضا، أن 45% من المسلمين الأمريكيين المهاجرين من البيض، و11% من السود، و41 % آسيويون والباقي من أصول إسبانية ومختلطة.
في المقابل، فإن 35% من المسلمين المولودين في الولايات المتحدة هم من البيض، و32% من السود، و10% آسيويون، و17% أصول إسبانية، و5% مختلطة.
في حين أن 64% من مجمل الأمريكيين هم من البيض، و12 % من السود، و6% آسيويين، و16% من أصول إسبانية.
فخورون أنهم مسلمون وأمريكيون
وقال مركز "بيو" إن "أوجه التشابه بين المهاجرين والمسلمين المولودين في الولايات المتحدة الأمريكية تتضمن أيضًا مستويات عالية من الفخر بهوياتهم الدينية والوطنية. الأغلبية الكبيرة في كلتا المجموعتين يقولون إنهم فخورون بكونهم مسلمين - ويفخرون بأنهم أمريكيون".
فتقول نسبة 93% من المهاجرين و90% من المسلمين المولودين في أمريكا إنهم فخورون بأنهم أمريكيون علما بأن 91% من عامة الأمريكيين يقولون إنهم فخورون بأنهم من أبناء هذا البلد.
كما تقول نسبة 81% من المهاجرين و78% من المسلمين المولودين في أمريكا إنهم راضون عن حياتهم علما بأن نسبة 76% من عامة الأمريكيين يقولون إنهم راضون عن حياتهم.
المسلمون المهاجرون أكثر رضا
غير أن المركز يقول إنه "فيما يخص القضايا الاجتماعية والاقتصادية، فإن المهاجرين أكثر ارتياحا".
وفي هذا الشأن، أضاف "على سبيل المثال ، ومن خلال العديد من التدابير التي تُستخدم عادة لقياس الرفاهية المالية والاستقرار ، يصبح المسلمون المهاجرون أفضل حالا، بشكل جماعي من المسلمين المولودين في الولايات المتحدة. ويتضاعف عدد المسلمين المهاجرين بمقدار الضعف تقريباً عن الذين ولدوا في الولايات المتحدة في امتلاك منزل والحصول على شهادة جامعية".
ويقول 17% من المسلمين المولودين في أمريكا و38% من المسلمين المهاجرين إنهم راضون عن سير الأمور في الولايات المتحدة.
فيما يقول 62 % من المسلمين المولودين في أمريكا و 40% من المهاجرين، إنه بات من الصعب أن تكون مسلما في الولايات المتحدة.
ويرى 74% من المسلمين المولودين في أمريكا و 49% من المسلمين المهاجرين أن التغطية الإعلامية للمسلمين غير منصفة، وإن كان 30% من المولودين هناك و73% من المهاجرين يقولون إن الشعب الأمريكي ودود تجاه المسلمين.
في وقت قال فيه 85% من المسلمين المولودين في أمريكا و67% من المهاجرين إن "الرئيس الأمريكي دونالد ترامب غير ودود تجاه المسلمين".
وعندما يُسألون عن التمييز ضدهم، يجيب المسلمون المولودون في الولايات المتحدة بأنهم أكثر عرضة من المهاجرين لأن يقولوا إن هناك الكثير من ذلك في أمريكا ، بالإضافة إلى القول إنهم قد تعرضوا له شخصياً في شكل أو أكثر.
ديمقراطيون أكثر وجمهوريون أقل
وقال مركز "بيو"، إنه على الرغم من هذه الاختلافات، فإن المسلمين المهاجرين والمولودين في الولايات المتحدة لديهم الكثير من القواسم المشتركة عندما يتعلق الأمر بالسياسة.
وفي هذا السياق، أوضح أن كل "مجموعة تنقسم بطرق مشابهة تقريبًا على طول الطيف السياسي والأيديولوجي الأمريكي. فكل من المسلمين المولودين في الولايات المتحدة والمهاجرين هم أكثر ميلا بكثير إلى الديموقراطيين من الجمهوريين".
فيعرّف 42% من المسلمين المولودين في أمريكا أنفسهم بأنهم ديمقراطيون و40% مستقلون و7% جمهوريون و11% لتوجهات أخرى.
فيما يعرّف 34% من المسلمين المهاجرين بأنهم ديمقراطيون و43% مستقلون و6% جمهوريون و17% لتوجهات أخرى.
7 من أصل كل 10 مهاجرين هم مسلمون أمريكيون
إلى ذلك، بيّن مركز "بيو"، أن سبعة من أصل 10 مسلمين مهاجرين هم من مواطني الولايات المتحدة (70 ٪)، وهو المعدل الأعلى بين المهاجرين الأمريكيين عمومًا (51٪) ، وفقًا لاستطلاع عام 2016 الذي أجراه مكتب الإحصاء السكاني".
وكان مركز "بيو" قدّر في دراسات سابقة أعداد المسلمين في الولايات المتحدة بنحو 3.3 ملايين نسمة.