مسيرة "مارقة" تقتل مشغلها.. حادث تنفيه أمريكا يفتح الملف "المخيف"

يقولون إن الذكاء الاصطناعي أداة لخدمة البشر، إلا أن قصص انحرافه عن مساره تردد صداها كثيرًا مؤخرًا؛ فبات يهدد وظائف ومستقبل من اخترعوه، بل وحيواتهم.

إحدى تلك القصص ما ذكرته صحيفة "الغارديان" البريطانية، قائلة إن طائرة مسيّرة تابعة للقوات الجوية الأمريكية يتحكم فيها الذكاء الاصطناعي، قتلت مشغّلها حين حاول التدخل في جهودها لتحقيق مهمتها.

اختبار محاكاة

وقالت الصحيفة البريطانية، إن رئيس قسم العمليات والاختبارات بالذكاء الاصطناعي في سلاح الجو الأمريكي الكولونيل تاكر هاملتون "ارتكب ذلة" عندما اعترف الشهر الماضي في مؤتمر للجمعية الملكية للطيران أن طائرة مسيرة طيار قتلت مشغلها في اختبار محاكاة لأن الطيار كان يحاول تعطيل مهمتها.

وأخبر هاميلتون الحشد أنه خلال محاكاة لاختبار طائرة مسيرة تعمل بالذكاء الاصطناعي تم تدريبها وتحفيزها على قتل أهدافها، أصدر أحد المشغلين تعليمات للطائرة المسيرة في بعض الحالات بعدم تدمير أهدافها واستجابت الطائرة بدون طيار وقامت بقتل مشغلها.

قلق ونفي 

وأثارت التعليقات قلقًا عميقًا بشأن استخدام الذكاء الاصطناعي في الأسلحة والمحادثات المكثفة عبر الإنترنت، لكن القوات الجوية الأمريكية نفت إجراء الاختبار.

وردت الجمعية الملكية للطيران في بيان يوم الجمعة أن هاميلتون تراجع عن تعليقاته، مشيرة إلى أن الأخير أوضح أن "محاكاة الطائرات المسيرة المارقة" كانت "تجربة فكرية" افتراضية.

وقال هاميلتون: "لم نقم أبدًا بهذه التجربة، ولن نحتاج إلى ذلك من أجل إدراك أن هذه نتيجة معقولة".

كما نفت المتحدثة باسم القوات الجوية الأمريكية آن ستيفانيك في بيان، حدوث مثل هذه المحاكاة، قائلة: "لم تجر إدارة القوات الجوية أي محاكاة من هذا القبيل للطائرات المسيرة والذكاء الاصطناعي، ولا تزال ملتزمة بالاستخدام الأخلاقي والمسؤول لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي".

تبرير أمريكي

ورغم أنها قالت إن: "تعليقات الكولونيل اقتطعت من سياقها وكان من المفترض أن تكون قصصية"، أبدى أكد علماء أخلاقيات الذكاء الاصطناعي والباحثون المخاوف بشأن هذه التكنولوجيا، مؤكدين أن هناك أهدافًا طموحة لها، مثل إمكانية علاج السرطان.

وأشاروا، في الوقت نفسه، إلى أدلة طويلة على الأضرار القائمة لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك الاستخدام المتزايد، في بعض الأحيان، لأنظمة المراقبة غير الموثوقة التي تسيء التعرف على الأشخاص ذوي البشرة السمراء والسود، ويمكن أن تؤدي إلى الاعتقالات التعسفية.

ومن الأضرار المحتملة أيضا، استخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي الناشئة لتشغيل وإدارة الأسلحة في مناطق الأزمات.