رياض القصبجي.. صانع البهجة تخلى عنه صديقه ومات حزينا

رياض القصبجي، فنان من العيار الثقيل، توهج اسمه في سينما الأبيض والأسود، وشكل مع الفنان إسماعيل ياسين ثنائيا لن يتكرر كثيرا.

كانت ملامح "رياض القصبجي" حادة، وصوته غليظا، ورغم كل ذلك تخصص في اللون الكوميدي، ونال أداؤه إعجاب الجمهور والنقاد.

عاش "القصبجي" تحت الأضواء، سنوات طويلة، ومنحه الجمهور لقب صانع البهجة، و الغريب أن أيامه الأخيرة كانت مؤلمة، إذ احتل جسده المرض، ودفعه الفقر إلى البكاء والاختفاء عن العيون.

وفي ذكرى ميلاد رياض القصبجي، الذي اشتهر بشخصية "الشاويش عطية" تستعرض "العين الإخبارية" ملامح من مسيرته الفنية..

• عادل إمام وبلبلة الشرقية.. "الحاجة نبيلة" تكشف مفاجأة

البداية

ولد رياض القصبجي في 13 سبتمبر/ أيلول 1903، ولم يحلم ذات يوما بالشهرة أو بالوقوف أمام الكاميرا، وشأن كثير من الناس كان يتمنى العمل في وظيفة حكومية يستطيع من خلالها مواجهة ظروف الحياة، وبالفعل التحق بالعمل كمساري في هيئة السكة الحديد، وكان يشعر بالرضا عن حاله، وبجوار العمل قرر التدريب على رياضة البوكس، وشاءت الظروف أن يشاهده المخرج توجو مزراحي أثناء تصوير فيلم "سلفني 3 جنيه".

وابتسم الحظ للفنان رياض القصبجي عندما أسند له مزراحي دورا صغيرا في الفيلم بسبب بنيانه القوي، وأدى دوره بمهارة كبيرة، ومن هنا أحب السينما وقرر تطوير إمكانياته التمثيلية، ولذا التحق بالعمل مع العديد من الفرق المسرحية الناجحة في هذه المرحلة مثل فرقة جورج أبيض، وفرقة على الكسار.

الشهرة

شارك رياض القصبجي، الفنان إسماعيل ياسين في أغلب أفلامه، وحقق بجانبه انتشارا واسعا.

وعندما نتأمل أرشيفه الفني نجد أنه قدم خلال مسيرته الفنية ما يقرب من 70 فيلما منها "العتبة الخضراء، لوكاندة المفاجآت، صراع في المينا، الآنسة حنفي، عبيد المال، نص الليل، جواهر، إسماعيل ياسين في الطيران، مسمار جحا"، كما شارك في بطولة مجموعة كبيرة من العروض المسرحية.

نهاية رياض القصبجي

حملت أيام رياض القصبجي الأخيرة شحنة كبيرة من الأحزان، وفي عام 1960 كشفت الدنيا عن وجهها الكئيب لهذا الفنان الكبير، إذ أصيب بشلل نصفي نتيجة ارتفاع مفاجئ في ضغط الدم، وبات أسيرا لكرسي متحرك، وأنفق القصبجي كل أمواله على العلاج وباءت كل المحاولات بالفشل، وحاصره الفقر وتعثر حاله.

تألم الرجل كثيرا بعدما تخلى عنه صديقه إسماعيل ياسين، فلم يسأل عنه يوما رغم علمه بمحنة مرضه، وفي الجانب الآخر كان حسن الإمام يسانده ويرفع من روحه المعنوية، وظل بجانبه حتى وافته المنية عام 1963.