حفيد "القصبجي" لـ"العين الإخبارية": ورثت صناعة كسوة الكعبة عن أبي وجدي
أحمد شوقي، صاحب ورشة تصنيع قطع من كسوة الكعبة المشرفة لأغراض تجارية في مصر، يتحدث عن تاريخ عائلته مع هذه الصناعة العريقة
أحمد شوقي صاحب ورشة تصنيع قطع من كسوة الكعبة المشرفة في مصر، حيث تقع ورشته في منطقة خان الخليلي بالقاهرة.
يفخر أحمد بأنه حفيد عثمان عبدالحميد القصبجي، الذي تولى رئاسة مصلحة الكسوة من عام 1924 حتى 1926، والتي كانت تتولى تصنيع كسوة الكعبة وإرسالها إلى المملكة العربية السعودية كل عام، كما يفخر بأنه ورث هذه المهنة عن جده وأبيه.
ويقول أحمد لـ"العين الإخبارية"، وهو يشير إلى صورتهما التي تتصدر ورشته: "ورثت هذه المهنة عنهما، لكني لم أحظَ مثلهما بشرف أن تزين القطع التي أعمل عليها جدران الكعبة، ولكن أعمل على تنفيذ قطع تشبه ما كانوا يعملون عليه، لتزين جدران المنازل".
منذ نعومة أظفاره تدرب شوقي (48 عاما) في ورشة أبيه على هذه المهنة، والتي تعرف باسم "القصبجية"، لذلك فإن القطع التي يعمل عليها تحظى بسمعة تميزها عن غيرها.
ويلتقط من أحد الأرفف في ورشته كتابا عن كسوة الكعبة يتضمن أبرز الحرفيين الذين كانوا يشاركون في تنفيذها، ويشير إلى اسم جده ومن بعده أبيه، ليعلق على ذلك قائلا: "القطع التي أعمل عليها هي امتداد لهذا التاريخ، لذلك فإن أغلب زبائني من الدول العربية، وتحديدا دول الخليج".
ويشتري زبائن شوقي القطع التي يعمل عليها لتزيين جدران منازلهم، وإضفاء أجواء من الروحانية على المكان، وهو الأمر الذي منح هذه المهنة القدرة على البقاء إلى الآن، رغم توقف مصر عن إرسال الكسوة إلى السعودية منذ عقود.
ويمر تجهيز قطعة الكسوة بعدة خطوات تبدأ بشراء القماش الخام، ثم كتابة آيات القرآن عليه، والمرور بعد ذلك على هذه الكتابة باستخدام الخيوط الذهبية.
ويقول شوقي: "جودة هذه الخامات ومهارة الحرفي هي التي تميز قطعة عن أخرى، فتعيش قطعة مائة عام على الأقل، ولا تعيش الأخرى سوى عام أو عامين على الأكثر".
ويستخدم شوقي قماشا مستوردا من بلجيكا وفرنسا، وخيوطا ذهبية يابانية الصنع، ويوفر له ذلك، إضافة إلى إجادته لأصول المهنة، منتجا عالي الجودة، يسهل تمييزه عن الآخرين.
ويضيف متحديا: "ضع قطعتي وسط القطع الأخرى التي ينتجها الآخرون، سيسهل على المتخصصين في هذه الحرفة تمييزها".
aXA6IDMuMTQ3LjEzLjIyMCA= جزيرة ام اند امز