روبوت «شارلوت»… ثورة في بناء مساكن منخفضة التكلفة على الأرض والفضاء
في ظل تزايد الحاجة العالمية إلى حلول بناء أسرع وأكثر استدامة، يبرز الروبوت «شارلوت».
ويُعد «شارلوت» خطوة واعدة نحو مستقبل يمكن فيه بناء مساكن أسرع وأقل كلفة وأكثر صداقة للبيئة، سواء على الأرض أو في رحلات استيطان الفضاء.
ووفقاً لتقرير نشره موقع "ريتيورو"، فإن الروبوت المطوّر من شركتَي Crest Robotics وEarthbuilt Technology كابتكار قد يُحدث تحولًا كبيرًا في قطاع البناء. ويعتمد الروبوت على تقنيات المناولة الميدانية لتحويل التربة الخام إلى جدران حاملة خلال يوم واحد فقط، ما يتيح تشييد هيكل منزل بمساحة 200 متر مربع خلال 24 ساعة، مع خفض الانبعاثات وتقليل الاعتماد على المواد عالية الكربون.
والروبوت ذو الأرجل الست يتحرك ذاتيًا وفق ملف بناء مُعد مسبقًا، ويستخدم طريقة مستوحاة من تقنية الإيرث باغينغ، حيث تُجمع مواد موجودة في الموقع مثل التربة والرمل والحصى المعاد تدويره، وتُضخ في أنابيب قماشية تُرصّ طبقة طبقة لتشكيل جدران متشابكة كثيفة دون الحاجة لكميات كبيرة من الأسمنت. هذه المنهجية تقلل النقل واستهلاك الطاقة، وتتيح بدء البناء حتى في المواقع النائية ذات التضاريس الوعرة.
ويتميز «شارلوت» أيضًا بهيكل خفيف قابل للطي، ما يسهل نقله ونشره، إضافة إلى وحدات قابلة للتبديل تتيح تكييف أدوات الضغط والفوهات وفق نوع التربة المطلوبة. ويمكن للروبوت التوقف واستئناف العمل بسهولة، الأمر الذي يسهّل عمليات التفتيش أو التعامل مع تغيّر الأحوال الجوية.
أزمة في القطاع
ويعاني قطاع البناء عالميًا من نقص العمالة وارتفاع التكاليف وطول مدة التنفيذ، وهي عوامل تزيد من تكلفة السكن. ومن خلال بناء هيكل مغلق مقاوم للعوامل الجوية خلال يوم واحد، يخفض الروبوت المخاطر ويتيح للعمال التركيز على أعمال التشطيب الأكثر تخصصًا. كما تتميز الجدران الترابية بقدرتها على تقليل الانبعاثات وتوفير كتلة حرارية ترفع من كفاءة العزل الحراري والصوتي، إضافة إلى مقاومتها للحريق والرطوبة.
ويمتد طموح «شارلوت» إلى خارج كوكب الأرض، حيث تدرس وكالات الفضاء إمكانية استخدامه في بناء مساكن على القمر باستخدام تربة الريغوليث المحلية. ومن شأن تصميمه الخفيف القابل للطي وقيامه بالضغط الطبقي للتربة أن يجعله مناسبًا لبناء قباب وسواتر واقية من الإشعاع والنيازك الدقيقة. حركة الروبوت على أرجل تقلل أيضًا من إثارة الغبار القمري.
التحديات القائمة
ولا يزال اعتماد هذه التقنية على نطاق واسع مرتبطًا بتحديث معايير البناء العالمية. فالمهندسون سيحتاجون إلى بيانات موثوقة حول مقاومة الجدران الترابية للقص والضغط والسلوك الزلزالي. كما أن استخدام الروبوتات سيغيّر أدوار العمال، ليتركز الجانب اليدوي على التفاصيل الدقيقة بينما تنتقل معايرة الجودة إلى الأنظمة الرقمية.
وتجري حاليًا مشاريع تجريبية تسعى للحصول على تصاريح كاملة، إضافة إلى اختبارات لقوة الجدران ومقاومتها للحريق. كما يتم دمج النظام داخل أدوات الـBIM لتحسين دقة التنفيذ، إلى جانب تطوير منتجات تأمينية مخصصة للبناء الآلي.