زراعة الأرز.. الشبح الخفي وراء زيادة معدل انبعاثات الميثان بأفريقيا
يصف الخبراء والمعنيون أفريقيا باعتبارها المحرك الرئيسي للارتفاع الحالي في غاز الميثان في الغلاف الجوي.
ويُعزى ذلك إلى الانبعاثات الصادرة عن الأراضي الرطبة والماشية والمراعي الكثيفة التي تتميز بها القارة السمراء.
- مصرف ليبيا المركزي: إيرادات النفط تسجل 20.69 مليار دولار في 2023
- 6 قضايا مناخية كبرى وجه COP28 العالم نحوها
وتؤكد البحوث والدراسات أن الزيادة السريعة في زراعة الأرز تشكل مصدراً مهماً آخر، وتشير التقديرات إلى أنها مسؤولة عن 7% من الارتفاع العالمي الحالي في انبعاثات غاز الميثان. ولذلك ينبغي النظر في التوسع المستمر في زراعة الأرز لإطعام السكان الذين يتزايد عددهم بسرعة وذلك ضمن أهداف التخفيف من تغير المناخ.
ومن المتعارف عليه أن الميثان (CH4) هو غاز دفيئة قوي مسؤول عن 0.6 درجة مئوية من الاحتباس الحراري منذ عصر ما قبل الصناعة.
وينبعث الميثان من العديد من قطاعات الأنشطة البشرية، بما في ذلك سلسلة توريد النفط والغاز، وتعدين الفحم، والثروة الحيوانية، وإدارة النفايات، وزراعة الأرز.
والمصدر الطبيعي الرئيسي هو الأراضي الرطبة. ولا يزال الارتفاع المتسارع في غاز الميثان في الغلاف الجوي منذ عام 2007 غير مفهوم بشكل جيد، ويشكل تحديًا كبيرًا لتحقيق هدف التعهد العالمي لغاز الميثان (انخفاض بنسبة 30٪ في انبعاثات الميثان بحلول عام 2030). وقد زادت انبعاثات الميثان العالمية، المقدرة بـ 538–614 تيراغرام/سنة، خلال الفترة 2006-2017.
ووفقا لبحث نشره موقع "Nature Climate Change" فإن الزيادة السريعة في انبعاثات الأرز في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى (SSA) يمكن أن تكون مساهمًا كبيرًا ولكن غير معترف به سابقًا في الاتجاه العالمي لغاز الميثان.
وقد أشارت التحليلات العكسية من أعلى إلى أسفل لعمليات رصد غاز الميثان في الغلاف الجوي إلى أفريقيا الاستوائية باعتبارها المحرك الرئيسي لارتفاع غاز الميثان الحالي.
وتبرز منطقة غرب أفريقيا من التحليلات العكسية كمنطقة رئيسية لنمو انبعاثات الميثان، وقد استنتجت بيانات الأقمار الصناعية لمراقبة الغازات الدفيئة للفترة 2010-2018 اتجاهًا متزايدًا قدره 0.28 تيراغرام/سنة في الانبعاثات البشرية المنشأ من غرب أفريقيا، ووجد أن الماشية مسؤولة عن إطلاق ثلث هذه الانبعاثات.
ويهدف التعهد العالمي لغاز الميثان إلى خفض انبعاثات غاز الميثان بنسبة 30% عن مستويات عام 2019 بحلول عام 2030، ولكن من المتوقع أن يؤدي إطعام السكان الذين يتزايد عددهم بسرعة في أفريقيا إلى التوسع بقوة وتكثيف زراعة الأرز في السنوات المقبلة. وقد يتطلب هذا خفضًا أكبر لانبعاثات غاز الميثان من القطاعات الأخرى.