«أغلبية فنزويلا» تهيمن على البرلمان الأوروبي
من أمريكا اللاتينية إلى القارة العجوز، تحولت الأزمة في فنزويلا إلى مصطلح أوروبي يعكس الانقسام الخطير الذي يهدد البرلمان الأوروبي.
خلال الأيام الأخيرة بدأ مصطلح "أغلبية فنزويلا" يتردد في التقارير الإخبارية التي تحلل الوضع في الاتحاد الأوروبي وخاصة مؤسسته التشريعية التي تشهد أوضاعا مضطربة خاصة منذ المكانة الكبيرة التي حققها تيار أقصى اليمين في الانتخابات الأوروبية التي أُجريت في يونيو/حزيران الماضي.
ورغم فوز تكتل الوسط بجناحيه اليميني واليساري إلا أن أقصى اليمين يحقق نفوذا متزايدا داخل البرلمان الأوروبي وهو ما دفع مصطلح "أغلبية فنزويلا" للظهور لكن السؤال الآن ما علاقة الدولة الواقعة في أمريكا اللاتينية بأزمات القارة العجوز.
وفقا لموقع "يورواكتيف" فإن مصطلح "أغلبية فنزويلا" أطلقه بييترو جواستاماتشيا من وكالة الأنباء الإيطالية (أنسا) على الأغلبية المكونة من حزب الشعب الأوروبي (يمين الوسط) وقوى أقصى اليمين التي باتت تتبنى مواقف موحدة وهو ما تجلى في تصويت هذه الأغلبية لصالح منح جائزة ساخاروف لحرية الفكر البرلمانية لشخصيات المعارضة الفنزويلية.
ولم يكن هذا التصويت هو الأول من نوعه، ففي سبتمبر/أيلول الماضي حدث سيناريو مماثل عندما تعاون حزب الشعب الأوروبي مع قوى أقصى اليمين لتمرير قرار يعترف بالسياسي المعارض إدموندو جونزاليس أوروتيا باعتباره الفائز الشرعي في انتخابات الرئاسة في فنزويلا التي جرت في يوليو/تموز الماضي ممثلا لتحالف المنصة الموحدة المعارض للرئيس نيكولاس مادورو.
وحتى الآن لم تعترف أي دولة من دول الاتحاد الأوروبي رسميا بجونزاليس رغم أن الولايات المتحدة وبعض دول أمريكا اللاتينية اعترفت بمرشح تحالف المنصة الموحدة باعتباره الرئيس الشرعي للبلاد وسط مخالفات مزعومة في الانتخابات التي انتهت بفوز مادورو.
وما يثير الجدل الآن في البرلمان الأوروبي هو التحالف الفضفاض لأحزاب اليمين سواء يمين الوسط أو أقصى اليمين وذلك وفقا لما ذكره موقع "بوليتيكو" الأمريكي.
والقضية المطروحة الآن هي مغازلة حزب الشعب الأوروبي اليميني الوسط الذي يعد أكبر مجموعة في البرلمان الأوروبي لقوى أقصى اليمين حيث أثارت هذه المغازلة غضب الحلفاء التقليديين لحزب الشعب الأوروبي التقليديين وخاصة مع اقتراب جلسات الاستماع البرلمانية الماراثونية حول قائمة المفوضين الجدد، الذين ينتمي العديد منهم إلى يمين الوسط.
وكانت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين التي تنتمي لحزب الشعب الأوروبي قد فازت بولاية ثانية في منصبها بفضل دعم الشركاء في كتلة الوسط مثل الحزب الاشتراكي وحزب الخضر.
وقال جياكومو فيليبك، الأمين العام لحزب الاشتراكيين الأوروبيين الذي يمثل يسار الوسط "إن اللعبة التي يلعبها زعيم حزب الشعب الأوروبي مانفريد ويبر خطيرة ومدمرة لاستدامة مشروع الاتحاد الأوروبي".
وأضاف "ما اتفق عليه رؤساء الوزراء المنتمون إلى العائلات الثلاث الوسطية في يونيو/حزيران هو أغلبية مؤيدة لأوروبا لدعم التفويض القادم لمؤسسات الاتحاد الأوروبي، لكن الموقف المؤيد لأوروبا يعني الدفاع عن قيمنا المشتركة وعدم السماح لمواقف أقصى اليمين بالسيطرة على صنع السياسات".
aXA6IDMuMTQ1LjU5LjI0NCA=
جزيرة ام اند امز