السودان يغلق جسور الخرطوم خشية تحركات إخوانية

لجنة أمن الخرطوم تؤكد أنه سيتم إغلاق الجسور بالولاية اعتبارا من الساعة السادسة مساء الخميس وحتى نهاية نهار غد الجمعة

أعلنت الحكومة الانتقالية بالسودان، الخميس، إغلاق جميع الجسور بالخرطوم حتى الجمعة، تحسبا لتحركات إخوانية. 

وأكدت مصادر متطابقة لـ"العين الإخبارية"، أن "الخطوة تأتي خشية التحركات الإخوانية الجمعة ضد التعديلات التي أدخلت على القانون الجنائي".

وقالت لجنة أمن الخرطوم، في بيان رسمي، إنه "سيتم إغلاق الكباري (الجسور) بالولاية اعتبارا من الساعة السادسة مساء الخميس وحتى نهاية نهار يوم غد الجمعة".

وناشدت اللجنة جميع السودانيين التعاون مع السلطات وإنهاء تحركاتهم عبر الجسور عند الساعة السادسة مساء اليوم.

وكان السودان أعلن تطهير قانونه الجنائي من أدبيات الجماعات التكفيرية بتجريم "تكفير الأشخاص" وإسقاط حد الردة، لينهي بذلك إشكالية ظلت محل جدل طوال 29 عاما.

• القانون الجنائي في السودان يتطهر من أدبيات "التكفيريين"
• السودان يجيز "قانون إصلاح العدالة" لتفكيك أخونة القضاء

وأكد وزير العدل السوداني، نصر الدين عبدالباري في مقابلة بثها تلفزيون الرسمي مساء السبت الماضي، إلغاء عقوبة شرب الخمر لغير المسلمين، مع إضافة بند يجرم تكفير الأشخاص.

وأشار إلى أن التعديلات هدفت لمواءمة القوانين مع الوثيقة الدستورية التي تحكم الفترة الانتقالية ووفقا للحاجة الملحة بإقرار الحريات وضمان سيادة حكم القانون دون تمييز.

وتُعد "الردة" أكثر مادة مثيرة للجدل في القوانين السودانية، مما جعل البلاد معرضة لضغوط من جمعيات حقوق الإنسان المحلية والعالمية.

وسبق بموجبها إدانة شخص واحد في 2017 وهي فتاة تدعى "مريم يحيى"، إلا أن محكمة الاستئناف ألغته في العام ذاته، إثر حملة دولية كبيرة.

وكانت وزارة العدل قد أعلنت أن مشروع التعديلات المتنوعة ضمن بنودا تجرم ختان الإناث والسماح للمرأة باصطحاب أطفالها للخارج دون موافقة الزوج، بخلاف ما كان سائدا في عهد النظام البائد.

وظل السودانيون يطالبون بتعديل كافة القوانين التي تحد من الحريات العامة وتحرير المرأة من سلسلة قوانين قمعية فرضها نظام الرئيس المعزول عمر البشير خلال الثلاثين عاما الماضية تصادر حرية المرأة وتضعها تحت ولاية الرجل في كل ما تقوم به.

ومنذ سقوط حكم جماعة الإخوان التي هيمنت على البلاد طوال 3 عقود، عمد السودان إلى التخلص مما يسمى في أدبيات التنظيم الإرهابي بالتمكين.

ويواصل السودان عبر لجنة خاصة منذ أشهر، تفكيك نظام الإخوان المعزول، وتطهير مؤسسات الدولة من عناصره، وسدد ضربات موجعة للحركة الإسلامية السياسية.

والأسبوع الماضي، أقرت السلطة الانتقالية في السودان قانونا جديدا لإصلاح الجهاز القضائي في البلاد لضمان عدم الإفلات من المحاسبة وتفكيك شبكة جماعة الإخوان الإرهابية داخل مؤسساته.