عملية كونغولية أوغندية.. «شموع التعاون» تخمد «لهيب التمرد»
تقييم كونغولي أوغندي لنتائج عملية عسكرية مشتركة انطلقت قبل نحو 3 سنوات ضد متمردين، يجس نبض الأرض ويرسم خارطة المستقبل.
كشف حالة يقدمه عسكريون من البلدين لتقييم الوضع وتقديم نتائج العملية المشتركة ضد المتمردين الأوغنديين المنضوين ضمن «تحالف القوى الديمقراطية».
ويأتي الاجتماع المنعقد في العاصمة الكونغولية كينشاسا بعد أسبوعين من قمة جمعت رئيسي البلدين في 30 أكتوبر/تشرين الأول الماضي بمدينة عنتيبي.
وخلال الجلسات، يقدم المسؤولون العسكريون الكونغوليون والأوغنديون تحديثا حول العملية التي انطلقت في 30 نوفمبر/تشرين الثاني 2021.
وفي ختام الاجتماع سيقدم العسكريون خارطة طريق لمستقبل العملية التي تستهدف مطاردة المتمردين في معاقلهم شرقي الكونغو الديمقراطية، خصوصا في مقاطعتي إيتوري وشمال كيفو.
والاجتماع لا يعتبر الأول من نوعه، بل يعد محطة ضمن سلسلة من اللقاءات المكثفة التي يعقدها الجانبان منذ أمس الأربعاء.
وبحسب مصادر عسكرية كونغولية تحدثت لإعلام فرنسي فإن اجتماع الخبراء يهدف لتحويل المناقشات والتوصيات المنبثقة عن قمة الرئيسين إلى إجراءات ميدانية.
وفي نهاية أكتوبر/تشرين الأول الماضي أجرى الرئيس الكونغولي فيليكس تشيسكيدي زيارة إلى أوغندا، التقى خلالها نظيره يوري موسيفيني، وعقد الجانبان محادثات تصدرها ملف المتمردين الأوغنديين والعملية المشتركة للتصدي لهما.
وعقب قمة الرئيسين، التقى خبراء من البلدين لأول مرة في بيني، شرق الكونغو الديمقراطية، وهي المنطقة الأكثر تضررا من هجمات «تحالف القوى الديمقراطية».
وأمس الأربعاء، انصب اهتمام الخبراء العسكريين على تنقيح خارطة الطريق الخاصة بهم، وهي الوثيقة التي من المفترض أن يقوموا بتقدميها اليوم إلى رئيس أركان القوات المسلحة للكونغو الديمقراطية.
ويحضر الاجتماع نائب رئيس الأركان الكونغولي، وأيضا رئيس أركان قوات الدفاع الشعبية الأوغندية والسفير الأوغندي في كينشاسا.
ويأتي الاجتماع قبل أسبوعين من الذكرى الثالثة لانطلاق العملية المشتركة، وهي نفس المناسبة التي يوجد من أجلها حاليا وفد من البرلمانيين الكونغوليين بالعاصمة الأوغندية كمبالا.
تقدم
منذ بدء العمليات الكونغولية والأوغندية المشتركة في عام 2021، تمكن الطرفان من استعادة المعاقل الرئيسية للمتمردين الأوغنديين، خصوصا في منطقتي روينزوري ومواليكا.
وأيضا في "مثلث الموت"، المنطقة التي تضم كلا من أويتشا-كامانغو-إرينجيتي، التي يتخذها هؤلاء المتمردون معقلا رئيسيا لهم، ومنها تتفرع حصونهم وصولا إلى تقاطعات المدن الكبرى في شمال كيفو (شرق).
كما تظهر خريطة انتشار الجماعة المسلحة تحرك عدد من عناصرها غرب الطريق الوطنية رقم 4، في منطقة بابيري، شمال غرب إقليم لوبيرو، فيما اتجه آخرون شمالا، إلى الحدود بين شمال كيفو وإيتوري.
ويعتقد محللون ومصادر محلية أن المتمردين يحاولون إعادة تنظيم صفوفهم لاستعادة السيطرة على «مثلث الموت»، نظرا للطبيعة الجغرافية لهذه المنطقة، التي تشمل تضاريس وجبالا وعرة تسهل تنقلهم وتقيهم من مطاردات الجيش.
و"تحالف القوى الديمقراطية" نشأت في شمال شرقي أوغندا في تسعينيات القرن الماضي، وتنشط منذ عقود شرقي الكونغو الديمقراطية، حيث تهاجم وتقتل المدنيين وتتخذهم رهائن، كما تستهدف أفراد البعثة الأممية (مونوسكو).
aXA6IDE4LjIxOC43NS4yMjIg جزيرة ام اند امز