رياض سلامة في قصر العدل.. ما الذي يواجهه حاكم مصرف لبنان السابق؟
وصل حاكم مصرف لبنان السابق رياض سلامة إلى قصر العدل في بيروت للمثول أمام القاضي بلال حلاوي لبدء التحقيقات معه في التهم المتعلقة بالفساد المالي.
وفقاً لمصادر لبنانية تزامن مع حضوره جلسة الاستجواب وقفة احتجاجية أمام قصر العدل في بيروت وسط إجراءات أمنية مشددة، بينما وصل أيضاً أحد وكلاء الدفاع عن رياض سلامة.
- حاكم مصرف لبنان السابق يمثل أمام القضاء
وقد حضر رياض سلامة حاكم مصرف لبنان السابق من مبنى المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي، إذ كان موقوفاً منذ يوم الثلاثاء الماضي، ومن المتوقع أن يصدر القضاء اللبناني أحد خيارين، إما إصدار مذكرة توقيف وجاهية بحقه كما طالبت النيابة العامة المالية، وإما إطلاق سراحه بسند إقامة مع دفع كفالة مالية مرتفعة، إذا نجح فريق الدفاع في دحض التهم الموجهة إليه.
الساعات الأخيرة لحاكم مصرف لبنان في الزنزانة
ومنذ الثلاثاء الماضي تم وضع سلامة في زنزانة خاصة بالشخصيات داخل المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي، حيث يحظى بعناية خاصة، إذ يوجد في غرفته مُكيّف وثلاّجة، ولديه هاتف أرضي يحق له إجراء مكالمات بعدما تمت مصادرة هاتفه الخاص.
وكشفت مصادر خاصة أن وكلاءه القانونيين زاروه أكثر من مرّة في مكان احتجازه، وهم يتحضّرون لجلسة اليوم وسيكونون برفقته (أكثر من محامي دفاع).
أشارت المصادر إلى وجود "أسباب خاصة" حالت دون مرافقة المحامين لحاكم مصرف لبنان السابق إلى قصر العدل يوم توقيفه الثلاثاء الماضي، ونفت ما تم تداوله في الإعلام بأنهم "صُدموا" بخبر توقيفه وعلموا به من وسائل الإعلام.
وتجاوزت قضية حاكم مصرف لبنان السابق الأروقة القضائية اللبنانية، حيث رُفعت أمام محاكم أجنبية.
- ملاحقات دولية لحاكم مصرف لبنان
بدأ القضاء الفرنسي في يوليو/تموز 2021 التحقيق في قضايا مرتبطة بحاكم مصرف لبنان السابق وأفراد من عائلته، تتعلق بشبهات تحويل ملايين الدولارات إلى مصارف أوروبية بطرق غير قانونية، إلى جانب اتهامات بالاختلاس والإثراء غير المشروع وتبييض الأموال.
وكانت جمعية "تجمّع المتضررين من الأعمال الاحتيالية والإجرامية في لبنان" التي تتخذ من باريس مقراً لها قد رفعت دعوى أمام القضاء الفرنسي ضد الحاكم السابق لمصرف لبنان ومن تعاون معه، متهمة إياهم بسرقة أموال اللبنانيين والمودعين بالتواطؤ مع المصارف.
أصبحت قضية حاكم مصرف لبنان السابق وشقيقه مطروحة أمام محكمة التمييز الفرنسية، ومن المتوقع أن يلتقي رئيس جمعية SHERPA قريباً مع أحد القضاة الفرنسيين المسؤولين لمتابعة تطورات القضية.
وفي تصريحات سابقة، قال رئيس الجمعية عزيز سليمان إن قضية رياض سلامة وشقيقه رجا، ومن تعاون معهم في الملفات المالية، باتت أمام محاكم التمييز الفرنسية، مشيراً إلى متابعة مستمرة لتطورات القضية، كما أكد أن تحريك الملف أمام القضاء اللبناني جاء نتيجة التطورات السريعة للقضية في فرنسا.
وكانت قد صدرت مذكرة توقيف دولية في وقت سابق بحق حاكم مصرف لبنان المركزي بعد زيارات ثلاث قام بها وفود قضائية أوروبية إلى بيروت.
وأضاف سليمان أن هذه أول مذكرة توقيف دولية تصدر بحق حاكم مصرف مركزي، إلا أن السلطات اللبنانية لم تقم بتنفيذها، وأكد أن أي قرار يصدر عن القضاء اللبناني لن يؤثر على سير القضية أمام القضاء الفرنسي.
- رياض سلامة وأزمة اقتصاد لبنان
تجدر الإشارة إلى أنه منذ أكتوبر/تشرين الأول 2019 يعاني لبنان من انهيار اقتصادي غير مسبوق، تدهورت خلاله قيمة الليرة اللبنانية وتراجعت قدرة الدولة على تأمين الخدمات الأساسية، إضافة إلى "تبخر" أموال المودعين في المصارف.
ويحمّل اللبنانيون رياض سلامة جزءاً كبيراً من المسؤولية عن ضياع مدخراتهم، ويعتبرونه رمزاً للسياسات المالية التي استمرت لمدة 30 عاماً وأسفرت عن الانهيار الكامل في لبنان.
aXA6IDMuMTQ5LjI1MC4xOSA= جزيرة ام اند امز