بـ"السخرية".. الشارع السوداني يحبط مظاهرات "تجار الدين"
خبراء سودانيون يعتبرون أن ما حدث يمثل سقطة جديدة لفلول جماعة الإخوان، فهو بمثابة استفتاء جديد لمستوى تأثير هذا التنظيم الإرهابي
واجه الشارع السوداني دعوات إخوانية للتظاهر ضد تعديلات قانونية أسقطت أفكار التكفيريين من تشريعات البلاد، بحالة من السخرية اللاذعة، قبل أن يدمغوا منسوبي هذا التنظيم بـ"تجار الدين".
وبعد أيام من حملات التضليل تحت شعارات زائفة أسموها بـ"جمعة الغضب"، خرجت أعداد محدودة من مساجد إخوانية في مدينتي الخرطوم وأمدرمان عقب الصلاة، تقدمها قيادات معروفة في الحركة الإسلامية السياسية، وهو ما فضح هوية المشاركين في هذه المسيرات، وفق خبراء.
وبحسب متابعات "العين الإخبارية" فقد عاشت مدن العاصمة السودانية الثلاث في حالة من الهدوء التام، بينما لم تسجل أي مظاهر احتجاج في الولايات الأخرى، الشي الذي يعكس عدم التجاوب مع دعوات نظام الإخوان الإرهابي الذي جرى إسقاطه بثورة شعبية ملهمة.
واعتبر خبراء سودانيون، أن ما حدث يمثل سقطة جديدة لفلول جماعة الإخوان الإرهابية فهو بمثابة استفتاء جديد لمستوى تأثير هذا التنظيم الإرهابي، الذي لم يقتنع بسقوطه إلى الأبد.
ولا تعدو هذه التحركات بالنسبة لكثيرين، مجرد امتداد لتظاهرات "الزحف الأخضر" التي ينشط فيها فلول الإخوان منذ أشهر ضمن محاولات لإرباك المشهد السياسي وتعطيل عمل الحكومة الانتقالية.
واعتبر المحلل السياسي الدكتور عباس التجاني أنه ورغم كساد هذه البضاعة، حاولت جماعة الإخوانية الإرهابية نفخ الروح على سياسة "دغدغة المشاعر الدينية" للسودانيين، مستخدمة عمليات تحريض واسعة عبر أبواقها، لكن سرعان ما اصطدمت بوعي الشارع الذي فضح هذه الحيل التي سبق، وأن خدعت بها الحركة الإسلامية السياسية شعب البلاد وسوقت لمشروعها عبره السنوات.
وقال لـ"العين الإخبارية" "فلول النظام البائد تهدف بهذه التحركات وإثبات الوجود ولكن مسيرات اليوم كشفت ظهرهم تماماً وأثبت سقوط مشروعهم وأفكارهم إلى الأبد، وهي بمثابة استفتاء جديد".
وأضاف "التعديلات التي جرى إدخالها على القوانين لا تمس الدين الإسلامي في شيء، فقط أزالت التشوهات من التشريعات السودانية وطهرتها من الأفكار المتطرفة وحقق المساواة لبعض فئات المجتمع، ولكن الإخوان حاولوا ظهارها للشارع وفق تفسيرات مضللة".
أما المحلل السياسي ماهر أبوالجوخ رأى بأن الذي دفع الإخوان إلى تسيير مظاهرات ضد التعديلات الدستورية ما يزال يفكر بعقلية العام 1984، وهي السنة التي خدعت فيها الحركة الإسلامية السياسية الرئيس الراحل جعفر نميري بإدخال أفكار الإخوان المتطرفة على التعديلات المتطرفة".
وقال أبوالجوخ لـ"العين الإخبارية" :"الخطاب الديني والتباكي الكذوب على الإسلام لن يفرق السودانيين كما ترغب جماعة الإخوان الإرهابية، فقد ولى هذا العهد تماماً ووضح ذلك جلياً في فشل تظاهرات الفلول اليوم".
وكانت السلطات السودانية، أغلقت كافة الجسور في العاصمة الخرطوم تحسباً للمسيرات التي دعت لها فلول نظام الإخوان البائد، ولكن الحياة مكضت بصورة طبيعية وأدت المساجد صلاة الجمعة في هدوء تمام بخلال ما كان يخطط له أتباع الحركة الإسلامية السياسية.
وأدخل السودان الأسبوع الماضي تعديلات على القانون الجنائي، اسقط بموجبها حد الردة ووضع مادة بديلة تجرم التكفير، كما جرم ختان الإناث وسمح للنساء باصطحاب أبنائهن للخارج دون الحصول على موافقة من الزوج وفق ما كان سائدا في عهد الإخوان.
وتعهد رئيس الوزراء السوداني، عبدالله حمدوك الخميس، بالمحافظة على إرث وقيم الإسلام وإحترام المبادئ والشعائر الإسلامية دون المساس بأيٍ من حدود وكليات وأهداف الدين"، وذلك في أول تعليق له على التعديلات أجرتها الحكومة الانتقالية وطهرت بموجبها التشريعات من أفكار تنظيم الإخوان الإرهابي.
aXA6IDMuMTQxLjI5LjE2MiA= جزيرة ام اند امز