الأول من نوعه.. ابتكار روبوت دقيق يساعد في علاج السرطان
لأول مرة في العالم، طور فريق بحثي روبوتا دقيقا يحمل الخلايا الجذعية داخل جسم الإنسان، ويبشر بعلاج مرض السرطان.. تعرف عليه أكثر.
طوّر فريق بحثي صيني، لأول مرة في العالم، روبوتا مجهريا ثلاثي الأبعاد، يمكن أن يحمل الخلايا الجذعية إلى مواقع دقيقة في جسم الإنسان.
وحسب ما ذكرته شبكة أخبار "جوان تشا" الصينية، يمكن لهذا الابتكار الذي توصل إليه باحثون من جامعة سيتي بهونغ كونغ، أن يحدث ثورة ضخمة في العلاج القائم على الخلايا الجذعية والطب التجديدي، ويجد حلولا نهائية وفعالة للأمراض السرطانية.
وقال البروفيسور سون دونغ، رئيس قسم الهندسة الطبية الحيوية بالجامعة والمشرف على فريق البحث، إن "هذا الإنجاز يمكن أن يحدث قفزة هائلة في الجراحات الروبوتية للخلايا الجذعية".
وبحسب البروفيسور، يمكن استخدام الروبوتات الدقيقة لحمل الخلايا الجذعية التي يمكنها إصلاح الأنسجة التالفة أو علاج الأورام، ما يوفر بديلا للعمليات الجراحية، فضلا عن حل الآثار الجانبية الناجمة عن العقاقير وقضايا مقاومة الأدوية.
وذكر لي جونيانغ، الطبيب المشارك في البحث، أن هذا الروبوت الأول من نوعه في العالم القادر على نقل الخلايا في الجسم الحي.
أما عن حجم الروبوت، قال لي، إن قطره أقل من 100 ميكرومتر، أي ما يعادل حجم خصلة شعر واحدة، ومصنع باستخدام الطباعة الحجرية ثلاثية الأبعاد، ومغلف بمادة النيكل المغناطيسية والتيتانيوم المتوافقة مع الحياة الطبية.
وبحسب الفريق الطبي، أجريت اختبارات ناجحة على نوعين من الحيوانات، حيث حمل الباحثون الروبوتات الصغيرة بخلايا النسيج الضام والخلايا الجذعية، وحقنها في أجنة سمكة الدانيو المخطط، واستخدمت المادة المغناطيسية لإرشادهم إلى الموقع المطلوب.
إضافة إلى ذلك، حقنت الروبوتات الصغيرة التي تحمل خلايا سرطانية في الفئران المعملية، ثم نقلت خلايا بنجاح إلى المنطقة المستهدفة، ومررت من خلال الأوعية الدموية وأطلقت إلى الأنسجة المحيطة بها، واستخدم العلماء الخلايا السرطانية في التجربة، لأنه يمكن اكتشافها بسهولة بعد تشكيل الورم.
ويجري الفريق، أيضا، دراسة ما قبل السريرية على توصيل الخلايا الجذعية إلى الحيوانات من أجل العلاج الدقيق لسرطان الكبد، ومن المتوقع إجراء دراسات سريرية على البشر في غضون سنتين إلى ثلاث سنوات.
والخلايا الجذعية هي خلايا في جسم الإنسان قادرة على تطوير نفسها لأي نوع من الخلايا الأخرى، كتطوير نفسها إلى الخلايا المسؤولة عن دقات القلب، أو خلايا الدماغ، أو خلايا الجلد.
ويستخدم العلاج نقل أو زرع الخلايا الجذعية على فكرة أنه عندما يصاب الإنسان بمرض ما، فإن الخلايا تتضرر أو تموت، وعند حدوث ذلك تنشط الخلايا الجذعية المنقولة بشكل تلقائي لإصلاح هذا الخلل عن طريق تعويض الخلايا المتضررة أو الميتة بأخرى مماثلة.
ويمكن من خلال نقل الخلايا الجذعية التغلب على مشكلات زراعة الأعضاء كعدم وجود متبرع، أو عدم توافق نسيج المتبرع مع نسيج المريض، أو رفض الجهاز المناعي للعضو المزروع.
ومع ذلك، لطالما أثارت عمليات زراعة الخلايا الجذعية جدلا أخلاقيا واسعا بشأن نقل تلك الخلايا من مصادر بشرية مثل الأجنة أو الأنسجة البالغة، إلا أن العلماء الصينيين أكدوا مؤخرا ابتكارهم طريقة تمكنهم من إنشاء خلايا جذعية في المختبرات.