منظمة حقوقية: طالبان تقمع الصحافة خارج كابول بشدة
ذكرت منظمة "رايتس ووتش" الدولية الحقوقية، الإثنين، أن حركة طالبان تقمع الصحافة بشدة خارج العاصمة كابول أكثر منها في العاصمة.
وأشارت المنظمة غير الحكومية، في الوقت ذاته إلى أن "الحركة تستخدم رقابة واسعة النطاق، وتمارس العنف ضد وسائل الإعلام المحلية في أفغانستان".
وأوضحت في تقرير نشرته النسخة الفارسية، لهيئة الإذاعة البريطانية أن حركة طالبان "قيدت بشدة" وسائل الإعلام المحلية في أقاليم أفغانستان، كما أن العديد من وسائل الإعلام لا تسمح للمتحدثات بالظهور في الاستوديوهات خوفا من الحركة.
وخارج كابول، تحدثت هيومن رايتس ووتش ومقرها نيويورك، إلى 24 صحفيا وعاملا إعلاميا في 17 من مقاطعات البلاد البالغ عددها 34، للوقوف على حالة وسائل الإعلام.
وقال معظم هؤلاء المراسلين لـ"هيومن رايتس ووتش"، إن جهاز مخابرات طالبان يطلب "بانتظام" من وسائل الإعلام أن تنشر تقارير "لا تتعارض مع سياسات طالبان"، ولا "تتحدث عن أعمال عنف يرتكبها مسؤولو طالبان".
وقال المتحدث باسم طالبان، ذبيح الله مجاهد إنه كان يحاول جذب تمويل أجنبي لوسائل الإعلام الأفغانية، خاصة تلك التي أٌغلقت بسبب الصعوبات الاقتصادية.
وقال الصحفيون الأفغان للمنظمة الدولية، إن أعضاء طالبان "هددوهم واحتجزوهم وضربوهم" أثناء تغطية صحفية، فيما تعرض العديد من الصحفيين للرقابة الذاتية.
وأضافت المنظمة أن الصحفيات في أفغانستان تعرضن "لقمع شديد" وطُردن من المهنة.
وقال كينيث روث المدير التنفيذي لمنظمة "رايتس ووتش"، "استخدم مسؤولو طالبان رقابة واسعة النطاق والعنف ضد وسائل الإعلام الأفغانية في عواصم المقاطعات والأقاليم"، مضيفاً أن "وضع الصحفيين خارج كابول أسوأ بكثير منه في العاصمة، وخاصة بالنسبة للنساء".
وذكر صحفيون في المحافظات أن طالبان أجبرتهم على "تقديم مضمون تقاريرهم لدائرة الإعلام والثقافة التابعة لحكومتها قبل نشرها".
وقال بعض المراسلين إنهم تعرضوا للضرب بسبب تقاريرهم عن "المظاهرات المناهضة لطالبان والاعتقالات التعسفية وارتفاع أسعار المواد الغذائية وغيرها من القضايا التي ترسم صورة سلبية عن الحركة".
"طرد المتحدثات"
وقالت صحفية في هلمند جنوبي أفغانستان، للمنظمة الدولية إن أيا من زميلاتها الست، لم يعملن منذ فبراير/شباط الماضي.
وفي ننجرهار في الشرق، لا يُسمح للنساء بدخول استوديوهات الأخبار، كما تم إغلاق البرامج الإعلامية النسائية.
وقالت صحفية في ولاية هرات غربي أفغانستان إنه "لم يسمح لها" ببث صوتها على الراديو منذ وصول طالبان إلى السلطة في أغسطس/آب الماضي.
كما زعمت صحفية في بلخ في الشمال أن الصحفيات لا يمكنهن حتى حضور الاجتماعات الإعلامية.
وقال صحفي في باروان إن الصحفيين "ينسقون" جميع أنشطتهم مع مسؤولي طالبان المحليين، مضيفًا: "نقوم بتحرير تقاريرنا وفلترتها ثم نشرها وفق سياسة الحركة".
وتقدر منظمة مراسلون بلا حدود أن 80 بالمائة من الصحفيات في جميع أنحاء أفغانستان فقدن وظائفهن أو تركن المهنة منذ أن سيطرت طالبان على السلطة.
ووفقًا لتقارير وسائل الإعلام، في الأشهر السبعة التي انقضت منذ وصول طالبان إلى السلطة، يعمل 20 فقط من المنشورات المطبوعة التي كان يبلغ عددها في السابق 114 مطبوعة، فيما بقيت 161 إذاعة وطنية ومحلية تعمل من أصل 293 إذاعة.
وأشارت التقارير إلى أن "حوالي 40 في المائة من قنوات التلفزة ونصف المنشورات على الإنترنت تم إغلاقها".
وبحسب نشطاء حقوقيين ووسائل إعلام، تسعى قوات طالبان الأمنية لإسكات المنتقدين والمتظاهرين في وسائل الإعلام وفي الشوارع.