أزمة مادورو تتصاعد.. شبح العزلة يخيم على فنزويلا
تواجه فنزويلا شبح العزلة في ظل تصاعد أزمتها السياسية، التي انعكست على علاقاتها الدولية.
فالدولة الواقعة في أمريكا الجنوبية، صاحبة أكبر احتياطي مؤكد من النفط في العالم، ما برحت تُسجل تباطؤا في معدلات التضخم، إلا وضربتها أزمة سياسية حادة، بعد الإعلان عن فوز الرئيس نيكولاس مادورو في الانتخابات، التي جرت في يوليو/تموز الماضي.
وتباطأ التضخم في فنزويلا بداية من مطلع العام الجاري، لأدنى مستوى في عقد، بفعل تعديلات كبيرة اتخذتها الحكومة في السياستين المالية والنقدية، فضلا عن تخفيف العقوبات الأمريكية بشكل مؤقت في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بعد توصل الحكومة إلى اتفاق بشأن انتخابات الرئاسة مع المعارضة.
جذور الأزمة السياسية
لكن تلك الأجواء لم تدم إلا عدة أشهر، وتبدلت الدفة سريعا بعد رفض المعارضة الاعتراف بفوز مادورو في الانتخابات، كما رفضت الأرجنتين وتشيلي وكوستاريكا وبيرو وبنما والدومينيكان وأوروغواي والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، الاعتراف بمادورو رئيسا، قبل نشر بيانات التصويت التفصيلية.
وصعدت الأرجنتين خصوصا، وطلبت من المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، قبل يومين، إصدار مذكرة اعتقال بحق مادورو، متهمة إياه بارتكاب ممارسات يمكن اعتبارها جرائم ضد الإنسانية، خلال التصدي للاحتجاجات التي اندلعت رفضا لإعلان فوزه في الانتخابات.
وردت فنزويلا بتصعيد حصارها لمقر السفارة الأرجنتينية في كاراكاس، اليوم الأحد، حيث يتحصن ستة من قادة المعارضة، منذ عدة أشهر، علما بأن البرازيل، هي من تُمثل سفارة الأرجنتين وتتولى رعاية مصالحها في فنزويلا.
وأبلغت كاراكاس البرازيل أمس بإلغاء وصايتها على سفارة الأرجنتين، في محاولة لإزالة الحماية الدبلوماسية عن المبنى، وفرضت طوقا أمنيا مُحكما حوله، تمهيدا لاقتحامه على ما يبدو.
وكتب بيدرو أوروتشورتو نوسيلي، من قيادات المعارضة، الذي يتخذ من سفارة الارجنتين ملجأ له منذ مارس/آذار الماضي، على موقع "إكس": "اعتباراً من صباح السبت، هناك وجود متزايد لعناصر الأمن الملثمين، لقد أغلقوا حركة المرور في الشارع، وما زلنا بدون كهرباء".
من جانبه، قال عمر غونزاليس مورينو، هو قيادي آخر في المعارضة الفنزويلية يتحصن بسفارة الأرجنتين: "السفارة بدون كهرباء منذ مساء الجمعة ويستمر الحصار والتهديد بالهجوم على المقر الدبلوماسي من قبل عناصر أمن نظام مادورو".
البرازيل تدخل على خط الأزمة
وردت البرازيل على إجراءات فنزويلا، مؤكدة أنها ستستمر في تمثيل مصالح الأرجنتين في فنزويلا، حتى يتم اختيار حكومة أخرى للقيام بهذا الدور، مشددة على "حرمة مرافق البعثة الدبلوماسية الأرجنتينية".
من جانبها، قالت وزارة الخارجية الأرجنتينية إن "أي محاولة للتدخل أو اختطاف طالبي اللجوء المقيمين في مقر إقامتنا الرسمي سوف تُدان بشدة من قبل المجتمع الدولي".
خروج آمن لمرشح المعارضة الرئاسي
واستبقت السلطات في فنزويلا الحصار المطبق على سفارة الأرجنتين، بالسماح للمرشح الرئاسي المعارض إدموندو غونزاليس، بمغادرة البلاد إلى إسبانيا.
وظل غونزاليس مختبئاً، منذ صدور مذكرة اعتقال بحقه بعد أن اعترضت المعارضة على نتائج الانتخابات الرئاسية.
وقالت نائبة الرئيس الفنزويلي ديلسي رودريغيز، في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي: "بعد طلب اللجوء طوعا في السفارة الإسبانية في كاراكاس قبل بضعة أيام، طلب غونزاليس من الحكومة الإسبانية اللجوء السياسي، ووافقت كراكاس على مروره الآمن، وغادر البلاد".
تصعيد متبادل بين واشنطن وكراكاس
وواكبت واشنطن التصعيد ضد كراكاس، فصادرت طائرة مادورو في جمهورية الدومينيكان ونقلتها إلى فلوريدا، بداعي شراء الطائرة على نحو ينتهك العقوبات، وهو إجراء اعتبره الرئيس الفنزويلي "قرصنة"، وردت فنزويلا سريعا باعتقال عنصر من البحرية الأمريكية.
وما زالت دول أمريكا الجنوبية وحلفاء المعارضة في فنزويلا، تراقب عن كثب ما سيؤول إليه حصار مقر سفارة الارجنتين، التي تأوي قادة المعارضة، وسط تهديدات بفرض مزيد من العقوبات على كراكاس.
aXA6IDQ0LjIyMC4yNTEuMjM2IA== جزيرة ام اند امز