"الأمم الصاعدة".. المهددون بالزوال في المحيط يتحالفون ضد تغير المناخ
أطلقت جزر المحيط الهادئ الأكثر عرضة لمخاطر التغيّر المناخي شراكة جديدة للحفاظ على تراثها في مواجهة التهديد الوجودي من الاحترار.
وأعلنت المبادرة التي سُميت "الأمم الصاعدة"، في حدث أقيم على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، من جانب رئيس وزراء توفالو كوسيا ناتانو ورئيس جزر مارشال ديفيد كابوا، بدعم من دول مثل ألمانيا والولايات المتحدة وكندا.
وقال ناتانو "أزمة المناخ تهدد بشكل متزايد مستقبل الناس في كل أنحاء العالم".
- الرئيس المصري: تغير المناخ هو التحدي الوجودي الأخطر على كوكبنا
- التغير المناخي يجبر بايدن على العمل مع الأعداء.. 3 رسائل صادمة
وأضاف "للمفارقة، في منطقتي، المحيط الهادئ، يبدو المستقبل واضحاً أكثر فأكثر، لكن ليس بطريقة تبعث على الارتياح".
ومنطقة المحيط الهادئ الشاسعة مليئة بالجزر ذات الكثافة السكانية القليلة، لكنها تقع على طول طرق الشحن الدولية الرئيسية التي تجعلها رقعة للتنافس الجيوسياسي.
وتمثل جزر المحيط الهادئ 0,03% فقط من انبعاثات غازات الدفيئة، لكنها مهددة بالزوال، حتى لو احترم المجتمع الدولي تعهداته بموجب اتفاق باريس للمناخ الذي يدعو الدول إلى حصر ارتفاع معدلات الحرارة العالمية إلى مستوى "أقل بكثير" من درجتين مئويتين مقارنة بما قبل الثورة الصناعية، وصولاً إلى 1,5 درجة مئوية إذا أمكن.
ودعت توفالو وكيريباتي وجزر مارشال إلى اتفاق يضمن لها "الوجود الدائم"، ويمكن تلخيصه في أربع نقاط: إعادة تأكيد التزام المجتمع الدولي ضمان سيادتها، وإطلاق برنامج تكيف لحماية أسلوب حياة سكان المنطقة، وإنشاء دليل من أجل الحفاظ على التراث الثقافي للجزر، وضمان دعم البلدان من أجل إدراج هذه المنطقة على قائمة التراث العالمي للبشرية من جانب اليونسكو.
وقال كابوا "نعلم أنه حتى مع ارتفاع معدل درجات الحرارة العالمية بمقدار 1,5 درجة مئوية، فإن بعض أراضينا ستغرق في النهاية".
وتتزايد حالة الطوارئ المناخية في الجزر المنخفضة التي يقع العديد منها فوق مستوى سطح البحر مباشرةً.
وكانت جزر المحيط قد طالبت في يوليو/ تموز الماضي باتخاذ إجراءات دولية "طارئة وفورية" بشأن المناخ، وشدّدت على ضرورة الالتزام بالأُسس الديموقراطية والنظام الدولي القانوني في مواجهة توسّع النفوذ الصيني في المنطقة.
وحذّر قادة الجزر خلال قمّة مهمّة في سوفا عاصمة فيجي، من أن الوقت بدأ ينفد لتجنّب "الأسوأ" في دولهم التي يقع الكثير منها فوق مستوى سطح البحر بقليل أو صارت غير صالحة للسكن بسبب العواصف القوية التي تضربها.
وقالوا في تقرير يحدد أهداف استراتيجية مشتركة تمتدّ حتى العام 2050 "نحن في الخطوط الأمامية في مواجهة الآثار السلبية لتغيّر المناخ"، مطالبين باتخاذ "إجراءات طارئة وقوية" على الأصعدة الوطنية والإقليمية والعالمية.
aXA6IDE4LjIyNC41NS42MyA= جزيرة ام اند امز