ريكو لويس.. موهبة سلكت طريقها إلى جوارديولا من صالات الملاكمة
في بداية الموسم الجاري، ربما كانت أقصى معلوماتك عن لاعب يُدعى ريكو لويس، هو أنه أحد الخيارات قليلة الثمن أثناء اختيارك لتشكيلتك في لعبة فانتازي الدوري الإنجليزي الممتاز.
لم يحظ لويس بدقائق كافية لإثبات قدراته، ولكن ليلة الأربعاء الماضي كانت علامة فارقة في مسيرة الإنجليزي الشاب مع مانشستر سيتي.
"يا له من هدف. إنه لاعب رائع. إنه ذكي وماهر للغاية. يمتلك المهارات وقد سجل لنا هدفًا رائعًا".
لم يخف الإسباني بيب جوارديولا مدرب مان سيتي، إعجابه بهدف تعادل الفريق الذي سجله لاعبه الصاعد أمام إشبيلية في الجولة الأخيرة من دوري أبطال أوروبا، في تصريحات نقلتها صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
الهرب من المدرسة؟ الأمر يستحق
حسنًا، لا نشجع هنا على هروب الأطفال من المدرسة لأي سبب، ولكن في حالة لويس، يمكننا أن نسامحه هذه المرة.
غادر ريكو مدرسته في صباح المباراة هربًا من النافذة، حسبما ذكرت "ديلي ميل" في التقرير، ولكن نهاية اليوم كانت سعيدة.
ظهور أوروبي أول، وهدف في انطلاقة مسيرته مع الفريق، ومغادرة للملعب قبل دقائق من النهاية مع آلاف يقدمون التحية بحرارة.
"إنه لاعب مرن للغاية، ومناسب لمنظومة جوارديولا. يستطيع اللعب كجناح أو لاعب وسط مساند أيضًا، والآن يلعب كظهير أيسر".
أحد مصادر مانشستر سيتي التي لم تكشف هويتها تعدد مزايا اللاعب الشاب، وتضيف: "هناك عدد من المواهب الشابة هنا التي أصبحت تفيد الفريق الأول، ولكن هذا الشاب ذو عقلية مختلفة بالفعل".
ويبدو أن صاحب الـ17 عامًا، والذي اختار سيتي على حساب بولتون واندررز حين كان في عمر التاسعة، ينتظره مستقبل كبير لدى خطط بيب جوارديولا.
وينظر المدير الفني الإسباني للأمر من ناحية اقتصادية، حيث أبرزت "ديلي ميل" تصريحاته بقوله "أحيانًا يتوجب عليك أن تشتري لاعبين بجودة معينة. ولكن حين تمتلك لاعبًا بهذه المواصفات، مع وجود كانسيلو ووالكر، فيمكنك أن تعتمد عليه حين ترغب في المداورة".
عقلية صلبة
نجم الفريق البلجيكي كيفن دي بروين يشرف سنويًا على بطولة ودية للناشئين تُقام بإسمه، وقبل 3 سنوات لاحظ صانع اللعب البلجيكي تألق لاعب شاب يلعب باللون الأزرق السماوي.
أضاع لويس ركلة جزاء للسيتي أمام كلوب بروج خلال المباراة، قبل أن يعود بصلابة ويسجل ركلة ترجيحية في النهاية.
عقلية مميزة أشاد بها البلجيكي في حديثة في ذلك اليوم مع أحد مسؤولي النادي الحاضرين للمباراة، وفي الواقع فإن هذه العقلية قد نشأت من بيئة تمتاز بالصرامة.
في "وايتفيلد" يمتلك ريك لويس، وهو والد اللاعب وبطل ملاكمة بريطاني سابق، صالة للألعاب الرياضية وتدريبات الملاكمة.
تستطيع أن تلاحظ سرعة ريكو في المساحات، ولكن سيلفت انتباهك بدرجة أكبر مدى قوته البدنية في الالتحامات.
هذه الصلابة نشأت من تدريبات الملاكمة واللياقة البدنية التي كان ريكو محظوظًا بالحصول عليها، والتي منحته أفضلية بدنية وذهنية.
يستمر جوارديولا في الإشادة ويؤكد "سيرتكب بعض الأخطاء، وما زال هناك هامشًا للتطور. ولكنه جيد بشكل كافي ويمتلك الصلابة الدفاعية اللازمة".
مصير سانشو
رغم أنه مازال في الـ17 من عمره، فإن لويس يُعتبر في الوقت الحالي لاعبًا في الفريق الأول.
لا مزيد من المباريات مع فريق الشباب، في الوقت الذي يتواجد في التدريبات التي يشرف عليها بيب جوارديولا، ويزامل فيل فودين في نفس الغرفة.
توهج اللاعب لم يكن مفاجئًا، بالأخص لهؤلاء الذين على علم بكواليس أكاديمية النادي وأبرز النجوم هناك.
منذ تولي بيب لقيادة مانشستر سيتي في 2016، أصبح النادي يركز على إفراز لاعبين من أكاديمية النادي بجودة تناسب هيكل فريق المدير الفني الإسباني.
لا عجب أن أندية ألمانيا تراقب موهبة سيتي الشابة.
على رأس تلك الأندية، يأتي بايرن ميونيخ/ فالعملاق البافاري يستمر في سياسته بعدم البذخ في الإنفاق على الصفقات، واستهداف المواهب الشابة حول أوروبا من الأكاديميات، وهي السياسة الناجحة نسبيًا لدى النادي.
أندية ألمانية أُخرى تستهدف لويس كذلك، مع وجود تقارير تؤكد رغبة بعض الأندية في الحصول على اللاعب على سبيل الإعارة في يناير المقبل. ولكن ظهوره البارز أمام إشبيلية قد يغير تفاصيل اللعبة.
ويستمر عقد اللاعب حتى صيف 2024، ولكن تقرير "ديلي ميل" يؤكد أن النادي يستهدف منح عقد جديد مُحسن للاعب، خوفًا من خسارة موهبته، مثلما حدث مع جادون سانشو قبل عدة سنوات، والذي أصبح لاعبًا للغريم مانشستر يونايتد في الوقت الحالي.