"اغتصبوا شقيقتي أمامي ودفنتها بنفسي".. شهادات للروهينجا تدمي القلوب
الهجمات ضد الروهينجا كانت منظمة، وتهدف ليس فقط لإبعادهم ولكن أيضا لمنعهم من العودة إلى ديارهم للأبد.
"أنتم لا تنتمون إلى هنا.. اذهبوا إلى بنجلاديش.. إن لم ترحلوا سنحرق منازلكم ونقتلكم".. هكذا وعبر مكبرات الصوت، توعدت القوات الأمنية في ميانمار، مسلمي الروهينجا.
ولكن العديد من هؤلاء المسلمين لم يحصلوا على فرصة للرحيل، وفقا لمحققي الأمم المتحدة الذين وجدوا أن الهجمات الوحشية ضد الروهينجا في ولاية راخين، كانت منظمة ومنسقة وممنهجة وتهدف ليس فقط لإبعادهم ولكن أيضا لمنعهم من العودة إلى ديارهم للأبد، بحسب صحيفة "سيدني مورنينج هيرالد" الأسترالية.
الصحيفة قالت إن الشهادات الصادمة التي ذكرها مكتب حقوق الإنسان بالأمم المتحدة، والمستمدة من ناجين وصلوا إلى بنجلاديش، سوف تكثف الضغط على دول مثل أستراليا لفرض عقوبات على ميانمار وقطع العلاقات مع قادة البلاد العسكريين.
تحدثت فتاة في الثانية عشر من العمر من بلدة راثداونج في راخين عن تطويق القوات الأمنية في ميانمار ولجان الأمن الأهلية البوذية، منزل أسرتها وإطلاق الرصاص عليهم.
وقالت الفتاة: "أطلقوا النار على شقيقتي أمامي، كانت في السابعة من عمرها. بكت وقالت لي: اهربي. لكنني حاولت مساعدتها رغم أننا لا نملك أي مساعدة طبية في التلال. نزفت كثيرا، وماتت بعد يوم، ودفنتها بنفسي".
وفي شهادة لوالدة في السادسة والعشرين من العمر، قالت إنها استيقظت في الثالثة فجرا لتجد منزلها مشتعلا، لافتة إلى أن الفوضى كانت في كل مكان، وأن قوات الأمن كانت تطلق النار عليهم ليقتلوهم، وسحبت النساء بعيدا لاغتصابهن، مستطردة: "حتى الأطفال تعرضوا للضرب والتعذيب".
أما تلك الزوجة البالغة من العمر 25 عاما، فروت عن جمع النساء وأخذهن بعيدا واغتصابهن أمام أعين الناس وعائلاتهن.
وقالت إن 4 رجال يرتدون زيا رسميا أخذوا شقيقتها أثناء اختبائهم بين التلال، واغتصبوها أمام الجميع بمن فيهم والدها الذي كان عاجزا عن مساعدتها، مشيرة إلى أن أختها كانت تتألم ونزفت لأيام.
التقرير الأممي سرد شهادات الضحايا من الروهينجا، بما في ذلك الأطفال والعجائز، الذين قتلوا حرقا داخل منازلهم، كما قدم أدلة مفصلة على معاناة الأطفال من الضرب المبرح والطعن والقتل، مشيرا إلى استراتيجية قائمة على غرس خوف عميق وواسع الانتشار وصدمة جسدية وعاطفية ونفسية بين شعب هذه الأقلية.
وهرب أكثر من 500 ألف من الروهينجا إلى مخيمات مزرية للاجئين في بنجلاديش منذ 25 أغسطس/آب الماضي، عندما شنت القوات الأمنية في ميانمار حملة قمعية على الأقلية المسلمة، ولكن التقرير يقول إن العدوان بدأ في أوائل أغسطس والعنف لا يزال مستمرا على الرغم من أن زعيمة ميانمار أونج سان سو كي، قالت إنه انتهى في الخامس من الشهر المنصرم.
وذكر التقرير بالتفصيل تدمير القوات الأمنية للمنازل والحقول ومخازن الأغذية والمحاصيل والماشية وحتى الأشجار؛ ليجعل احتمالية عودة الروهينجا إلى حياتهم الطبيعية وسبل المعيشة في المستقبل في راخين، شبه مستحيلة.
وأشار التقرير إلى أدلة على استهداف القوات الأمنية المدرسين والقيادة الثقافية والدينية وأصحاب النفوذ في مجتمع الروهينجا، في محاولة للتقليل من تاريخهم وثقافتهم ومعرفتهم.
كما وجد المحققون أنه من المرجح بصورة كبيرة أن القوات الأمنية زرعت الألغام الأرضية على طول الحدود في الأسابيع الأخيرة لمنع الروهينجا من العودة، مستشهدين بأطباء يعالجون الإصابات.
ووصفت الأمم المتحدة وهيثات الإغاثة الدولية الوضع في مخيمات بنجلاديش بأنه كارثة مستجدة، وأن الأطفال والنساء هم الأكثر عرضة للإصابة بالمرض والمجاعة والاتجار بالبشر والعنف الجنسي.
aXA6IDMuMTI4LjIyNi4xMjgg جزيرة ام اند امز