مسلمو الروهينجا.. بوادر للخروج من النفق المظلم
بعد استجابة حكومة ميانمار لدعوة حوار الأديان من مجلس حكماء المسلمين لإنهاء أزمة مسلمي الروهينجا، بدأت اقتراحات الحلول في الظهور.
أبدت ميانمار استجابة ملموسة لدعوة مجلس حكماء المسلمين الذي أخذ على عاتقه إنقاذ الأقلية المسلمة من النفق المظلم، وبحث حلاً جذرياً للانتهاكات التي تنفذ ضدهم في إقليم الروهينجا غرب البلاد.
ورحب ممثلون عن الشعب لأول مرة بفكرة الحوار بين الأديان، ولبوا دعوة مجلس حكماء المسلمين برئاسة شيخ الأزهر الشريف الدكتور أحمد الطيب لحضور جولات الحوار التي عقدت أولها، الثلاثاء، بالقاهرة.
ولعل أبرز شواهد استجابة ميانمار للحوار، حضور ممثلين عن جميع الأطياف الدينية المختلفة (هندوس وبوذيين ومسيحيين)، وكان على رأس الوفد السفير مينت لوين، سفير اتحاد ميانمار بالقاهرة، ممثلا عن الحكومة.
إلا أن حديث ممثلي الأديان عن أزمة الأقلية المسلمة في بلادهم كان غير متوقع إلى حد ما، فهم يتكلمون عن قيم التسامح والمحبة، في حين أن صورة واحد عالقة بذهن العرب والمسلمين في هذا الشأن.
صور التعذيب مزيفة
وقال الوفد خلال الجلسة، إن ميانمار حافظت طوال تاريخها على قيم المحبة والتسامح، فضلا على احترامهم الأديان الأخرى وتقديرهم الأنبياء المرسلين، وأكدوا أن الأمور كانت تسير على ما يرام حتى دخلت الدولة في مرحلة انتقالية خلال السنوات القليلة الماضية، ومنذ ذلك الحين بدأت الأزمة بسبب أوضاع سياسية واقتصادية.
إلا أنهم أرجعوا أسباب الأزمة الحقيقية إلى بث الإعلام حول العالم صورا مغلوطة تصور تعذيب الأقلية المسلمة، وأكدوا أن ظروفا اقتصادية صعبة يعاني منها إقليم الروهينجا، الذي يسكنه الأقلية المسلمة أسهمت في تضخيم الأمور وزيادة أوضاع سكان الإقليم سوءا، حيث يعانون من محدودية الدخل، فضلا على عدم وجود فرص كافية للتعليم والرعاية الصحية، مؤكدين مرة أخرى أن قنوات إعلامية تتعمد تشويه الحقائق ولا تنقل الصورة كاملة.
وبشكل عام سلط وفد ميانمار الضوء على أهمية دور المجتمع المدني والدولي لتنمية تلك المشاعر ونشر ثقافة التسامح بين الأديان، وعدم استغلال أية خلافات هامشية وتعظيمها بما ينعكس سلبا على أبناء شعب ميانمار، مشيدين بمبادرة مجلس حكماء المسلمين برئاسة شيخ الأزهر لعقد هذا الحوار بالقاهرة، قلعة الإسلام وبلد التسامح، ومعربين عن الاستعداد لتنفيذ أية توصيات يتم التوصل إليها من خلال ذلك الحوار.
تقصي حقائق
وحول إمكانية تشكيل لجان لتقصي الحقائق ورصد ما يحدث على أرض الواقع في بورما، بجهود مجلس حكماء المسلمين، للوقوف على الحقيقة كاملة، قال المشير عبدالرحمن سوار الذهب، الرئيس السوداني الأسبق، عضو مجلس حكماء المسلمين، في تصريحات خاصة لبوابة "العين" الإخبارية، إن "هذا أول لقاء لهذه القضية على هذا المستوى، وبالتأكيد هناك قرارات كثيرة ستخرج عنه، ومن بينها إيجاد آليات لمتابعة الأزمة وإدارة القضية حتى نتمكن من حل هذه القضية بشكل كامل".
ومن جانبه، أكد علاء بسيوني، مذيع البرامج الدينية والمهتم بشؤون المسلمين حول العالم، أن أقل ما يمكن تقديمه لمسلمي ميانمار، هو إرسال مراسلين عرب ومسلمين لينقلوا الصورة كما تحدث على أرض الواقع من قلب الحدث، وعدم التسليم بمقاطع فيديو وصور قد تكون مصنوعة، مؤكدا دور الشباب في ميانمار في حل الأزمة، إذا استطاع الحوار المفتوح بين الأديان إقناعهم بضرورة قبول الآخر.
لماذا الشباب؟
وعن الدور الذي يعلقه المجلس على شباب ميانمار لحل الأزمة، قال الشيخ عباس شومان، وكيل شيخ الأزهر، إن مجلس حكماء المسلمين اختار شبابا من المؤثرين في المجتمع بميانمار، والذين يحظون بثقة حكومتهم وذويهم في الوقت نفسه، مشيرا إلى أن اختيارهم على هذا النحو جاء ليسهل تعريفهم على خطورة الوضع الذي سينعكس على مستقبلهم وعملهم وتعليمهم إذا لم يصل الشعب إلى مرحلة قبول الآخر.
وأوضح الشيخ عباس شومان، في تصريحات خاصة لبوابة "العين" الإخبارية، أن دور شباب ميانمار، الذين تم اختيارهم، في المرحلة المقبلة سيكون نقل رؤياهم وما اقتنعوا بهم من مخاطر أزمة التمييز، لأطياف الشعب في ميانمار، ونشر ثقافة السعي لتحقيق السلام بين الأطياف المختلفة.
وعن دور حكومة ميانمار في إيجاد حل للأزمة، قال شومان إن الحكومة أبدت تعاونا، وخير دليل على ذلك أن التنسيق بالكامل لجولات مؤتمر حوار الأديان الذي عقد أولى جولاته اليوم، تم مع حكومة ميانمار، فضلا على حضور سفيرها بالقاهرة ومجموعة من المسؤولين لهذه الجولة.
aXA6IDMuMTQ1LjM0LjUxIA== جزيرة ام اند امز