"إن عدنا سيقتلوننا".. الروهينجا يخشون إعادتهم إلى ميانمار
رحيمة خاتون (60 عاما) من كوكس بازار في بنجلاديش "أنا خائفة، قيل لي إن لم نعد ستدمر منازلنا هنا.. أفضل تناول السم".
يقول لاجئو الروهينجا، الهاربون من الحملة الوحشية لجيش ميانمار العام الماضي، إنهم مرعوبون من العودة إلى ميانمار، مع بدء السلطات عملية إعادة الآلاف ممن يعيشون في مخيمات اللاجئين، قرب حدود بنجلاديش إلى بلادهم.
وأوضحت رحيمة خاتون (60 عاما) لشبكة "سي إن إن" الأمريكية من كوكس بازار في بنجلاديش: "أنا خائفة، قيل لي إن لم نعد ستدمر منازلنا هنا، وأفضل تناول السم أو القفز من قارب والموت على العودة".
كان من المقرر أن تبدأ بنجلاديش وميانمار عملية إعادة 2260 من لاجئي الروهينجا إلى ولاية راخين، الخميس، لكن لم تتطوع أي من العائلات للعودة، وفق ما أعلنته سلطات بنجلاديش.
وذكر محمد عبد الكلام، مفوض إغاثة اللاجئين وتأهيلهم في بنجلاديش: "لم نجد أي متطوعين، سنواصل البحث ولا يمكننا إجبار أحد على العودة".
اعترضت الجماعات الحقوقية الدولية بشدة على خطط إعادة الروهينجا إلى بلادهم، خوفًا من مواصلة تعرضهم للاضطهاد أو اقتصار الأمر على إسكانهم داخل مخيمات المشردين بدون حرية في التنقل أو الحق في كسب الرزق.
وأكدت بنجلاديش مرات عدة أنها لن تجبر أحدًا على العودة إلى ميانمار، ولكن بالنظر إلى المعلومات المحدودة لمن يعيشون بمخيم اللاجئين في كوكس بازار، راجت شائعات حول عملية إعادتهم نحو بلادهم فضلًا عن انتشار الخوف والريبة.
وقالت اللاجئة ماجدة (51 عامًا): "نحن خائفون من العودة إلى ميانمار، فإن عدنا سيقتلونا حتما".
ومن جهتها أفادت مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة بأن الأوضاع في ميانمار سيئة وليست مناسبة لإعادة الروهينجا إلى بلدهم.
"رعب وهلع"
كان هناك وجود لافت وأكثر من المعتاد لقوات الجيش في المخيم، أمس الأربعاء، مع تكثيف قوات الأمن عمليات تفتيش اللاجئين والصحافيين.
وفي ظل انتشار الأحاديث حول طرح قائمة بما يفوق 2000 لاجئي ستتم إعادتهم إلى ميانمار، اختبأ كثير من العائلات، خشية إجبارهم على العودة، حتى أن اثنين حاولا الانتحار، طبق معطيات أوردتها الأمم المتحدة.
وأشار محمد حسن إلى أن أسرته حاولت الهروب نحو مخيم آخر، بعد اكتشاف أفرادها أنهم ضمن الموضوعين على القائمة المذكورة، وإعلامهم من قبل قوات الجيش بضرورة الاستعداد بغية الرجوع لموطنهم.
وأضاف حسن (18 عامًا): "كل يوم يأتي على الأقل ما يتراوح بين 10 و12 ضابطا لإخبارنا بالأمر .. لقد تعرّض أشقائي للقتل وأُطلق عليّ الرصاص، فكيف نعود إلى ميانمار بدون عدالة؟"
ماذا ينتظر اللاجئون؟
كثير من اللاجئين الروهينجا مستعدون للعودة إلى بلدهم، لكن بموجب الشروط السليمة، وأبرزها الحق في الحصول على الجنسية واسترجاع أراضيهم، مع مساءلة الجيش عن الانتهاكات التي ارتكبها بحقهم.
وبيّن اللاجئ ديل محمد (39 عامًا): "عانيْنا من التعذيب، وتعرضت نساء أسرتنا لعمليات اغتصاب وحشي، فضلا عن حرق أطفالنا وهم أحياء .. نحن لا نريد العودة حتى قبول مطالبنا وتحقيقها".
وشدّدت ميانمار من إمكانية الوصول إلى شمال راخين، حيث جعلت الحصول على صورة واضحة وفكرة وافية حول ظروف عودة اللاجئين أمرا مستحيلا على المراقبين المستقلين والصحفيين ومجموعات الإغاثة الإنسانية.
aXA6IDMuMTM4LjEyNS44NiA= جزيرة ام اند امز