عبقري الكوميديا روبن ويليامز.. الوجه الآخر لـ«أعظم نجوم هوليوود»
مرّت سنوات على الرحيل المفاجئ للممثل الأمريكي روبن ويليامز، الخبر الذي نزل كالصاعقة على عشاق "نجم الكوميديا الهوليوودي" وتسبب في حزن عميق.
توفي ويليامز، أحد أعظم المواهب الفنية التي عرفها التاريخ، في يوم 11 أغسطس/آب بعد إعلان خبر انتحاره في منزله في كاليفورنيا عن عمر ناهز 63 عامًا، ليسدل الستار على حياة نجم جامح أضاء الشاشة بأفلام مثل "جومانجي" و"صيد جيد" وغيرها الكثير.
خبر انتحار روبن ويليامز كان صادما للملايين إذ ارتبط اسمه لسنوات بالضحك والسعادة، لكنه كان أكثر من مجرد ممثل كوميدي، إذ نجح في توظيف موهبته الفذة بعبقرية وجسد شخصيات متعددة ليترك بصمة تظل تذكرنا باسمه لعقود كثيرة قادمة.
الوجه الحزين لملك الكوميديا روبن ويليامز
خلف كل الضحكات التي أغرقنا روبن ويليامز بها في أعماله، كان يخوض صراعًا داخليًا مع الاكتئاب والمرض، ورغم نجاحه في التغلب عليهما لجولات عديدة، إلا أنه فقد زمام الأمور واستسلم لينتهي الصراع لصالحهما بوفاة مفجعة.
ومع حلول ذكرى وفاته، نتذكر وجها آخر للممثل الكوميدي العبقري لم نعهده عليه، وجه مليء بالحزن والمعاناة الداخلية مع أمراض نفسية قاتلة.
اشتهر روبن ويليامز بقدرته على تحويل أي موقف إلى كوميديا، فكان يستطيع تقليد الأصوات واللهجات ببراعة، وتجسيد شخصيات متنوعة بطريقة سلسة وممتعة.
وبهذه المهارات الفذة، قدم لنا العديد من الأفلام التي لا تنسى، مثل "جود ويل هانتينج"، و"جمعية الشعراء الميتين"، و"السيدة داوتفاير" والتي تركت بصمة عميقة في قلوب المشاهدين.
لكن وراء الضحكات والابتسامات، كان روبن يعاني من الاكتئاب الشديد، وهو مرض نفسي معقد يؤثر على المزاج والسلوك، وزاد من الطين بلة وقوعه في فخ "سوء التشخيص".
وكشفت صحيفة "مترو" البريطانية عن أنه بعد وفاته تم الكشف عن تشخيص حالته بالخطأ على أنه مصاب بمرض باركنسون، لكن الحقيقة أنه كان يعاني من مرض "ليوي الجسم" وهو مرض عصبي تنكسي يؤدي إلى الخرف، ما زاد من معاناته.
ولتكتمل الصورة السوداوية، وقع عبقري هوليوود في فخ الإدمان، إذ لجأ روبن إلى المخدرات والكحول للتخفيف من آلامه النفسية، ما أدى إلى تفاقم حالته الصحية والنفسية.
وصبيحة يوم 11 أغسطس/آب 2014 استيقظ العالم على صدمة انتحار روبن ويليامز، إذ لم يتوقع أحد أن هذا الرجل الذي يجلب السعادة للآخرين يعاني من مثل هذا الألم والمعاناة.
وأثار رحيل روبن، أحد أعظم ممثلين هوليوود، نقاشًا واسعًا حول الصحة النفسية وأهمية طلب المساعدة، وكشف عن الجانب المظلم للمرض النفسي الذي يمكن أن يصيب أي شخص، حتى أكثر الأشخاص مرحًا وسعادة.