رئيس فيدرالية مسلمي سيرجي بفرنسا: الإرهابيون دُمى بأيدي سماسرة
رئيس فيدرالية مسلمي سيرجي في باريس، نور الدين الشافعي اعتبر أن "نشأة مصطلح الإسلاموفوبيا حديثة".
مناخ سلبي يسود الغرب عموما عن الاسلام والمسلمين، تشكل شبيها بنسيج حاكته جملة من العناصر، بدأت منذ نجاح الثورة الإيرانية، وما تلاها من تطورات متسارعة، لتبلغ ذورتها مع أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001.
مناخ كان من البديهي أن يولد ضغطاً على المسلمين في أوروبا وفي العالم بشكل عام، ممن وجدوا أنفسهم موصومين بالإرهاب، ومجبرين على الدفاع عن أنفسهم وتبرئتها ليس من التهمة فقط وإنما من مسؤوليتهم عن ذاك الشعور المستعر في الغرب، والذي يصطلح على تسميته بـ«الإسلاموفوبيا».
واعتبر رئيس فيدرالية مسلمي "سيرجي" بالعاصمة الفرنسية باريس، نور الدين الشافعي أن "نشأة مصطلح الإسلاموفوبيا حديثة نوعا ما، حيث شهد رواجا مع مطلع تسعينيات القرن الماضي، غير أن الظاهرة التي يمثلها أقدم من ذلك بكثير".
وأوضح الشافعي، خلال مقابلة مع "العين الإخبارية"، أن "المصطلح الذي يعني الخوف والصد والرفض للإسلام، كلل سياقا تاريخيا بأكمله، وقد ساهمت في صنعه، بطريقة أو بأخرى، النخبة المسلمة في حد ذاتها، نظرا لعدم وجود جهود كافية تنطلق من خطاب عميق ومكثف وتنتهي بأنشطة فعلية تمضي عكس ما يحاول المتطرفون زرعه بالعقول من مغالطات حول الدين.
وتابع أن "نقص المتابعة كان من البديهي أن ينعكس على سبل التصدي لظاهرة باتت تلتهم الغرب، وتؤسس لقاعدة إيديولوجية لحركات وتيارات راديكالية جديدة".
وقال الشافعي إنه، "على الرغم من أن الإسلاموفوبيا باتت واقعا سائدا في المجتمعات الغربية، إلا أن متابعتها لا تزال محدودة، ما انعكس على سبل التصدي لها، في ظل غياب أبحاث وافرة عن الظاهرة، ما جعلها غالبا ما تدرج ضمن كتابات تعالج الهجرة والاندماج بالمجتمعات الغربية".
وشدد الشافعي على أنه "يمكن تفسيره بحداثة الدراسات الاجتماعية حول الإسلام والمسلمين، لكن ذلك لا يشفع هذا الفتور بهذا الجانب من قبل النخبة المسلمة بالغرب، ما يستدعي المزيد من الجهود بهذا الشأن حتى يقتنع العالم بأن الإرهابيين الذين يقتلون باسم الإسلام لا يمتون للدين بصلة، وإنما هم مجرد دمى بأيدي سماسرة يتاجرون في كل شيء من أجل غايات دنيئة".
الخطاب في النقاشات العامة
ومثالا على غياب الخطاب حول الإسلاموفوبيا بالنقاشات العامة في الغرب، حيث استشهد الشافعي بالباحثة الايطالية "أنا ماريا ريفيرا"، التي قالت في كتابها بعنوان "غرباء وأعداء"، إن "كره الأجانب والعنصرية لا تشكل مواضيع حاضرة في الخطاب العام في إيطاليا، وهي عادة مواضيع خاضعة للرقابة الضمنية من قبل وسائل الاعلام والمؤسسات".
وغير ريفيرا، أضاف الشافعي أن "كتاباً كثر تطرقوا إلى هذه النقطة المحورية في مهام النخبة المسلمة بهذا الشأن، لأن غياب الخطاب قد يفهمه كثيرون ويوظفه آخرون، على أنه اعتراف ضمني بما نسب باطلاً للإسلام والمسلمين، ومن هنا يأتي الدور المفصلي للنخبة في توجيه دفة المسألة، من خلال اعتماد خطاب واضح والمشاركة به بشكل مكثف في نقاشات الرأي العام.
وفي السياق نفسه، تطرق الشافعي إلى العريضة التي وقعتها في أبريل/نيسان الماضي، 300 شخصية عامة في فرنسا، بينها الرئيس الأسبق نيكولا ساركوزي، وزعيم اليمين لوران فوكييه، تطالب بسحب آيات قرآنية بدعوى "تحريضها" على معاداة السامية.
وأثارت تلك العريضة استنكارا واسعاً داخل فرنسا وخارجها، وترجمت حالة قال البعض إنها تعبر عن انفجار ظاهرة الإسلاموفوبيا لدى الغرب بشكل عام، وتشي بوجود فجوة ينبغي على النخبة أن تعرف كيف تسدها، وتقدم للعالم خطابا أكثر إقناعاً.
ومع أن نحو 30 إماما فرنسيا، كتبوا عريضة نشرتها صحيفة "لوموند" المحلية، بعد يومين من صدور العريضة الأولى، استنكروا خلالها تواتر حوادث "الإرهاب ومعاداة السامية التي ضربت البلاد بشكل أعمى".
لكن الشافعي رأى أن "عريضة الأئمة كان يمكن أن تسبق مظاهر الإسلاموفوبيا، وأن تتصدى للظاهرة بشكل منتظم ومدروس، للتقليل من تداعياتها".
aXA6IDMuMTM4LjY5LjEwMSA= جزيرة ام اند امز