صحيفة: خلافات أذرع إيران بالعراق تهدد نفوذ طهران
حالة من الشقاق على نحو متزايد بين الفصائل الموالية لإيران في العراق ما يهدد بتراجع نفوذ طهران في البلد الذي مزقته الصراعات السياسية
تسود حالة من الشقاق على نحو متزايد بين الفصائل الموالية لإيران في العراق، ما يهدد بتراجع نفوذ طهران في البلد الذي مزقته الصراعات السياسية وأرهقته الحروب.
وفي تقرير نشرته صحيفة "جيروزالم بوست"، قالت إن السياسة العراقية ربما تصبح أكثر انقساما بعد أن سعى رئيس الوزراء العراقي المستقيل عادل عبد المهدي، إلى تأكيد سيطرة مكتبه على الجماعات شبه العسكرية الرئيسية.
وأضافت أن مليشيات "الحشد الشعبي" تناور للسيطرة على العراق منذ انتهاء الحرب ضد تنظيم "داعش" الإرهابي، لكنهم تنقسم بشكل متزايد حول الرغبة في لعب دور في الاستراتيجية الإقليمية لإيران المزعزعة للاستقرار، أو التحول لقوة عراقية محلية أكثر.
وكشفت أن رسالة خرجت من مكتب رئيس الوزراء الأسبوع الماضي تشير إلى إمكانية نقل إدارة 4 كتائب خارج "الحشد الشعبي"، تضم نحو 15 ألف عنصر لتتبع مكتب رئيس الوزراء.
وأشارت إلى أن هذه الخطوة ستبعدهم فعليًا عن سيطرة قادة موالين لإيران مثل "أبوفدك المحمداوي"، الذي حل محل أبومهدي المهندس الذي قتل مع قائد فيلق "القدس" في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني في غارة لطائرة أمريكية بدون طيار في يناير/كانون الثاني الماضي.
لكن الوضع أكثر تعقيدًا، لأن كتائب "الحشد الشعبي" التي تشكلت عام 2014 بناء على فتوى من المرجع الشيعي بالعراق علي السيستاني لمحاربة "داعش"، انضمت إليها وحدات هي مليشيات عراقية متحالفة مع إيران، تشمل "كتائب حزب الله"، و"حركة حزب الله النجباء"، و"عصائب أهل الحق" و"منظمة بدر".
ولفتت إلى أن قادة هذه الجماعات مثل المهندس وهادي العامري قائد "منظمة بدر" قاتلوا نظام الرئيس الراحل صدام حسين في الثمانينيات، وكان المهندس إرهابياً مطلوباً للعدالة، فيما اعتقلت الولايات المتحدة قيس الخزعلي قائد "عصائب أهل الحق" ذات مرة في معتقل "كروبر" قرب بغداد.
وبعد هزيمة داعش إلى حد كبير في عام 2017، كان مستقبل قوات "الحشد الشعبي" غير مؤكد، حيث أراد رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي جعلها قوة رسمية واعتبرها أمل مستقبل العراق، بينما أراد آخرون أن تعود الوحدات إلى ديارها وأن يكون الجيش فقط قوة عسكرية رئيسية للعراق.
ووفقا للصحيفة، أرادت إيران أن تجعل قوات "الحشد الشعبي" نسخة العراق من تنظيم "الحرس الثوري" الإيراني، أشبه بتنظيم "حزب الله" في العراق، وهكذا كانت إيران سعيدة لرؤية الدور المتزايد للمهندس كنائب رئيس "الحشد الشعبي".
ولفتت الصحيفة إلى أن السياسة العراقية تغيرت في خريف 2019، عندما اندلعت الاحتجاجات في المناطق الطائفية جنوبي العراق، واستهدف المتظاهرون قنصليات إيران ومكاتب الجماعات الموالية لها.
ورداً على ذلك، أرسلت كتائب "الحشد الشعبي" الموالية لإيران عناصر من ميليشيا "الخراساني" لقتل المتظاهرين، ما دفع رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي إلى الاستقالة.
ووراء الكواليس أمر المهندس ميليشياته بشن هجمات صاروخية على القوات الأمريكية في العراق، ما أسفر عن مقتل أعضاء في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، فردت الولايات المتحدة بضربات جوية.
وأوضحت "جيروزالم بوست" أن كل هذه الأمور وضعت "الحشد الشعبي" في مأزق، لأنها كانت قوة رسمية، ليس من المفترض أن تعمل بشكل مستقل وتستهدف الأمريكيين الذين يعملون مع قوات الأمن العراقية، وتُجر لقمع الاحتجاجات.
وفي غضون ذلك، كانت إيران تتخبط من أجل ملء الفراغ الذي خلفه المهندس وسليماني، وأرسلت عناصر من "حزب الله" في محاولة لتوحيد "الحشد الشعبي".
وبدا أن إيران تعثرت في مارس/آذار، حيث رفضت الفصائل الموالية للسيستاني في "الحشد الشعبي" دور خليفة المهندس ولم تتعامل بلطفة مع بديل سليماني، الجنرال إسماعيل غاني خلال زيارة في أوائل أبريل/نيسان، وتواصلوا مع رئيس الوزراء ووزارة الدفاع لاقتراح نقل وحداتهم وجماعات الأقليات خارج "الحشد الشعبي".
ورجحت الصحيفة أن الأزمة الحالية ضمن الأزمات العراقية القائمة تشير إلى انقسام بين العناصر المتشددين الذين يريدون أن يكون العراق نقطة انطلاق للأنشطة الإيرانية في المنطقة وأولئك الذين يريدون التركيز على المزيد من القضايا المحلية.
ونوهت إلى أن إيران نقلت صواريخ باليستية إلى العراق، كما تسعى لنقل الأسلحة إلى سوريا عبر العراق ما أثار توترات إقليمية مع الولايات المتحدة.
وحذرت الصحيفة من تحول وحدات "الحشد الشعبي" التي تتلقى رواتب ضخمة من الحكومة وتستنزف موارد العراق إلى دولة داخل الدولة بدلا من الاندماج في قوات الأمن، حيث تملك سجونا خاصة بها، وشركات، ونقاط التفتيش، ومستودعات ذخيرة.
وأكدت أن هذا يتماشى مع الهدف العام لإيران في استغلال العراق "كبلد مجاور" وجعله تابع لطهران.
aXA6IDE4LjExNy4xMDcuNzgg جزيرة ام اند امز