التهاب السحايا يقتل 4 أشقاء في مصر.. الأعراض وطرق الوقاية

في مشهد مأساوي هزّ محافظة المنيا المصرية، ودّعت قرية "دلجا" 4 أطفال من أسرة واحدة، بعد وفاتهم بمرض التهاب السحايا.

الواقعة المؤلمة أثارت حالة من الذهول والخوف بين الأهالي، خاصة بعد أن تبيّن أن الأعراض التي سبقت الوفاة كانت تبدو في البداية شبيهة بأعراض الإنفلونزا، قبل أن تتطور سريعًا إلى صداع حاد، حمى شديدة، تيبّس في الرقبة، وحالات تهيّج شديدة وقيء مستمر.

هذه الحادثة المؤسفة أعادت إلى الواجهة واحدًا من أخطر الأمراض التي قد تصيب الأطفال والكبار على حد سواء: التهاب السحايا، المعروف بسرعة تطوره وشدة مضاعفاته.

ما هو التهاب السحايا؟

هو التهاب يصيب الأغشية المحيطة بالدماغ والحبل الشوكي، تُعرف باسم "السحايا"، وغالبًا ما ينتج عن عدوى فيروسية أو بكتيرية. وتُعد العدوى البكتيرية أكثر خطورة، إذ قد تؤدي إلى الوفاة خلال فترة قصيرة إذا لم يُعالج المصاب على الفور.

ورغم أن بعض الحالات قد تُشفى تلقائيًا خلال أسابيع (خاصة الفيروسية)، إلا أن تأخر التشخيص في الحالات البكتيرية قد يخلّف مضاعفات دائمة مثل تلف الدماغ أو فقدان السمع أو الإعاقات العصبية.

ينتقل المرض من شخص إلى آخر عن طريق الرذاذ التنفسي، أو من خلال ملامسة الإفرازات الفموية أو التنفسية للمصابين، لذلك تنتشر العدوى بسرعة في الأماكن المزدحمة مثل المدارس أو دور الحضانة أو بين أفراد الأسرة الواحدة.

ويُعد الأطفال، وحديثو الولادة، والأشخاص ضعيفو المناعة، من الفئات الأكثر عرضة للإصابة بمضاعفات خطيرة حال حدوث العدوى.

أعراض يجب الانتباه لها

قد تظهر الأعراض خلال ساعات أو أيام قليلة، وتشمل:

لدى الأطفال والبالغين:

• ارتفاع مفاجئ في درجة الحرارة

• تيبّس في الرقبة

• صداع شديد

• قيء وغثيان

• حساسية من الضوء

• اضطراب ذهني أو فقدان التركيز

• نوبات تشنج

• طفح جلدي (في بعض الأنواع البكتيرية)

لدى الرضّع وحديثي الولادة:

• حُمى غير مبررة

• بكاء شديد أو غير معتاد

• خمول أو رفض الرضاعة

• انتفاخ في المنطقة الطرية من الرأس

• تيبّس في الجسم أو الرقبة

هل يمكن الوقاية من المرض؟

نعم. هناك طرق فعّالة للوقاية، من أهمها:

• الحرص على النظافة الشخصية، خصوصًا غسل اليدين بانتظام

• تجنّب مشاركة الأدوات الشخصية مثل الأكواب أو أدوات الطعام

• تطعيم الأطفال ضد بعض أنواع البكتيريا المسببة لالتهاب السحايا (مثل المكورات السحائية والمستدمية النزلية)

• الانتباه للأعراض المبكرة والتوجه فورًا إلى المستشفى عند الاشتباه في العدوى

كما يُوصى في بعض الحالات المخالطة القريبة للمصابين، خاصة داخل الأسرة، بتناول مضادات حيوية وقائية بناء على توصية طبية، حتى وإن لم تظهر أعراض.